كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الإسعاف».. أبطال من طراز فريد
«الأخبار» داخل غرفة العمليات ومركز تلقى الاستغاثات

«رجال المهام الصعبة».. ملحمة ال «8 دقائق» منذ تلقى البلاغ حتى نقل المريض للمستشفى
«الإنسانية أولا» شعارهم.. وإنقاذ المرضى ومصابى الحوادث هدفهم الأسمى
سيارات بلون لا تخطئه العين، تجوب الشوارع، تطلق «سارينا» خاصة، لتوجيه الجميع، لإفساح الطريق، فهم يسابقون الزمن للوصول إلى المستشفيات، وإنقاذ حياة المرضى. إنهم رجال الإسعاف، الذين يسطرون طوال أيام عملهم، ملاحم إنسانية رائعة، تثير الإعجاب، وتستحق التقدير.. «الأخبار» زارت، غرفة عمليات هيئة الإسعاف، ومركز تلقى البلاغات، وعاشت عن قرب، الملحمة الإنسانية، التى يصنعها هؤلاء الرجال، على مدار الساعة، منذ تلقى البلاغ، وحتى الوصول إلى موقعه، ونقل المريض أو المصاب إلى المستشفى. التقينا بنماذج من رجال الإسعاف، لرصد جانب من عملهم البطولى، وأبرز المواقف الصعبة، التى تعرضوا لها، كما التقينا رئيس هيئة الإسعاف، لإكمال الصورة الملحمية، بالأرقام الصادقة، والخطط الحالية والمستقبلية، لضمان هيئة متطورة، على الدوام، لخدمة شعب مصر الغالى.
مهنة يطغى عليها الجانب الإنساني، هدفها إنقاذ «الحياة»، يسخر أصحابها، يومهم وجهدهم، ويقدمون جل اهتمامهم فى سبيل إنقاذ مصاب أو مريض غير عابئين بمخاطر الوظيفة التى قد تفقدهم حياتهم.
لأكثر من 123 عامًا كان أسطول الإسعاف حاضرًا فى كل لحظة من عمر مصر، ينقذ مصابيها ومرضاها ويواجه حوادثها الكبرى وأوبئتها، لتصبح الهيئة من أعظم وأقدم الهيئات فى المنطقة، التى مرت بمراحل متعددة كان منها الإسعاف النمطى والنموذجى وأخيرًا هيئة الإسعاف المصرية.. «الأخبار»، التقت أبطال خط الدفاع الأول، لتكتشف رحلة إنقاذ حياة المصابين من خلال روايات المسعفين المتواجدين يوميًا، فى كل أنحاء مصر لإنقاذ حياة أبنائها، وكذلك مع متلقى البلاغات الذين يوجهون زملاءهم إلى أماكن الحوادث والمرضى ويتابعون معهم لحظة بلحظة حتى وصولهم ونقلهم للمستشفيات.
يعملون بلا كلل أو ملل، يجلسون خلف شاشات متطورة، يتابعون حركة سيارات الإسعاف وينسقون وصولها إلى المرضى والمصابين فى أسرع وقت ممكن، رصدت عملهم «الأخبار» فى جولة ميدانية بمقر الهيئة بشارع البحر الأعظم بالجيزة.
تحت ضغوط العمل المستمرة، يظهر هؤلاء الأبطال تفانياً لا مثيل له، حيث يتعاملون مع حالات الطوارئ بكل احترافية وسرعة. إنهم العين الساهرة التى تراقب وتنسق، واليد التى تمد يد العون فى اللحظات الحرجة.
رحلة البلاغ
بدأت جولتنا بداخل غرفة عمليات القاهرة الكبرى، اصطحبنا مؤنس أبوسريع، مدير إدارة الإعلام بهيئة الإسعاف ليستعرض طريقة عمل الغرفة الحيوية.
فى البداية وقفنا بجوار أحمد عصام منسق محافظة القليوبية، بداخل غرفة عمليات القاهرة الكبرى، رصدنا مراحل تلقيه بلاغًا بحالة مصابة فى حادث بمحور العبور بمحافظة القليوبية، مجرد وصول البلاغ له على برنامج الكاد أمسك عصام جهاز الآلى وبدأ فى التواصل مع أقرب إسعاف للحادث، رد المسعف مجيبًا وتوجه بعد إعطائه عنوان مكان الحادث.
