وسع الجيش الإسرائيلى من نطاق عمليته العسكرية فى مدن شمال الضفة الغربية، حيث اقتحمت صباح أمس عشرات الآليات العسكرية بلدة طمون ومحيط مخيم الفارغة جنوب طوباس وانتشر مئات الجنود فيها والجرافات الثقيلة، تزامنا مع مواصلة عدوانه على مدينة جنين ومخيمها وفى طولكرم ومخيم نور شمس. وفرضت قوات الاحتلال حظرًا للتجول فى بلدة طمون وأجبرت عائلات فلسطينية على النزوح من منازلهم بمنطقة الجبل فى البلدة واستولت على مفاتيح منازلهم، وسط عمليات مداهمة لعشرات المنازل وتنفيذ طوق أمنى واسع طال الأربع جهات للبلدة جنوب طوباس. اقرأ أيضًا | لندن - واشنطن.. أيام صعبة والاستعداد ل «سيناريو الكابوس» وفى محيط مخيم الفارعة، نصب جيش الاحتلال تموضعات للقناصة فى عدة مناطق مع استمرار الدفع بفرق هندسية إلى المنطقة تمهيدًا لعمليات هدم مماثلة لمَا حدث فى جنين وطولكرم، حيث بدأت الجرافات العسكرية فى عملية تدمير واسعة فى محيط المخيم. من جهته، قال د.أحمد أسعد محافظ طوباس إن الاحتلال يسعى لفرض سياسة الأمر الواقع فى الضفة، مشيرا إلى أنه منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى بلدة طمون وقطع خطوط المياه. من جانبه، قال رئيس بلدية طمون ناجح بنى عودة إن المنطقة التى يستهدفها الاحتلال ويطرد سكانها من منازلهم هى منطقة مرتفعة، تقع على الأطراف الجنوبية للبلدة، كما أنها مطلة على البلدة ومنطقة الفارعة. فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى فى بيان له توسيع عملياته شمال الضفة الغربية لتشمل محافظة طوباس، وزعم عثوره على أسلحة وذخائر. كما أكد الجيش استمرار العملية وملاحقة من وصفهم ب»الإرهابيين» فى تلك المنطقة. وزعم الجيش أنه عثر على وسائل قتالية، من بينها بندقية من طراز ام-16 ومخازن ذخيرة. وفى مدينة طولكرم، داهمت قوات الاحتلال برفقة الكلاب البوليسية منازل المواطنين فى أحياء متفرقة من مدينة طولكرم وضواحيها، وفتشتها وأخضعتهم للاستجواب الميدانى. كما تواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على الأبنية العالية داخل المخيم ومحيطه، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، تزامنًا مع انتشار واسع لفرق المشاة بين المنازل والأزقة. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بمزيد من آلياتها العسكرية باتجاه المدينة ومخيمها وفرضت حصارًا مشددًا عليهما، فى الوقت الذى تواصل حصارها لمستشفيى الشهيد ثابت ثابت الحكومى والإسراء التخصصى وتعرقل عمل سيارات الإسعاف والطواقم الطبية. وشهدت المدينة انتشارًا كبيرًا لقوات المشاة والقناصة على أسطح المبانى السكنية والتجارية التى استولت عليها وحولتها إلى ثكنات عسكرية فى وسط السوق والأحياء الغربية والشرقية. ووفقًا لشهود العيان، صعدت قوات الاحتلال من عمليات تفجير المنازل فى الحارات الداخلية للمخيم، وزادت وتيرتها مع استقدامها لجرافات، وشرعت بهدم لمنازل أخرى ومحال تجارية فى حارتى السوالمة والحمام وتسويتها بالأرض. وأضافوا أن قوات الاحتلال داهمت عشرات المنازل ودمرت محتوياتها من الداخل، وأحدثت حفرًا فى جدرانها لاستخدامها فى مداهمة منازل ملاصقة لبعضها. واستشهد أمس فلسطينى فى مخيم طولكرم برصاص قناصة الاحتلال فى حارة قاقون، ليرتفع عدد الشهداء خلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيمها إلى أربعة وإصابة نحو 50 فلسطينيا، فيما أجبر الجيش الإسرائيلى مئات العائلات على النزوح من داخل منازلها فى المخيم، وتصارع عائلات أخرى البقاء والنجاة فى ظل انقطاع تام للكهرباء والمياه. ووسط استمرار تنفيذ مخططات هندسية تهدف لتغيير المعالم المعمارية للمخيم، يواصل جيش الاحتلال العدوان على مدينة ومخيم جنين لليوم الثالث عشر على التوالى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفل ومسعف فى ثلاث عمليات قصف جوية إسرائيلية استهدفت الحى الشرقى فى مدينة جنين وبلدة قباطية جنوبالمدينة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان على مدينة ومخيم جنين إلى 25 شهيدًا. وكشفت مقاطع فيديو مصورة عن حجم الدمار الهائل الذى لحق بحارات المخيم نتيجة عمليات التدمير والنسف والحرق، حيث دمر الاحتلال أكثر من 400 منزل ضمن العدوان المستمر فيما انهارت منظومة البنية التحتية بشكل كامل. ودوت صافرات الإنذار فى الحى الشرقى بمدينة جنين وسط اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة خلال عمليات مداهمة واسعة فى المنطقة.