تعد الأبوة مسؤولية عظيمة تتجاوز حدود الإنفاق المادي لتشمل الدعم العاطفي والتوجيه والتفاعل مع الأبناء، وهو ما أكده استشاري العلاقات الأسرية عمرو عزالدين خلال لقاء في بودكاست «الكلام على أيه» الذي ينتجه المجلس القومي للمرأة، حيث تناول الدور الحقيقي للأب في حياة أسرته، والعلاقة الزوجية الصحية، وقدم نصائح عملية لضمان تربية الأبناء بأسلوب إيجابي يرسخ قيم الاحترام والتقدير داخل الأسرة. دور الأب الحقيقي أكثر من مجرد إنفاق ويرى د. عمرو عز الدين أن الأب ليس فقط مصدرًا للدخل، بل هو القدوة، الحامي، والداعم العاطفي لأبنائه، مؤكدًا أن دوره يجب أن يشمل: التواصل اليومي: حتى لو كانت نصف ساعة فقط يوميًا للاستماع للأبناء ومناقشتهم، فهذا يعزز العلاقة الأسرية ويخلق جوًا من الأمان والثقة. دعم الأبناء نفسيًا وعاطفيًا: الطفل يحتاج إلى الشعور بأن والده ليس فقط مصدرًا للمال، بل هو سند حقيقي وملاذ آمن يمكنه اللجوء إليه عند الحاجة. التقدير المتبادل بين الزوجين: من الضروري أن يشعر كل طرف بتقدير الآخر، فكما يجب أن تقدر الزوجة جهود الأب في العمل، يجب أن يعترف الأب بجهود الأم داخل المنزل لضمان علاقة قائمة على الاحترام المتبادل. اقرأ ايضا| صور| «قومي المرأة» يشارك في دراما رمضان ب«نورة ونور» التعاون بين الزوجين مفتاح الاستقرار الأسري وأشار د. عمرو إلى أن العلاقة بين الزوجين يجب أن تقوم على التفاهم والتعاون، محذرًا من التصرفات التي تقلل من مجهود الشريك، مثل الرجل الذي يعود إلى المنزل ويسأل زوجته: "أنتِ كنتِ بتعملي إيه طول اليوم؟"، مؤكدًا أن هذا ظلم وإجحاف بحق المرأة. وأوضح أن الدعم المتبادل بين الزوجين أمر ضروري، فلكي يكون الأب جيدًا يحتاج إلى دعم الأم، والعكس صحيح. فالعلاقة السليمة بين الزوجين تنعكس بشكل إيجابي على الأبناء وتعزز لديهم قيم الحب والاحترام. اقرأ ايضا|فيديو| خبيرة مهارات حياتية توضح كيفية مواجهة ضغط الأهل في قرار الإنجاب كيفية التعامل مع مشاعر الأبناء السلبية تجاه الأب عندما يعبر الطفل عن عدم حبه لوالده، فإن رد فعل الأم يلعب دورًا حاسمًا في تصحيح المفهوم لديه. ينصح د. عمرو بما يلي: 1. عدم الانفعال أو التقليل من الأب: يجب أن توضح الأم لطفلها أن والده شخص مهم في حياته وأن هذا الشعور السلبي قد يكون بسبب سوء فهم. 2. التواصل مع الأب وتوضيح المشكلة: على الأم إبلاغ الأب بمشاعر الطفل حتى يتمكن من تصحيح العلاقة وتقديم الدعم العاطفي المناسب. 3. تجنب الحديث السلبي عن الأب أمام الأطفال: عندما تشتكي الأم من صعوبة الأب أمام أبنائها، فإن ذلك يؤثر سلبًا على صورة الأب في نظرهم. تأثير العلاقة الزوجية على تربية الأبناء وأكد د. عمرو عز الدين أن سلوك الأب تجاه الأم ينعكس مباشرة على سلوك الأبناء، فإذا كان الزوج حنونًا ومحترمًا لزوجته، فإن الأطفال سيكبرون وهم يحملون نفس القيم، أما إذا كان الأب يقلل من زوجته، فإن الأطفال قد يتبنون نفس التصرفات تجاه والدتهم، مما يضعف الروابط الأسرية. نصائح ذهبية لاختيار الشريك المناسب عند اختيار الزوج أو الزوجة، شدد د. عمرو على ضرورة توافر ثلاث صفات رئيسية في الشريك المثالي: 1. المرونة: القدرة على التعامل مع التغيرات والضغوط الحياتية بوعي واتزان. 2. المسؤولية: تحمل الأعباء الأسرية والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة. 3. الدعم العاطفي: القدرة على تقديم الحب والتقدير والمساندة في الأوقات الصعبة. كما أشار إلى أن الشكوى المستمرة بين الزوجين، مثل قول "أنا مظلومة" أو "أنا مظلوم", قد تؤدي إلى تدمير العلاقة الزوجية وإفساد استقرار الأسرة. التقدير والتفاهم أساس بناء أسرة سعيدة والعلاقة الزوجية السليمة ودور الأب المتكامل في حياة أسرته لا يقتصر فقط على الإنفاق، بل يمتد ليشمل التقدير، الدعم العاطفي، والقدرة على بناء جسور من التواصل الفعّال مع الزوجة والأبناء. فالأب الجيد هو من يكون حاميًا، داعمًا، وقدوة حسنة لأطفاله، ويساهم في تكوين بيئة أسرية صحية مبنية على الحب والاحترام.