لم يغلق عصام مع المسعف بل فى ذلك الوقت اتصل بالمبلغ على الحادث فى مكالمة واحدة، لتحديد المكان بدقة، وربطهما فى مكالمة جماعية، للتأكيد على مكان الحادث، لسرعة الوصول تم ذلك فى دقيقتين، وانتظر على «السيستم» متابعًا وصول سيارة الإسعاف لنقل المصاب إلى مستشفى بنها التعليمي، وبعد مرور 4 دقائق فقط تحدث لسيارة الإسعاف، ثانية يستعلم منه عن تأخر الوصول، فكانت الإجابة أن الطريق مزدحم.
بمرور تلك الدقائق ظهر البلاغ أمامه على «الكاد» باللون الأحمر فى إشارة إلى تأخر الوصول، فاتصل ثانية بالمسعف بالسيارة، وبمرور 8 دقائق وصلت السيارة لمكان الحادث وأفادت «عصام» بنقل المصاب، إلى المستشفى المحدد.
يقول أحمد عصام: «نواجه مشكلة الزحام والطرق غير الممهدة، ونتواصل مع المرور لتسهيل حركة سيارات الإسعاف، ولا يمكننا إلغاء أى بلاغ إلا عن طريق هاتف مسجل، ونتأكد من وصول الإسعاف للمريض فى الوقت القياسي، والذى يتراوح بين 8 إلى 10 دقائق فى المتوسط وربما أقل.
ويضيف أنه على سبيل المثال هناك سبعة مراكز إسعاف فى القليوبية، وتصل سيارات الإسعاف خلال 9 دقائق فى المتوسط، ويتم توجيه عدد أكبر من سيارات الإسعاف إلى الحوادث الكبيرة مثل حوادث الطرق والحرائق، ويتم تصنيف المصابين من خلال السيارة الأولى وبعد عمل تقرير بالحالات يتم إبلاغهم حتى نقوم بإرسال باقى السيارات تباعًا.
ويوضح أن برنامج الكاد هو أحد البرامج المهمة فى نظام الطوارئ الخاص بهيئة الإسعاف، ويتم استقبال البلاغات عبر نافذة على الشاشة، حيث يتم تصنيف البلاغات إلى أولويات أولى وثانية على سبيل المثال.
ويشير إلى أن هناك خدمات ذات أولويات خاصة مثل حالات الغيبوبة والجلطات، وبالتالى تلعب الاسعاف دورًا مهمًا فى إنقاذ المصابين أو المرضى فى منازلهم وتحويلهم إلى أقرب مستشفى بناءً على التوزيع الجغرافي.
ويؤكد أنه خلال فترة كورونا كانت هناك غرفة مخصصة لمتابعة حالات كورونا فقط، حيث كانت الحالات شديدة وفيها صعوبة، وقد فقدنا بعض المسعفين والسائقين بسبب الفيروس.
استكملنا جولتنا مع «مؤنس أبو سريع» ليبدأ فى شرح عمل الغرفة بشكل عام من مراحل تلقى البلاغ حتى إغلاقه بحجز المريض فى المستشفى، فيقول: نظام العمل بالغرفة كله بسيستم، فلا يمكن تعديل البيانات المدخلة أنا ملزم بها».
ويوضح أن كل حادث يتم تسجيله من خلال «تيكت» أو تذكرة، تتضمن مكان الحادث وكل البيانات الخاصة به، وصولاً إلى تفاصيل وصول المريض إلى المستشفى وتسجيل بياناته.
ويضيف: جميع الخدمات تُدار من هنا، بما فى ذلك الحوادث وطلبات الحضانات والرعايات، بالإضافة إلى جهاز خاص بمشروع «رعايات مصر» الذى يتعامل مع الحالات الخاصة بالرقم 137.
على رأس منضدة العاملين بالغرفة يجلس حامد إبراهيم، مشرف غرفة الطوارئ، يتابع سير منظومة البلاغات التى وصلت للغرفة، فيتجول افتراضيًا ما بين البلاغات الأحدث والأقدم وبلاغات باللون الأخضر وأخرى بالأحمر ليشرح لنا طبيعة العمل، وأى البلاغات لها أولوية عن الأخرى؟ حيث يقول: «نتلقى فى القاهرة الكبرى حوالى 1500 إلى 2000 بلاغ يوميًا، وأبرز الحالات الحوادث، الغيبوبة، ضيق التنفس، والنزيف، ولها الأولوية.
