تراجع الرئيس الامريكى ترامب عن تصريحاته الخاصة بتهجير الفلسطينيين الى سيناء والأردن وسيطرة أمريكا على قطاع غزة.. السؤال: لماذا هذا التراجع المفاجئ؟ الإجابة من وجهة نظرى تتلخص فى عدة أسباب هى: أولا: الموقف المصرى القوى الرافض لهذا المقترح جملة وتفصيلا ورد الفعل الشجاع من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتصريحاته التى اثلجت صدور المصريين أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من غزة الى سيناء ولن تفرط فى أمنها القومى. ثانيا: الرد الدبلوماسى القوى المتمثل فى بيانات وزارة الخارجية برفض تصفية القضية الفلسطينية والتحذير من آثارها السلبية على معاهدة كامب ديفيد للسلام والرسالة شديدة اللهجة لنتنياهو بعد مطالبته بإقامة الدولة الفلسطينية بالسعودية إضافة الى الرد القاسى من مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة السفير اسامة عبدالخالق على مندوب إسرائيل الذى تساءل عن سبب قيام مصر بتسليح جيشها حيث قال له إن الدول الكبرى مثل مصر تلزمها جيوش قوية قادرة على الدفاع عن أمنها القومي. ثالثا: الرفض الأردنى والسعودى والعربى والدولى الكاسح لقرارات ترامب وتصرفاته التى هزت صورة أمريكا العظمى امام العالم. رابعا: رفض قطاع عريض من الداخل الامريكى لقرارات ترامب الأخيرة وتزايد المطالب بعزله لدرجة ان محامية أمريكية اعترضت على مقترحه بتهجير الفلسطينيين وقالت خلال برنامج تلفزيونى شهير: لدينا مجرم متهم من الجنائية الدولية -تقصد نتنياهو- وآخر مدان -تقصد ترامب- يضعان مخططات غير قانونية لتهجير سكان قطاع غزة. لقد افسدت مصر فى أيام قليلة ما خططت له أمريكا وإسرائيل سنوات طويلة.. لكن ماذا بعد؟ هل أدرك العرب خطورة ما حدث؟ وهل تنعقد جامعة الدول العربية لتوحيد الصف العربى؟ وهل يوقن العرب أن فى اتحادهم قوة لا يستهان بها وأن أمنهم يبدأ من مصر وعليهم تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك لمواجهة مثل تلك المخاطر؟ إن ما حدث يؤكد لجميع المصريين سلامة قرار الرئيس السيسى بتقوية الجيش المصرى وتسليحه بأحدث أنواع الأسلحة العالمية رافعا شعار «العفى محدش يقدر ياكل لقمته» .