لعل أول ما يتبادر للذهن أن العنوان يحمل إشارة إلى قطاع غزة، إلا أن ما أعنيه هنا قطاع الثقافة فى مؤسسة أخبار اليوم، ولأنه عنوان مقال وليس خبرا، فإن هذه العودة بمثابة حلم أو أمنية عزيزة، تتناغم مع ما أثاره حوار د. أحمد هنو وزير الثقافة مع أسرة «الأخبار» قبل ساعات من انطلاق معرض الكتاب. د. هنو يطمح إلى استمرار مبادرة المليون كتاب التى أطلقتها الوزارة، ولكن بشكل مختلف فى العام القادم، ورشح جريدة الأخبار، ومؤسسة أخبار اليوم تحديدا لمواصلة المبادرة، ولا أظن فى الأمر مجاملة، أو تحميل هذا الكيان العملاق الرائد ما لا يحتمله. دعوة الوزير استدعت عندى سؤالا: كيف نترجم هذا «العشم» عمليا؟ دون بكاء على اللبن المسكوب، كانت «أخبار اليوم»، تمتلك دار نشر للكتاب، بمسمى قطاع الثقافة وبعد أكثر من ربع قرن على إطلاقه، صدر قرار يفتقد لأى حتميات موضوعية بإلغائه! كان القطاع يثرى الرسالة الثقافية للمؤسسة عبر اصدار مئات العناوين، فى مختلف فروع الفكر والمعرفة، ويعزز مفهوم القوة الناعمة بمنتج يساهم فى حماية الهوية، ويرتقى بوعى المجتمع. وإذ اتفق مع رؤية د. هنو فى أن «الثقافة ليست ملكا لأحد، وانها مسئوليتكم معنا» موجها حديثه لأسرة «أخبار اليوم»، وإذا كان لى أن اضيف: نعم بل لنتفق على أن الثقافة بكل منتجها، وفى المقدمة الكتاب موجهة للناس، ومن هنا أتفق مرة أخرى مع طرح د. هنو بأن الحراك الثقافى مهمة شعبية، ثم اضيف: أن ذلك المنظور يتطلب تفعيل لا مركزية العمل الثقافى، تأكيدا لتنافسيته، وديمقراطيته، وتنوعه، من ثم فإن عودة قطاع الثقافة للحياة تحت مظلة «أخبار اليوم»، يترجم حرفيا هذه المعاني، وبالتالى فإنه ليس شأنا مؤسسيا داخليا، وإنما بذات القدر أمر يعنى جمهورا عريضا ارتبط بكل اصدارات أخبار اليوم خلال أكثر من ثمانية عقود، وضمنها الكتاب. وللتاريخ: فإن «كتاب اليوم» كان الاصدار الثانى بعد اصدارها الأسبوعي، وقبل اصدار الصحيفة اليومية، وبعد 45 عاما يتعاظم الاهتمام بالكتاب فتطلق المؤسسة قطاع الثقافة. ودون شبهة مجاملة، فإن على رأس المؤسسة صحفى ارتبط مهنيا بالثقافة لعقود طويلة، ويثمن العمل الثقافى ضمن أبرز اهتماماته، من ثم فإن قرارا بإعادة قطاع الثقافة للحياة، يصب فى خانة الطموح المشروع لجمهور أخبار اليوم قبل أبنائها، أو أى جهة أخرى.