أما بالنسبة للأولوية الثانية، فتشمل نقل المرضى من المستشفى إلى المنزل، حالات غسيل الكلى، والنقل من العيادات إلى مراكز الأشعة».
ويضيف إنه بمجرد استقبال البلاغ، يقوم الفريق بمتابعة حركة السيارة وتوجيهها إلى مكان الحادث، وعند وصول السيارة، يتم تسجيل كافة البيانات المتعلقة بالبلاغ، وعند انتهاء البلاغ، يقوم بإغلاقه والاستعداد لاستلام بلاغ جديد».
ويوضح أن معدل الوصول للمريض فى حالات الطوارئ يتراوح بين 7 إلى 8 دقائق، وأن الأولوية الأولى للخدمات الإسعافية، وفى حالة أن الطريق غير ممهد، يتم تسجيل ذلك فى البلاغ.
ويشير إلى أن النظام يعتمد على تسجيل دقيق للبيانات، مما يضمن تقديم تقارير دقيقة وشاملة للمرضى المؤمن عليهم.
42 عام إسعاف
فى الغرفة يجلس نصر أبو هاشم فرج، المشرف على مشروع «رعايات مصر» وهو يصفونه بأنه أقدم العاملين بالهيئة حيث عمل بها منذ أكثر من 42 عامًا، وقدم لها تضحيات كثيرة.
وعن طبيعة عمله يقول نصر إنه فور تلقى البلاغ المحول من طوارئ الوزارة أو رعايات مصر يتم توجيه الإسعاف إلى المستشفى أو المنزل الذى سينقل منه المريض لتلقى الخدمة الطبية.
ويضيف نصر: فى الحوادث الكبرى مثل انقلاب الأتوبيسات أو انهيار العقارات أو الحرائق يكون الأمر مختلفا فنرسل أكثرمن سيارة إسعاف لتقوم بإنقاذ المصابين فى أقل وقت ممكن مع وجود غرفة عمليات هنا.
ويوضح أنه فى بعض الأحيان يعوق وصول الإسعاف فى موعدها ازدحام الطرق فيتم إبلاغ المرور لتسهيل حركة السيارات.
ويشير إلى عمله لمدة 5 سنوات كمسعف ميداني، فى طريق الإسماعيلية حيث يتلقى الحوادث الصعبة هناك لكنه كان يعانى فى التعامل مع المصابين والأهل لذا ينصح بأن يكون المسعف لديه مرونة فى التهال ويمتص غضب الأهالي.
ويضيف نصر: «عندما ننقل المرضى، نقوم بالتنسيق مع المستشفى تجنبا لتعطيل السيارة فترة طويلة، خصوصًا فى القاهرة لأنها مختلفة عن باقى المحافظات لكثافة البلاغات.
ويختتم نصر حديثه قائلاً: «هناك خدمة الحضانات المتنقلة التى تعمل على مدار 24 ساعة، هنا نعمل بنظام نوبات ونبدأ العمل فى السابعة صباحًا، ولا أترك العمل دون أن أسلم زميلي، ونحن نتفانى فى العمل لأن شغلنا شغلانة رحمة، وناس كتير تحتاجنا، ونقف معهم، وربنا يجعلنا سبب لنقلهم مجانًا».
إسلام: مرحلة نقل المصاب للسيارة أكبر التحديات و«كورونا» أصعب فترة فى حياتى
منذ 15 عامًا يعمل إسلام محمد مساعد أخصائي، فى هيئة الإسعاف، يؤكد أن تحديه الأكبر فى كل هذه السنوات، كان وما يزال مرحلة نقل المصاب أو المريض إلى سيارة الإسعاف، حيث يواجه فيها صعوبات كثيرة. مثل أن يجد صعوبة فى إخراج مصاب من داخل سيارة اصطدمت فى حادث، ما قد يجعله يلجأ للحماية المدنية للمساعدة.
وحول أبرز المواقف الصعبة التى واجهته، يروى إسلام قائلًا فى بداية العمل فى العاصمة الإدارية، أحد العمال سقط من على السقالة، فاخترق سيخ حديدى جسده بجوار الشريان الفخذى أعجزه عن الحركة.
