يحتفل الآلاف من أبناء محافظة قنا ، بمولد سيدي عبدالرحيم القناوي، سنويا ، ويعتبر من أكبر الموالد في مصر، ويحتفل به أبناء الطرق الصوفية بداية من شهر شعبان، وتكون الليلة الختامية ليلة النصف من شعبان. وكشفت وثيقة عمرها 149 سنة، حصلت بوابة أخبار اليوم، على نسخة منها، كيفية الاستعدادات للاحتفال بمولد سيدي عبد الرحيم القناوي، والذي يحتفل به أبناء قنا سنويا في النصف الأول من شعبان. وأوضحت الوثيقة طريقة الاحتفال بمولد سيدي عبد الرحيم القناوي، وهي اجتماع من لجنة ثلاثية للاستعداد ومكونة من نقباء عبد الرحيم القنائي بقنا وهم: السيد عبدالرحيم زارع النقي، السيد محمد أحمد النقيب، السيد أحمد عبدالرحيم طايع القاضي الشرعي وقتها. ورصدت الوثيقة ما يحتاجه المسجد والضريح من أعمال مثل أعمال النجارة وكانت تسند لشيخ النجارين وشراء جذع النخيل لاستخدامها كحامل للسرادق وكانت تشترى من أحد المتخصصين أيضًا، وشراء مستلزمات المطبخ من أواني فخارية وشراء مستلزمات العطارة أيضًا من السوق الفوقاني. وتتعدد مظاهر الاحتفالات بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي، الذي يُعد من أشهر الموالد في صعيد مصر، وتستمر الاحتفالات 15 يومًا بداية من أول شعبان وحتى منتصف الشهر، ويفترش الباعة الجائلون الطرقات أمام المسجد والمناطق المجاورة له في حالة رواج اقتصادي لهم ولغيرهم من أصحاب المحال التجارية بالمدينة، كما ترى حلقات الذكر والمدح والإنشاد الديني و طلوع التوب فضلًا عن الألعاب الترفيهية ووجود الحلوى مثل الحمص والفول السوداني وغيرها، وسط ازدحام شديد سواء في الشوارع المحيطة أو داخل المسجد نفسه، خاصة فيما يعرف ب"الليلة الكبيرة" وهي الليلة الختامية في النصف من شعبان. اقرا ايضا القناوي | عُين واليا بأمر الوالي شيخًا لقنا .. والاحتفال بمولده 15 يومًا ولد عبدالرحيم القناوي، الذي ينتهي نسبه للإمام الحسين بن علي بن أبى طالب، في ترغاي من مقاطعة سبتة في المغرب الأقصى، في الأول من شعبان سنة 521 هجرية، وقدم لقنا بعد مطالبة الشيخ مجد الدين القشيري، إمام المسجد العمري بقوص عاصمة الصعيد في ذلك الوقت، له بالذهاب لقوص أثناء مقابلته في موسم الحج، ليرفع راية الإسلام وليعلم المسلمين أصول دينهم، وليجعل منهم دعاة للحق وجنودًا لدين الله، ويحتفل بمولده المواطنون في قنا، ليلة النصف من شعبان. لم يظل القنائي في قوص إلا لثلاثة أيام، وفضل الانتقال لمدينة قنا تنفيذًا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إلى قنا والإقامة بها. والتقى "القنائي" بقنا بالشيخ عبدالله القرشي، أحد أوليائها الصالحين اللذان تحابا وتزاملا في الله، وظل القنائي يتعبد ويدرس لمدة عامين كاملين، مع العمل في التجارة، ثم تم تعيينه بأمر من والي مصر وقتها شيخًا لقنا، ومن وقتها أطلق عليه ب"القنائي" وكانت له مدرسته الصوفية الخاصة التي تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها. ومن مؤلفاته تفسير للقرآن الكريم، رسالة في الزواج، أحزاب وأوردة، كتاب الأصفياء، وتوفي سنة 952 هجرية عن عمر يناهز 71 عامًا، قضى منها 41 عامًا في الصعيد.