دارت الأيام ووصلت إلى المدى الذى لا يصدق فيه أمر. من منا كان يظن يومًا ما أن تحاكم المحكمة الدولية الجنائية من أشخاص متهمين بأبشع الجرائم منها الإبادة الجماعية والحرق والتدمير والقتل بكل صوره من خلال الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات التى تدهس الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ دون أدنى مراعاة لأى حقوق إنسانية يتشدق بها المتهمون من أمريكا وإسرائيل عندما يريدون إنزال عقوبات على أى دولة لا تروق لهم ولا تسمع كلامهم ولا تنفذ أوامرهم. إنه قانون الغاب وإن كان وحوش الأمس لديهم قدر ما من الرأفة ولكن وحوش اليوم لا يملكون ذرة إحساس من الإنسانية. فى أمريكا هناك أعضاء من الكونجرس يرفضون القرارات ومواطنون فى بعض الولايات يتظاهرون ضدها. إبليس وحده الذى ينشر الشر فى كل مكان ويؤلب القلوب لفعل الإجرام الإنسانى دون أى حرج يصغر أمام مجرمى اليوم الذين يتطاولون على العدالة التى تدين مجرمى الحرب ويدعون أن المحكمة فاسدة وتكره السامية وأنها تصدر أحكاما ظالمة وتدين بالولاء للإرهاب ضد حقوق إسرائيل وأمريكا.. إنها نكسة مؤلمة أن يصبح الظالم مظلومًا.. والعكس صحيح. إسرائيل تعربد فى العالم بحصانها الجامح الشرس يضرب فى كل مكان ويقتل دون أية مسئولية عليهما بموجب قانون الغاب الذى يطلق لهما العنان للاستبداد والدكتاتورية والتهديد بالقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية إذا اعترض أحد على ما يفعلانه من جرائم فى حق الشعوب. إذا كان هذا هو الحال مع المحكمة الجنائية الدولية فما بالنا بالناس العاديين الذين يدافعون عن أوطانهم ولا يجدون من يدافع عنهم؟! إنها مأساة من نوع التراجيديا الدموية والكبر واستلاب أراضى الغير بغير حق. إنها من علامات الساعة وإيذان بمجىء المسيخ الدجال إمام بنى إسرائيل ومعه يأجوج ومأجوج ما دام العدل يهجر الأرض إلى أن يأذن الله بأمره.