كان أمام المسعف حل سهل، أن يسحب المصاب فجأة، لكن بخبرته أدرك أن قطع الشريان الفخذى قد يودى بحياته، ومن ثم بدأ العمل بإحضار صاروخ لقطع السيخ، لكن واجهته صعوبة أخرى وهى عدم وجود حيز بين السقالة وفخذ المصاب لقطع السيخ، متابعًا: بعد أن قمت بقياس العلامات الحيوية والاطمئنان على عدم وجود نزيف وسط تجمهر أكثر من 400 عامل أتت الشرطة لإخلاء العمال، وبدأت فى عملى بقطع السيخ شيئًا فشيئًا.
وأضاف: أثناء ذلك صرخ المصاب من سخونة خلقها الصاروخ، فبدأ فى التبريد بالماء ثم العمل بالقطع ثانية، إلى أن انتهيت وتم نقله للمستشفى، وذلك فى غضون 7 دقائق لم تغفل عينى على العلامات الحيوية حتى لا يتأثر المصاب.
حياة إسلام العملية مليئة بالمواقف المشابهة فروى موقفا ثانيا تعرض له، حيث سقط عامل من على سقالة بناء بالعاصمة الإدارية، فى بئر بمحطة صرف عمقها يزيد على 9 أمتار، دون وجود أى سلم للنزول أو الصعود من البئر.
وأضاف: بعد محاولات استطعت النزول عن طريق تشبيك الحديد ما شكل خطورة على حياتي، فجهزت كل المستلزمات ونزلت بها، لأجد العامل مصابا بكسر فى الحوض والرقبة والفخذ والعمود الفقري، استلزم عمل الكثير من الإسعافات الأولية، وبعدها تم رفع المصاب بونش بسرير الإسعاف.
لا ينقطع عمل المسعف إسلام الشاق حيث أصيب عامل فى الطابق التاسع فى وحدة سكنية تحت الإنشاء بلا سلالم، فصعد المسعف له بالونش الذى يحمل المواد الخام وقام بعمل الإسعافات الأولية لكونه مصابا بكسر فى العمود الفقرى ثم نزل به بالونش.
منذ عام 2009 التحق إسلام بهيئة الإسعاف، حصل على العديد من الدورات التدريبية، ثم بدأ عمله الذى أضاف له الكثير حيث أوضح أن العمل بالإسعاف غير مفاهيمه فهى ليست وظيفة بل عمل إنسانى من الطراز الأول.. وعن الصعوبات التى قد تقابله فى عمله أضاف أنه يأتى على رأسها الحالات فى الطوابق المرتفعة خاصة غير القادرة على الحركة، مع عدم وجود من يساعده فى إنزالها. مضيفا أن هذه الحالات تسببت فى عدد كبير من الإصابات بين المسعفين وقد يصاب المسعف بانزلاق غضروفى لحمل الحالة من المنزل لسيارة الإسعاف، ففى حالات الأزمات القلبية مثلا، لا أحد يعاونه فى حمل الحالة خاصة فى العمارات التى ليس بها مصاعد.. وأوضح أنه فى بعض الأحيان يستعين بالحماية المدنية لإنزال المريض، لكن حالات الأزمة القلبية لا يمكن انتظار وصول الحماية المدنية، لأن الدقيقة تفرق فى حياة المريض، فيبدأ فى عمل الإنعاش القلبى الرئوى للحالة فى المنزل.
مر المسعف فى حياته بوباء كان الأشد هو وباء كورونا، حيث وصفها بأنها أصعب فترة وتكمن صعوبتها فى خوف الناس من المسعفين.
وأشار إلى أنه فى بعض المستشفيات ننتظر وقتا طويلا مع المرضى، مثل مستشفى قصر العينى من الممكن الانتظار 36 ساعة بسيارة الإسعاف، لحين توفير سرير أو النقل لمستشفى آخر.
فتحى: سلمت ملايين الجنيهات لأهالى مصابين وأنقذت شيخا بعد أن تأكد الجميع من وفاته
المسعفون دائمًا مستأمنون على أرواح المرضى والمصابين، وهناك دور آخر يقومون به وهو تسليم ما يجدونه من متعلقات تصل لملايين الجنيهات بجوار المصابين خاصة فى الحوادث لأصحابها.
