لم يكن حفل السيدة أم كلثوم على مسرح «الأوليمبيا» باريس مجرد حفل عادى، لأهم مطربة عربية على واحد من أهم المسارح فى العالم، فقد استطاعت أم كلثوم فى هذا الحفل، أن تحقق العديد من الأهداف التى تصب فى مصلحة هذا الوطن فى النهاية سواء المادية أو المعنوية لمصر. فقد قررت أم كلثوم فى هذا الوقت أن يكون حفلها على مسرح أولمبيا بباريس، واحدًا من العديد من الحفلات التى تتبرع بأجرها لصالح المجهود الحربى، حيث إن مصر كنت آنذاك قد تعرضت إلى هزيمة 1967، وحينها بدأت أم كلثوم فى لعب دور وطنى من نوع خاص، وهو أن تجوب محافظات مصر والعديد من الدول العربية لإقامة حفلات تتبرع من خلالها بأجرها للمجهود الحربى، وقد كان حفلها بمسرح أولمبيا بباريس واحدًا من تلك الحفلات. اقرأ أيضًا| ماسبيرو يحتفى ب «أم كلثوم» حيث تقاضت أم كلثوم فى الحفلين مبلغًا يقرب من 14 ألف إسترلينى تبرعت به لصالح المجهود الحربى، الذى كان بحاجة شديدة خلال تلك الفترة إلى العملة الصعبة. أما حفل أم كلثوم فى باريس فقد تمكنت من جمع ما يقرب من 200 ألف جنيه إسترلينى، بالإضافة إلى إعلاء قيمة الفن المصرى وإيصال صوت المصريين إلى العالم الغربى ودعم للجيش المصرى بشكل صريح وسط العالم الغربى، فقد حققت أم كلثوم فى هذا الحفل انتصارًا كبيرًا للفن المصرى، حيث أصبحت حديث العالم الغربى، نظرًا للإقبال الكبير الذى شهده الحفل وليس من العرب فقط ولكن من الجمهور الفرنسى أيضًا. اقرأ أيضًا| احتفال بالذكرى 50 على وفاة أم كلثوم غدا في متحف الطفل ففى الحفل الأول، ظلت كوكب الشرق لما يقرب من خمس ساعات تشدو على المسرح بأهم أغانيها مثل أنت عمرى والأطلال وبعيد عنك، وغيرها من الأغانى التى ألهبت حماس الحاضرين، والمثير أن الحاضرين لم يكونوا من المصريين أو العرب فقط، بل إن الفرنسيين كانوا حاضرين، وبعد النجاح الكبير الذى حققه الحفل الأول، والذى انتقل صدى نجاحه إلى كل أنحاء فرنسا، شهد الحفل الثانى إقبالًا كبيرًا للغاية، وخرجت بعدها أم كلثوم، لتؤكد أنها جاءت هنا لدعم الجيش المصرى، وبدأ القائمون على مسرح أولمبيا بباريس طرح فئات جديدة من التذاكر، بعد نفاد الفئات الأساسية، وكانت المفاجأة أن أعداد الفرنسيين الحاضرين للحفل كان ملحوظًا، فكثير منهم حضر من أجل التعرف على المطربة التى هزت أرجاء باريس بحفلها الأول. وفى الحفل الثانى لكوكب الشرق أم كلثوم كان الإقبال كبيرًا، ولعل الصورة المنتشرة لشخص يحاول تقبيل قدم كوكب الشرق وأدى هذا إلى سقوطها من هذا الحفل، وقد التقطها المصور الكبير بأخبار اليوم فاروق إبراهيم.