■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب تمر ذكرى مرور 112 عامًا على ميلاد الفنان التشكيلي حسين بيكار، بعد رحلة امتدت لأكثر من 70 عامًا من العطاء حفلت بخطوات واثقة وإيمان راسخ بالفن.. تاريخ طويل من الإنجازات في الفن والتعليم والصحافة حصل فيها على لقب الأستاذ، ووصل إلى درجة الفارس، دخل ساحة الإبداع من الباب الموسيقى ليستقر في حقل الفن التشكيلي. عرف بيكار طريق الموسيقى في الثامنة من عمره، حيث كان يعلمها لأفراد الأسر الثرية بالإسكندرية مسقط رأسه، فقد كان عازفاً ماهرا على آلة البزق والطمبور والعود، لمحه أحمد صبري وشده وهو يعزف عليه ليختاره نموذجاً للوحته الشهيرة «العازف» فقد أعجبه شكل بيكار في هذا الوضع ليستمتع برؤيته وهو يرسم اللوحة منذ البداية، التحق بيكار بكلية الفنون الجميلة عام 1928، وكانت وقتها تسمى مدرسة الفنون العليا وكان عمره آنذاك 15 عامًا، ليكون من أوائل الطلبة المصريين الذين التحقوا بها. وعقب التخرج عمل على تأسيس متحف الشمع، وأنجز بعض الأعمال فى ديكور المعرض الزراعي. تميز بيكار في فن البورتريه الذي يعتبره رسما وتلخيص حياة بين ماض وحاضر ومستقبل، فهو يصنعه فى أجمل أوضاعه كتكوين وعلاقات يتقرب من الشخصية بالتعامل والحديث ليقتنص اللحظة ويعبر عنها باللون واللمسة. ◄ اقرأ أيضًا | «50 عاما من البورتريه السينمائي» يحتفي بشيخ المصورين محمد بكر وتعتبر «النوبة» عشق بيكار، فقد أحبها وعشق أهلها وطبيعتها منذ وطئت قدماه أرضها في الستينيات حينما قام الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك بدعوة الفنانين والكتّاب لزيارتها، وسافر بيكار ضمن وفد ضم حسن فتحي وحامد سعيد وزوجته وعبدالغنى أبوالعينين ومجموعة من الكتاب والفنانين ويعايش هذا المناخ الساحر في تلك البيوت وهذه الوجوه السمراء والقفطان الأبيض ليبدع بيكار العديد من الأعمال الخالدة . أبدع حسين بيكار لوحة «نوبى» عام 1995 التى تعد من أشهر لوحاته، وهى صورة معبرة عن عالم مميز بطلها فتى نوبى، والمعروف عن الفنان حسين بيكار تقديمه عددا من اللوحات عن النوبة وجمالها، تبدو اللوحة بسيطة فى تكويناتها، لكنها موحية بجمال الشخص النوبى ورغبته فى الحياة الهادئة الوديعة، بجانبه آلته الموسيقية، وعلى القرب منه شجرة «جافة» يبست أوراقها، لكنه لم يهتم بذلك، هو يهتم بالعصفور الذى يقف على هذه الشجرة، ويرى فيه جمالا فريدا بألوانه التى تدل على البهجة والحياة ويمكن قراءة اللوحة بطرق متعددة كلها فى صالح فن حسين بيكار وفى صالح حال الإنسان النوبى ومفهومه عن الحياة. من اللوحات المعروفة لحسين بيكار تلك التى عرضت للبيع فى مزاد قاعة «سوثبى» فى لندن بعنوان «نافورة للشرب فى النوبة»، وعرضت لوحة تجفيف الملابس فى دار بونهامز، للمزادات العالمية، فى لندن، فى مزاد يحمل عنوان «الفن الحديث والمعاصر الشرق الأوسط» لوحة «تجفيف الملابس» للفنان حسين بيكار للبيع، ويقدر ثمنها ما بين 40 إلى 58 ألف يورو، وتعتبر لوحة «المعجزة الثامنة» التى تصور نقل معبد رمسيس الثانى إلى أبو سمبل من أهم اللوحات كلاسيكية للرسم المصرى الحديث، توفى بيكار فى 16 نوفمبر عام 2002، عن عمر ناهز 89 عاما.