يقول محمد فتحى حمدي، إنه كثيرا ما يجد مبالغ مالية مع المصابين فى الحوادث، وصلت فى إحدى المرات ل8 ملايين جنيه، وكذلك ذهب وغيرها وقام بتسليمها لأهل المريض، مضيفًا أنه بعد إسعاف المصاب فى موقع الحادث نفحص المكان، ولو وجدنا متعلقات نحتفظ بها لحين تسليمها للأهل.
كانت آخر واقعة للمسعف هى عثوره على 2 مليون جنيه مع مصاب فى حادث على الطريق الدائري، ففور وصوله وجده مصابا بكسور كثيرة من قوة تصادم السيارة، وفى غيبوبة تامة، فتعامل مع الحالة مضيفًا: جهزت غرفة رعاية مركزة فى أقل من دقيقة فى موقع الحادث وتم نقله للسيارة، وقبل التحرك وجدنا شنطة وكرتونة خاصة بالمريض، وضعتهما بجوارى فى سيارة الإسعاف.
ويوضح أن دورهم لا ينتهى بالوصول للمستشفى بل يمكثون مع المريض لحين قرار المستشفى إما بالحجز أو النقل لمستشفى آخر أو الوفاة ووضع المتوفى فى ثلاجة المستشفى، ولذلك انتظرنا مع المصاب لحين الإفاقة بعض الشيء، وسألته عن الحقيبة و»الكرتونة» فقال إن بهما مليونى جنيه، وأنه يعمل محاسبًا فى شركة وكان فى طريقه لإيداع المبلغ فى البنك.
ويشير إلى أن تليفون المريض كان محطمًا، ولذلك: أعطانا رقم هاتف ناقص رقم جربنا من 0 إلى 9 لحين الوصول للرقم الصح ورد مدير الشركة وحضر واطمأن عليه و استلم الأمانة.
موقف آخر تعرض له المسعف يرويه لنا حيث قال: تلقينا بلاغا عن مصاب بأزمة قلبية فى الدور ال12 فى وقت متأخر بالليل، النور كان قاطع، اضطررت أنا وزميلى نشيل المريض بالكرسى من الدور ال12 ونزلنا به على السلالم إلى أن وصلنا به للسيارة.
يرى المسعف أنهم يتعرضون لمواقف من الصعب على الآخرين تحملها فيقول: تلقينا بلاغا بحادث على الدائرى فور الوصول فوجئنًا أنه ليس مصابا ولكن أشلاء أكبر جزء فيها كف اليد، ومبعثرة على مسافة 25 مترا، كان المصاب يعبر الطريق الدائري، دهسته سيارة ثم مرت عليه باقى السيارات بسرعتها. بدأنا أنا وزميلى نجمع الأشلاء، بعد إيقاف الطريق للقيام بذلك، المنظر كان صعبا جدا وتم نقل المتوفى للمشرحة كأشلاء فى أكياس صغيرة.
المواقف فى حياة المسعف محمد كثيرة لكن هذا الموقف أشد صعوبة من سابقه فيروى قائلًا: بلاغ مسن 80 عاما مصاب بأزمة قلبية، أهله وضعوه فى صالة المنزل على أساس أنه متوفى وغطوه بعد أن استعانوا بصيدلانية أكدت لهم الوفاة وفور وصولى وإبلاغى بذلك فحصته ثانية واكتشفت وجود نبض بعيد وقلت لهم إنه لم يتوف وعملت له انعاش قلب رئوى ثم صدمة كهربائية والحمد لله عاد ثانية للحياة وعاش بعدها.
وأوضح أنه يعمل فنى تمريض فى وزارة الصحة والتحق بهيئة الإسعاف منتدبا من الصحة فى 2019، وحبه فى الإسعاف يجعله مستمرا فى العمل فيها فهو يشعر أنه يقدم خدمة أكبر وثواب أعظم عند الله.
سيد: وصية والدى دفعتنى للعمل فى الإسعاف الأمل أساس عملنا.. ولا نيأس من أجل الحياة
وصية أبيه دفعته إلى العمل فى الإسعاف، فبعد رحلة عمل فى مستشفى مجدى يعقوب للقلب ومعهد القلب القومي، التحق سيد شريف السيد فنى خدمات طبية عاجلة بهيئة الإسعاف عام 2014، والمفارقة أن أباه الذى رأى إنسانية فى عمل الإسعاف أكبر من غيرها، توفى فى حادث تصادم عام 2016، فزاد ذلك من تمسك نجله بالعمل والاستمرار فى هيئة الإسعاف.
