يعد شهر رمضان 2025 فرصة ذهبية للكثيرين لإعادة تنظيم عاداتهم الغذائية، لكنه قد يكون تحديًا كبيرًا لمرضى الكبد، الذين يحتاجون إلى اتباع نظام غذائي متوازن يحافظ على صحة الكبد ويمنع تفاقم الأعراض. تؤثر العادات الغذائية الخاطئة على وظائف الكبد، وقد تسبب مضاعفات صحية، خاصة بعد ساعات صيام طويلة. لذلك، من الضروري أن يتجنب مرضى الكبد بعض الأخطاء الشائعة أثناء الصيام، وأن يحرصوا على تناول وجبات متوازنة تضمن لهم صيامًا صحيًا وآمنًا، كما أكدته د. سارة عبد الله صقر، استشاري التغذية العلاجية. ** أخطاء يتجنبها مرضى الكبد في رمضان أولًا: الإفطار المفاجئ بكميات كبيرة من الطعام بعد ساعات طويلة من الصيام، يميل بعض الصائمين إلى تناول كميات كبيرة من الطعام فور أذان المغرب، مما قد يشكل عبئًا على الكبد، خاصةً لمن يعانون من أمراض الكبد المزمنة مثل التهاب الكبد الدهني أو التليف الكبدي. يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى زيادة الضغط على الكبد، مما قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية، وشعور بالخمول والتعب. ما الحل؟ يفضل كسر الصيام بتمرة مع كوب ماء أو لبن، ثم الانتظار قليلًا قبل تناول وجبة الإفطار الرئيسية، مع الحرص على أن تكون الوجبة خفيفة ومتوازنة. ثانيًا: تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمقلية تشكل الأطعمة الدسمة والمقلية خطرًا على مرضى الكبد، حيث إنها تؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد، مما قد يؤدي إلى تدهور حالته. كما أن هذه الأطعمة تسبب اضطرابات في عملية الهضم، وقد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الكبد. ما الحل؟ يُفضل استبدال الأطعمة المقلية بالمشوية أو المسلوقة، وتناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، مع التركيز على مصادر البروتين الصحي مثل الأسماك والدجاج المشوي. ثالثًا: الإفراط في تناول السكريات والحلويات الرمضانية تُعد الحلويات الرمضانية مثل الكنافة، والبسبوسة، والقطايف من الأطباق الأساسية على مائدة الإفطار، لكنها غنية بالسكر والدهون، مما يشكل خطرًا على مرضى الكبد، حيث يزيد استهلاك السكر الزائد من مقاومة الأنسولين، ويؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد، مما قد يفاقم مشكلات الكبد الدهني. ما الحل؟ يمكن استبدال الحلويات الغنية بالسكر بالفواكه الطبيعية أو الحلوى المصنوعة من بدائل صحية مثل العسل أو التمر، مع تقليل الكمية المتناولة قدر الإمكان. رابعًا: عدم شرب كمية كافية من الماء يعد الجفاف من أكبر المخاطر التي قد يتعرض لها مرضى الكبد أثناء الصيام، حيث يحتاج الكبد إلى كمية كافية من السوائل لإتمام وظائفه الحيوية. يؤدي نقص الماء إلى زيادة تركيز السموم في الجسم، مما قد يضر بصحة الكبد ويسبب الإرهاق والخمول. ما الحل؟ يجب شرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور، مع تجنب المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها تسبب فقدان السوائل من الجسم. اقرأ أيضًا| وزير الصحة: مصر حققت الهدف الإقليمي لمكافحة التهاب الكبد (B) خامسًا: تناول كميات كبيرة من الملح والتوابل تؤثر الأطعمة المالحة والغنية بالتوابل على توازن السوائل في الجسم، مما قد يؤدي إلى احتباس السوائل وزيادة الضغط على الكبد، خاصةً لدى مرضى التليف الكبدي أو المصابين بتراكم السوائل في البطن (الاستسقاء). ما الحل؟ يُفضل تقليل استهلاك الملح والبهارات الحارة، والاعتماد على الأعشاب الطبيعية مثل الزعتر والنعناع لإضافة النكهة للطعام دون الإضرار بالكبد. سادسًا: السهر وقلة النوم يؤثر السهر لساعات متأخرة خلال شهر رمضان على وظائف الجسم، بما في ذلك الكبد. يحتاج الكبد إلى وقت كافٍ لإتمام عملية التخلص من السموم وتجديد الخلايا، وهو ما يحدث أثناء النوم العميق. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الكبد. ما الحل؟ يجب الحرص على النوم مبكرًا والاستيقاظ للسحور، مع محاولة الحصول على 6-8 ساعات من النوم يوميًا لضمان عمل الكبد بكفاءة. سابعًا: إهمال تناول وجبة السحور يتجاهل البعض وجبة السحور، اعتقادًا منهم أنها غير ضرورية، لكنها تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، ومنع الجفاف، وتقليل الضغط على الكبد. ما الحل؟ يجب أن تتضمن وجبة السحور أطعمة غنية بالبروتينات الصحية مثل البيض، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه الغنية بالألياف التي تساعد على ترطيب الجسم لفترة أطول. ** أطعمة مفيدة لمرضى الكبد في رمضان 1. الفواكه والخضروات الطازجة تحتوي على مضادات الأكسدة والألياف التي تساعد على تطهير الكبد وتعزيز وظائفه الحيوية. 2. الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والأرز البني، والخبز الأسمر، حيث توفر الطاقة دون التسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم. 3. الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، التي تحتوي على أحماض أوميجا-3 التي تحمي الكبد من الالتهابات. 4. المكسرات النيئة مثل اللوز والجوز، حيث توفر الدهون الصحية والبروتينات التي تدعم صحة الكبد. 5. الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد في تطهير الكبد وتقليل الدهون المتراكمة عليه. يعد شهر رمضان 2025 فرصة جيدة لمرضى الكبد لتحسين عاداتهم الغذائية، لكن من الضروري تجنب الأخطاء الشائعة التي قد تؤثر على صحة الكبد وتسبب مضاعفات خطيرة. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وشرب كمية كافية من الماء، وتجنب الأطعمة الضارة، يمكن لمرضى الكبد الصيام بأمان دون التأثير على وظائف الكبد.