شهدت مدينة أسوان، صباح أمس ، تشييع جثمان الأمير الراحل كريم أغاخان، زعيم الطائفة الإسماعلية، ورئيس مؤسسة أغاخان للتنمية، عن عمر ناهز 88 سنة، بجوار جده الأغاخان محمد شاه الحسينى وزوجته البيجوم أم حبيبة، بحضور الأمير رحيم الأغاخان وأسرته، ومحافظ أسوان اللواء دكتور إسماعيل كمال والعديد من القيادات التنفيذية، والتى انطلقت سيرًا على الأقدام من أمام مقبرة الأديب عباس محمود العقاد بمدينة أسوان، وتم بعدها نقل الجثمان إلى البر الغربي، حيث سيتم دفن الجثمان بمقبرة الأغاخان. وفى لفتة تضامنية، دقت أجراس الكنيسة فى أسوان، بالتزامن مع مرور جثمان الأمير الراحل، أثناء المراسم الرسمية لتشييع جنازته، وتضمن الموكب الجنائزى عددًا من المراكب النيلية حمل عليها الجثمان بواسطة عدد من شباب النوبة، وتقدم الجنازة الرسمية الأمير رحيم الأغاخان الخامس وأسرته، وذلك بعد إنهاء كافة التسهيلات لاستقبال جثمان الأمير الراحل حيث قامت إدارة مطار أسوان الدولي، بالتنسيق مع الجهات المعنية، باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حسن الاستقبال والتنظيم خلال مراحل الوصول والمغادرة للوفود المشاركة فى مراسم تشييع الجنازة . ووصلت طائرة خاصة تابعة لشركة «جلوبل جيت»، القادمة من العاصمة البرتغاليةلشبونة، إلى مطار أسوان الدولى مساء أول أمس السبت ، وعلى متنها 80 راكبًا من أسرة أغاخان وأعضاء الطائفة الإسماعيلية للمشاركة فى المراسم ،ووصلت طائرة خاصة أخرى التى تقل جثمان الأمير الراحل بمطار أسوان الدولى، صباح الأحد وعلى متنها عدد من أفراد العائلة والطائفة الإسماعيلية. اقرأ أيضًا | «بوابة أخبار اليوم» ترصد بالصور جنازة الأمير كريم أغاخان وقال اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان:« نيابةً عن الحكومة المصرية، نتقدم بأحر التعازى للطائفة الإسماعيلية فى وفاة الأمير كريم». ونفاذا لوصيته، وافق رئيس مجلس الوزراء على دفنه بجوار جده الأغا خان الثالث، السلطان محمد شاه، والبيجوم أم حبيبة. وأضاف محافظ أسوان أن الأمير رحيم أعرب عن امتنانه للحكومة المصرية وللرئيس على سرعة إنهاء إجراءات الجنازة، سواء فى السفارة المصرية فى البرتغال أو الإجراءات التى تمت فى مصر، وتجهيز استقبال الجثمان وإصدار جميع التراخيص وتصريح الدفن. وأعلنت الأسرة عن رغبتها فى اقتصار الجنازة على النقل إلى البر الغربي، وصولاً إلى مقبرة الأغا خان، على أفراد الأسرة فقط، لقضاء وقت خاص مع الجثمان قبل نزوله إلى مثواه الأخير. من ناحيه اخرى تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان ، والأمير الجديد رحيم الحسينى الأغاخان الخامس والوفد المرافق له مسجد بدر بالطابية والمنطقة المحيطة، والتى تشارك فى مشروع تطويرها مؤسسة أم حبيبة، والتى تعتبر أحد فروع المؤسسات التابعة لشبكة الأغاخان، وفى نهاية اللقاء قام المحافظ بإهداء مفتاح مدينة أسوان للأمير رحيم الحسينى . من هو الأغا خان الرابع؟ ولد الأمير شاه كريم الحسيني، المعروف بالأغا خان الرابع، فى 13 ديسمبر 1936، وتولى قيادة الطائفة الإسماعيلية النزارية فى 11 يوليو 1957، بعد وفاة جده الأغا خان الثالث، يُقدَّر عدد أتباع هذه الطائفة بنحو 10-15 مليون شخص، أى ما يقارب 10-12% من إجمالى المسلمين الشيعة حول العالم.. لم يكن الأغا خان مجرد رمز دينى لطائفته، بل كان أيضًا شخصية عالمية بارزة فى مجالات التنمية والاقتصاد، حيث شارك فى تغييرات سياسية واقتصادية كبرى أثرت على مجتمعه، خاصة فى إفريقيا وآسيا الوسطى، فقد عايش استقلال الدول الإفريقية، وطرد الآسيويين من أوغندا، وتفكك الاتحاد السوفييتي، إلى جانب التوترات المستمرة فى أفغانستان وباكستان. امتلك الأغا خان ثروة ضخمة، قُدرت فى عام 2013 بحوالى 13.3 مليار دولار، مما جعله واحدًا من أغنى 10 شخصيات ملكية فى العالم وفقًا لمجلة «فوربس»، لكنه لم يكن مجرد رجل ثري، بل كان مؤسسًا ورائدًا فى الأعمال التنموية من خلال شبكة أغا خان للتنمية (AKDN)، التى نفذت مشاريع إنسانية وتعليمية وصحية فى العديد من البلدان، ومنها مصر، وخاصة فى أسوان.