لم يحصل على اي شهادة دراسية، يقرأ ويكتب بصعوبة، ومع ذلك ادعى الطب، وكان يكتب روشتات بها اسماء الادوية باللغة الانجليزية، واعترف بأنه كان يرسم الحروف الانجليزية، ولا يفهمها، أما اللاتينية فأنه لايفهم حتى أنها لغة! كتب على عيادته أنه اخصائي جراحة.. وأمراض نساء.. وبرغم ذلك كان يعالج جميع الامراض، العين والأسنان وكل شيئ، غير أنه أجرى عملية استئصال الزائدة الدودية لإحدى السيدات ونجحت العملية! اقرا ايضا | ضبط مركز للعلاج الطبيعي يديره طبيب مزيف في بني سويف بدأت قصة الطبيب المزيف، وبحسب مانشرت مجلة آخر ساعة عام 1962، أنه كان يعمل صبيا في دكان حلاق يمسك بالموس ليحلق لزبائنه بأحد الأحياء الشهيرة بالإسكندرية. وبعدما حصل على عمل كمساعد ممرض في إحدى الشركات الأهلية، لكن تم طرده لأنه كان يسيئ معاملة الاطباء، ويرى نفسه ندا لهم، بل كان يلفت انظار الأطباء إلى مايراه في العلاج الصحيح للمرضى من العمال، ضاق به الأطباء وتم طرده من الشركة. وبعد أن اكتسب شيئا من المعرفة بالتمريض والطب، استطاع ان يعرف بعض العمال واسرهم، وكان يقوم بتوزيع الادوية عليهم اثناء عمله. وبدأ يتردد على العمال في منازلهم ليعطي الحقن لمرضاهم، وكثر زبائنه، وافتتح عيادة ووضع لافتة كتب فيها "الدكتور الحاج خميس زيتون" وحدد اجورا زهيدة للكشف الطبي.. ثلاثة قروش مقابل إعطاء حقنة، ثلاثة قروش مقابل خلع ضرس، و12 قرشا للكشف العام، و24 قرشا للكشف المستعجل. ذاع صيته بصورة ملفته للنظر، لحسن معاملته للناس، ولم يرفع الاجر، ويعالج الفقراء بالمجان، ويبيع للمرضى العينات التي توزعها عليه شركات الادوية المستوردة. انتقل صيته المدوي إلى معظم الأحياء بالاسكندرية، وأصبح عدد مرضاه في اليوم نحو 200 مريضا. وفي احد الأيام جاءت إليه سيدة لأول مرة، وقام باعطاءها روشتة ذهبت بها إلى الصيدلية، ولم يكن بها الدواء المطلوب، ولدى الصيدلية دواء يماثل في التأثيرات، فذهب عامل الصيدلية إلى العيادة يستأذنه في إعطاء السيدة دواءا مشابها، وماإن شاهد الطبيب المدعوم الذي كان يعرفه من قبل وهو خميس صبي الحلاق! هرول مسرعا وابلغ صاحب الصيدلية الذي قام بابلاغ الشرطة. وبدأت تحريات المباحث، وتمكنوا من القبض عليه، وذكر في التحقيقات بأنه يقوم "بالتغيير" على جروح المرضى، واعطائهم الحقن، وهي كلها أعمال تتعلق بالتمريض لا بالطب، وقال انه اكتسب خبرة طبية أثناء عمله في الجمعية الأهلية لإحدى الشركات. وبسؤاله.. لماذا يناديه الناس والاطفال "دكتور خميس" قال: انهم يحترمونني ولذلك يطلقون علي هذا اللقب، ويدافع عن نفسه قائلا: بأنه ليس لصا ولم يجد مايفعله سوى علاج المرضى لأنه لا يحب أن يرتكب عملا اجراميا! وتبين من التحقيقات ان للطبيب المزيف أخا قاتلا صدر الحكم عليه بالاشغال الشاقة المؤبدة. وتبين أيضا أن الطبيب المزيف تسبب في وفاة فتاة كان يقوم بعلاجها، واكتشف امرها طبيب الصحة. اقرا ايضا | ضبط عامل يمارس مهنة الطب داخل مستشفي سوهاج الجامعي تولت النيابة التحقيقات، وقدم الطبيب المزيف إلى المحاكمة بتهمة ممارسة الطب بغير ترخيص. ومن المفارقات العجيبة التي كشفتها التحقيقات ، بأن زوجة الطبيب المزيف كانت عاقرا لاتنجب، وانه كان يعالج السيدات ومساعدتهن على الانجاب!