الخبراء: لجنة خاصة لمراجعة القرارات دوريًا بعيدًا عن التبعية محاولات جادة ، وحراك مستمر لدعم قضاة الملاعب .. دعوة اتحاد الكرة لرابطة ورؤساء الأندية لاجتماع مهم لفتح ملف التحكيم والوصول إلى حلول جذرية -منذ يومين- مثلت حجرا حرك الماء الراكد .. وفتحت الأمل لصياغة منظومة مسابقات بعيدة عن الأزمات ، وتتعاطى بفاعلية وحزم مع استغاثات التحكيم من كثرة الانتقادات وتوالى الهجوم من جانب الأندية غير الراضية عن مستوى التحكيم .. الخطوة جاءت فى وقتها لتنهى سنوات من الشكاوى المتكررة ، وتضع حدًأ لمسلسل التراشق وتبادل الاتهامات ، وكذلك لإنهاء حالة اليأس والقلق التى تشعر بها عناصر اللعبة .. الجميع فى انتظار بادرة أمل قد تمثل «صافرة إنقاذ» طال انتظارها من جانب منظومة التحكيم لإنصاف قضاة الملاعب . ولأن كل محاولات التصحيح تم استنفادها..بادرت ''الأخبار'' بطرح القضية على قاعدة البحث عن طرق مبتكرة وغير تقليدية ومن خارج الصندوق للوصول إلى نتيجة إيجابية .. «الأخبار» تواصلت مع عدد من الرياضيين وحكام سابقين لوضع حلول جذرية لتطوير منظومة قضاة الملاعب. فى البداية، وضع الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروى الكبير، روشتة لتطوير منظومة قضاة الملاعب تتمثل فى تنظيم ورش ودورات تدريبية للحكام على مدار العام، تشمل قوانين اللعبة الحديثة، وأحدث تقنيات التحكيم، وإدارة المباريات. وقال إسماعيل إنه يجب أن يكون الحكام على دراية تامة بأى تعديلات أو تحديثات فى قوانين اللعبة وأسلوب تطبيقها، وذلك من خلال ورش تدريبية دورية. وشدد على أنه من المهم أن يتعلم الحكام من الحالات الواقعية فى المباريات، وتحليل قراراتهم وكيفية اتخاذها فى ظروف مختلفة، مشيرًا إلى أنه من الضرورى اعتماد هذه التقنية بشكل موسع فى جميع المسابقات الكبيرة، وتوفير تدريب متقدم للحكام على كيفية استخدامها بشكل فعال. ولفت إلى أن استخدام تقنيات مثل كاميرات المراقبة وتحليل البيانات لتحليل قرارات الحكام وتقديم ملاحظات دقيقة لتحسين أدائهم يجب أن يكون جزءًا من النظام التحكيمي. كما يجب تدريب الحكام على استخدام التكنولوجيا الجديدة مثل أجهزة التواصل اللاسلكى لمزيد من التنسيق بين الحكام.. وطالب إسماعيل بإجراء مراجعات دورية لقرارات الحكام من قبل لجنة مستقلة لتقييم أدائهم وتقديم ملاحظات بناءً على تقارير الفيديو والتحليل. كما يجب على الهيئات التحكيمية أن تكون شفافة بشأن الأخطاء وتقديم تفسيرات واضحة لتصحيحها فى المستقبل. بيئة مواتية وأكد أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك السابق، أنه يجب على الحكام العمل فى بيئة مستقلة، دون تأثير من الأندية أو اللاعبين، مع التأكد من عدم وجود أى تضارب فى المصالح. ولفت إلى أنه من الضرورى مراقبة سلوك الحكام عن كثب، خاصة فى المباريات الحساسة، لضمان حيادهم وموضوعيتهم، قائلًا: «نظرًا لما يتطلبه التحكيم من جهد بدنى، يجب أن يخضع الحكام لبرامج لياقة بدنية تتناسب مع متطلبات المباريات.» وشدد على أنه يجب توفير الدعم النفسى للحكام، خاصة فى المباريات ذات الضغوط العالية، من خلال ورش أو جلسات استشارية لمساعدتهم على التعامل مع التوتر والضغط النفسي.. وطالب ميدو بإنشاء أكاديميات تدريب تحكيمية تقدم برامج تعليمية متخصصة للحكام فى مختلف المراحل، مع إقامة مؤتمرات ولقاءات دورية بين