الواقع يا صديقى أن الحروب فى عصرنا هذا ليست حروبًا عسكرية أو اقتصادية فقط، أسلحة وذخيرة ومعدات وطائرات وصواريخ، أو حتى منع المساعدات والمنح والتضييق الاقتصادى، لكن أسوأ ما نواجهه من العدو، هى حرب الشائعات، هى الوقيعة بين أصحاب القضية الواحدة، بل يمتد الأمر إلى حدوث فجوة بين الشعب وقائدهم.. حرب السوشيال ميديا بكافة أنواعها قد تهدم دولًا وتشوه قائدًا وتنصف مظلومًا.. ما دعانى لكتابة هذه الكلمات، ما حدث عقب لقاء الملك عبد الله الثانى ملك الأردن مع نظيره الأمريكى ترامب، وتسريب تصريحات مغلوطة لبعض القنوات الفضائية ومواقع السوشيال ميديا التى تسيطر عليها عناصر إخوانية حول رضوخ الشقيقة الأردن لمطالب ترامب، بصورة مبسطة «بيع القضية الفلسطينية» والتخلى عن الأشقاء الفلسطينيين، وعلى مصر أن تقف فى وجه العالم وحدها.. الغريب والطريف والعجيب والمستعجب أن يتسابق كثير من المحسوبين على مهنتى الصحافة والإعلام بكتابة عبارات قاسية خارجة شائنة ضد الشقيقة الأردن وملكها الوطنى دون التأكد من صحة التصريحات أو حتى مجرد البحث عن مصادر هذه الملعلومات.. لتتحول القضية برمتها إلى حرب على السوشيال ميديا، تشكيك وتخوين وتهويل وإساءة دون فهم حيثيات وأبعاد ما يحدث.. لم نسأل أنفسنا من المستفيد؟، لم يراودنا شك حتى أن تكون وقيعة بين الأشقاء بعضهم البعض، رغم أن جميع تصريحات ملك الأردن موجودة على صفحته الرسمية بمنصة إكس والتليفزيون الرسمى والقنوات المحايدة والتى حملت كلامًا صريحًا لا يحتاج إلى تأويل، بتأكيد الملك عبد الله على وحدة الموقف العربى تجاه مقترح ترامب ورفض التهجير لسكان غزة والضفة الغربية، وأن السلام العادل يقوم على حل الدولتين.. أما رئيس وزراء الأردن جعفر حسان فقال: إن موقف الأردن واضح وثابت بشأن تهجير الفلسطينيين فلا توطين ولا تهجير ولا حلول على حسابه.. وهو ما أكده وزير خارجيته أيمن الصفدى: أن «ثمة خطة عربية مصرية فلسطينية، من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى من القطاع.. هذا موقف واضح وصريح لا يحتاج إلى تأويل أو تسرع أو حتى تقليل من موقف الشقيقة الأردن، علينا أن نتحلى بالحذر والحيطة لأن الموضوع شائك ومصر هى دومًا من تحمل على ظهرها هموم وأوجاع كل الأشقاء العرب ولا ينبغى أبدًا أن نكون وقودًا لأعداء الوطن. حفظ الله مصر والأردن من كل مكروه وسوء، وعاشت فلسطين حرة أبية.. دمتم بخير.