محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، هو الحدث الأعظم في عام 2024، ولو كنت من أصحاب القرار فى مؤسسات الأبحاث العالمية المسئولة عن اختيار أفضل 100 شخص عالمياً لاخترت محمد شيمي. في منتصف عام 2024 تم اختيار المهندس محمد شيمي وزيراً لقطاع الأعمال العام، لم تروق هذه الحكاية لكثيرين من الذين يعرفون محمد شيمى، فالرجل قد أمضى عمراً فى قطاع البترول بين منصات الحفر البرية والبحرية ثم المشروعات والإدارة، ما باله ووزارة تغلق كل ما فيها. لكن جاءت التجربة لتؤكد أن محمد شيمى رجل دولة وقيادة، وليس مجرد مهندس يعمل بقطاع البترول ومتشبع به ولا يعرف العمل قى مكان آخر، ربما تناسى البعض تجربته فى وزارة النقل سابقاً عندما كان مسئولا عن جهاز المترو، هذا قطاع لا علاقة له بالبترول، ورغم ذلك صُنفت فترة محمد شيمى فى المترو بأنها الأفضل فى تاريخ هذه الشبكة. استطاع محمد شيمى أن يحرك المياه الراكدة فى قطاع الأعمال العام، فأعاد شركة النصر للسيارات للحياة بعد توقف دام أكثر من 30 عاماً، وأعاد قطاع الغزل والنسيج والذى كان يوماً ما يساهم فى الاقتصاد القومى بنسبة % 50 وهو الذى ساهم فى بناء السد العالى. محمد شيمي لم يحيى فينا فقط شركاتنا وكياناتنا التى توقفت، لكنه أحيا فينا ذكريات جميلة كنا نتغنى ونتعايش بها سنوات العمر الطويل، لقد بعث الشيمى رسالة قوية وحقيقية وليست مجرد شعارات أن مصر تستطيع ومصر بها من أبنائها من يستطيع أن يقوم عليها. لقد كانت صورة الشيمى وهو يدفع بالشباب للصفوف الأولى ليلتقطوا صوراً مع رئيس الوزراء فى افتتاح غزل المحلة، هى المعبر الحقيقى عن شكل القيادة التى نحن بحاجة إليها، قيادة تفعل كل شيء وفى النهاية تنكر نفسها عندما يتم التقاط الصور. وإذا كانت هناك أجيال حكت عن أنها صنعت إنجازات وجاء غيرها ليلتقط الصور بدلاً منها، فإن الشيمى صنع الإنجازات وجاءته الفرصة ليلتقط الصور، لكنه آثر أن يقف بدلاً منه شباباً مصرياً مد يده لتكون مصر عظيمة. نحن ننتظر أن تطال يد وزير قطاع الأعمال كل مناحى الوزارة، لأن القطاع العام هو مصر وهو المصريين، ما من بيت ولا فتاة فى مقتبل حياتها إلا والقطاع العام كان سبباً فى زواجها، وما من شاب إلا والقطاع العام كان محركاً له فى حياته. وليت الحكومة وهى فى طريقها لإحياء الذهب الأبيض "القطن المصري"، أن تغلق باب الاستيراد للملابس، وتكتفى بما تصنعه أيدى المصريين، لأن أى جهود غير ذلك ستُفشل الأمر. مصر منذ أن اعتنقت مبدأ: شرا العبد ولا تربيته، ساهمت فى خراب القطاع العام، ولو أنها فعلت مثلما فعلت دول كثيرة، وقامت بتربية العبد مهما كانت كلفته، لنجح القطاع العام، وكنا غزونا كل البلدان، وهذا لا ينطبق على الغزل والنسيج فقط، بل وعلى السيارات أيضاً.