الحكام لمشاركة الخبرات والأفكار وتبادل وجهات النظر حول الحالات التحكيمية. كما شدد على أنه يجب أن تكون هناك جهود لتطوير الحكام المحليين من خلال دورات وتوفير الفرص لهم للتدريب على أرض الواقع، وفتح المجال أمام الشباب من مختلف الأعمار والمناطق ليصبحوا حكامًا، مع توفير التدريب والفرص المتكافئة للجميع. واختتم حديثه قائلًا: «يجب أن تعتمد عملية اختيار الحكام على معايير دقيقة تشمل الكفاءة الفنية، الخبرة، والقدرة على التعامل مع الضغوط، ووضع نظام تقييم مستمر للأداء بحيث يمكن للحكام الذين لا يظهرون تحسنًا أن يخضعوا لدورات تدريبية إضافية أو يتم استبدالهم عند الحاجة.» الاحتكاك الخارجى وأكد ياسر عبد الرؤوف رئيس لجنة الحكام السابق أنه يجب تعزيز التعاون مع لجان التحكيم الدولية لتبادل الخبرات ومعرفة أفضل الممارسات التحكيمية فى مختلف البطولات. وطالب عبد الرؤوف بتنظيم تدريبات مشتركة بين الحكام المحليين والدوليين للتعلم من التقنيات المتطورة. كما شدد على أنه يجب أن يتعلم الحكام كيفية التواصل مع اللاعبين بوضوح وهدوء، وإدارة المباريات بحسم ولكن بتوازن.. وشدد على تطوير أساليب حكام كرة القدم للتفاعل مع الجماهير من خلال التواصل العام فى حالات معينة، لضمان فهم القرارات التى تم اتخاذها بتنفيذ هذه الخطوات.. ويمكن تحسين جودة التحكيم فى مختلف الألعاب بشكل عام، مما يسهم فى تعزيز العدالة والنزاهة فى المنافسات. تطوير ال «VAR» وأكدت الخبيرة التحكيمية منى عطا الله أن تطوير منظومة التحكيم يتطلب اتخاذ خطوات دقيقة ومتكاملة، تبدأ من تحسين نظام تقييم الحكام وحتى تعزيز الاستقرار النفسى لهم، مع ضرورة استغلال التكنولوجيا الحديثة بشكل فعال. وأوضحت منى عطا الله أن عملية تقييم الحكام تعتمد بشكل أساسى على المراقبين، مشددة على ضرورة اختيار مراقبين يتمتعون بخبرة كبيرة. وقالت: «لا يمكن أن يكون المراقب أقل خبرة من الحكم الذى يراقبه، فهذا يضر بجودة التقييم. المراقبون هم الفيصل فى تقييم الحكام، وهم من يحددون حصول الحكم على مكافأة أو لا. لذلك، يجب أن يكونوا على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة.» وأضافت أن المراقبين لا يقتصر دورهم على التقييم فقط، بل يجب أن يقدموا ملاحظات بناءة تساعد الحكام على تحسين أدائهم، قائلة: «يجب أن يكون للمراقب القدرة على تحليل أداء الحكم بشكل دقيق، ومشاركته الملاحظات التى تفيده فى المباريات المقبلة. إذا كان المراقب ضعيفًا، فلن يتمكن من تقديم هذه الفائدة.» واقترحت منى عطا الله تنظيم ورش عمل دورية بين الحكام والمراقبين، حيث يتم مناقشة الأخطاء المتكررة واقتراح حلول عملية، قائلة: «ورش العمل تتيح للحكام فهم تقييم المراقبين بشكل أفضل. المراقب يشاهد الحكم خلال المباراة، لكن الوقت القصير بعد المباراة لا يكفى لتقديم ملاحظات شاملة. لذلك، يجب تنظيم لقاءات تجمع المراقبين والحكام لمناقشة الأداء فى عدة مباريات متتالية.» وأضافت أن هذه الورش تساعد على بناء علاقة إيجابية بين المراقب والحكم، مما ينعكس إيجابيًا على أدائهم فى المستقبل. واختتمت منى عطا الله تصريحاتها بمجموعة من التوصيات لتحسين منظومة التحكيم: اختيار مراقبين ذوى خبرة وكفاءة لتقييم الحكام، وتنظيم ورش عمل دورية لتبادل الخبرات بين الحكام والمراقبين، وإسناد تشغيل تقنية ال VAR إلى حكام ذوى خبرة طويلة.