لقد وجدت لعبة كرة القدم لتسلية الجمهور وإمتاعه والترويح عنه من متاعب ومصاعب الحياة وهمومها.. فهناك 22 لاعبا يهرولون داخل مستطيل أخضر يمينا ويسارا، ذهابا وعودة لإحراز الأهداف وإمتاع الجمهور الذى يجلس فى المدرجات أو أمام شاشات الفضائيات متحمسا ومشدودا لدقائق ينسى فيها عناء الدنيا ومشاكلها. ومع تقدم العصر وتطور اللعبة وفنونها تحولت من مجرد لعبة إلى صناعة، وبضاعة يسوقها اللاعبون للجمهور.. ودخلت بالتالى الأموال إلى المستطيل الأخضر، وأصبح الحديث عن صناعة بالمليارات، وسوق رائجة لبيع وشراء اللاعبين والمدربين وسماسرة وخلافه.. كل المشاركين مستفيدون ما عدا الجمهور.. ورغم كل ذلك علينا أن نتذكر ولا ننسى أنها لعبة مجرد لعبة للمتعة والتسلية ليس إلا!! الغريب أن اللعبة تحولت إلى صراع وقتال.. ووصلت إلى حد من «الإسفاف» لا يمكن السكوت عنه، خاصة فى ملاعبنا وبين جمهور الأندية سواء فى المدرجات أو خارجها أو على صفحات السوشيال ميديا. ووصلنا من التفاهة أن يتحول تعاقد ناد مع لاعب إلى معركة تُشهر فيها الأسلحة، ووصف هذا النادى بالناجح وأنه وجه ضربة مؤلمة لناد آخر.. صحيح قد يكون هذا التعاقد نجاحا للنادى لكنه ليس فشلا لأى ناد آخر. أقول هذا بمناسبة ما تشهده الساحة الرياضية من «عراك» منذ تعاقد الأهلى مع اللاعب أشرف بن شرقي.. وأوضح بعض الحقائق التى أرى أنها غائبة فى معظم الحوارات ومصاطب التحليلات وجلسات النميمة الفضائية، ومحاضرات اللت والعجن.. قد يكون تعاقد الأهلى مع اللاعب نجاحا للنادي.. والذى تعاقد معه لحاجة الفريق وباعتباره إضافة له.. وليس كيدا فى نادى الزمالك أو مجلس إدارته كما يصورها البعض.. المسألة متعلقة بأموال النادى وليست سداح مداح يا سادة. كما أن اللاعب محترف جاء إلى الزمالك من المغرب، ولعب فى صفوفه وقدم أفضل ما لديه، وانتقل إلى ناد قطري، ثم إلى الأهلي.. فهو ليس من أبناء الزمالك ولم ينتقل منه إلى الأهلي، وإن كنت أرى أنه لا غضاضة فى ذلك.. فالمسألة تخضع للعرض والطلب. هو فى النهاية لاعب محترف.. والأمر لا يتحمل أكثر من ذلك. اجعلوها رياضة للمتعة وليست للصراعات والمعارك.. اجعلوا المنافسة داخل المستطيل الأخضر وليس صراعا خارجه، وعلى إدارات الأندية أن تبتعد عن هذه المهازل ولا تنساق وراءها.. فالكل يجب أن ينظر إلى ناديه ومصلحته وفقا لاحتياجاته ورؤية وخطة تم وضعها راعت قدرات وإمكانيات النادي.. فالإدارة ليست بالمكايدة.