فى عالم يموج بالتحولات الكبرى، حيث تتداخل السياسة بالثقافة، ويعيد العلم رسم ملامح المستقبل، كان لقاء الكاتب والمفكر أحمد المسلمانى رئيس المجلس الأعلى للإعلام بمثابة نافذة على المشهد العالمى المتغير، تحت عنوان «حالة المعرفة فى عالم متغير»، تناول المسلمانى جذور التحولات الكبرى التى شهدها التاريخ، من سقوط الأندلس واكتشاف رأس الرجاء الصالح إلى صعود القوى العظمى مثل الصين والهند. لم يكن الحديث مجرد استعراض للأحداث، بل كان تحليلًا عميقًا لكيفية تشكيل الثقافة والتكنولوجيا لخرائط القوة، ومدى تأثير الاقتصاد الإبداعى فى تعزيز نفوذ الدول. احتضنت القاعة الرئيسية الندوة وأدارت اللقاء الإعلامية ريهام الديب، بحضور الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. استهلت ريهام الديب اللقاء بترحيبها بالحضور، مؤكدة على أهمية هذه الندوة التى تتناول التحولات الفكرية والثقافية فى عالم سريع التغير، واستعرض «المسلمانى» التطورات الكبرى التى شكلت النظام العالمى، مشيرًا إلى عام 1492 كأحد المحطات الفارقة، حيث أدى وصول كريستوفر كولومبوس إلى الأمريكتين إلى إبادة ملايين السكان الأصليين، مما أحدث تغييرًا جذريًا فى موازين القوى، كما تناول خروج المسلمين من الأندلس، واكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام 1498. وأكد «المسلمانى» أن الحروب الكبرى لم تكن مجرد نزاعات عسكرية، بل كانت فى جوهرها صراعات ثقافية وأيديولوجية، وضرب مثالًا ب«مقهى فيينا» الشهير، الذى جمع بين شخصيات مثل فرويد، وجوزيف ستالين، وجوزيف تيتو، وأدولف هتلر، وثيودور هرتزل ، الشخصيات التى غيرت مجرى التاريخ فى القرن العشرين، مما يعكس دور الأفكار والثقافة فى صياغة المستقبل. فى ختام الندوة، تحدث المسلمانى عن خطط إعادة تطوير ماسبيرو، مؤكدًا أن الهدف هو استعادة الدور الريادى للإعلام المصرى، مع تحقيق توازن دقيق بين المطالب الاقتصادية والاجتماعية للمبنى، وبين تطلعات الشعب وتوجيهات القيادة السياسية.