تذكر المسعف أثناء حديثه معنا بعيون يكسوها دمع خفيف، موقف والده فيقول: كان طموحى السفر لكن وصية والدى ووفاته فى حادث جعلتنى أكمل فى الإسعاف.
ضمن مواقف كثيرة قابلها المسعف كان بلاغا بعد منتصف الليل حوى استغاثة من ملاه بإغماء مصاب، وفى دقيقة وصل المسعف لقرب المسافة فأفاد المتواجدون بوفاة الشاب الصغير فيقول: توجهت له وفحصته اكتشفت عدم وجود نبض أو تنفس سارعت بعمل انعاش قلب رئوى وهو فى مكانه على الأرض، لكن ذلك استغرق وقتا طويلا فعملت 7 مجموعات كل مجموعة بها 120 ضغطة فى الدقيقة إلى أن وصلنا للمستشفى وأفاق الشاب وانتظرنا 3 ساعات حتى دخوله العناية المركزة.
لم يتمكن اليأس من المسعف فى أمل إفاقة المريض، فما يقرب 850 ضغطة على صدر المريض، ربما تفقد الأمل فى العودة للحياة، متابعًا: وصلت المستشفى لم أكن أقدر على الوقوف على رجلى ومع ذلك كان لدى أمل واقتناع أن المريض يعود للحياة بفضل الله وجهودنا استطعنا رده ثانية للحياة.
ويضيف: «أساس عملنا فى الإسعاف هو الأمل.. الأمل فى نقل مصاب أو مريض أو إنقاذ حياته، بالفعل نحن فرسان الأمل نعمل مجهود 20 شخصا فى وقت واحد.
فى موقف آخر يرويه المسعف قائلًا: تلقيت بلاغا بحادث على طريق السخنة لميكروباص به 20 مصابا وتم التوجه إلى الحادث، وفور الوصول قمت بحصر المصابين وتصنيفهم كلهم ومع وصول السيارات تم رفع المصابين ونقلهم للمستشفيات.
د. عمرو رشيد رئيس هيئة الإسعاف: 8 آلاف بلاغ يوميًا معظمها حالات طارئة
لدينا أكبر مركز اتصال حكومى فى الشرق الأوسط.. وتدريب عالمى للمسعفين بالتعاون مع اليابان وألمانيا
بعد أن انتهينا من جولتنا فى مرافق هيئة الإسعاف، انتقلنا إلى مقر الهيئة الجديد بمدينة 6 أكتوبر لنلتقى رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور عمرو رشيد لنكمل رحلة اكتشاف ما تقوم به الهيئة من إنقاذ لحياة المواطنين فى أسرع وقت ممكن.. قبل أن نبدأ الحوار تجولنا بداخل المبنى الذى لم يفتتح بعد حيث يتكون من أكبر مركز حكومى لتلقى البلاغات فى الشرق الأوسط ، مكون من أكثر من 180 مقعدا، ومجهز بأحدث الأجهزة، بالإضافة إلى غرفة أزمات لإدارة الحوادث الطارئة، لنبدأ حوارنا بعد ذلك مع رئيس الهيئة.
وأوضح أن من أبرز التحديات المهددة لعملهم هى قلة الوعى لدى المواطنين بدورهم، فمثلا كان هناك حادث، هناك أكثر من 50 شخصا يعيقون وصول الإسعاف للمصابين، فهو يحتاج مساعدة من الجمهور بالابتعاد عن مكان الحادث لإعطاء الفرصة لهم لإنقاذ المصابين.
وعن مخاطر العمل فى الإسعاف قال إنه تعرض للإصابة من قبل، فذلك من المواقف التى لا تنسى فعند وقوع سيارة نصف نقل، من على الطريق الإقليمى بانحدار 4 أمتار وعند نزوله لإنقاذ المصابين، وقع وأصيب لكنه استكمل عمله وانقذهم.
فى فترة وباء كورونا تعامل المسعف بالقواعد والالتزام بالإجراءات الوقائية، فيقول: لا يوجد خلاف على أن الكل كان خائفا من كورونا وكنا نقدم رسائل طمأنة للمرضى ونقلهم للمستشفيات والعزل لكنى أصبت ب كورونا.
العمل فى الإسعاف ليس بالأمر السهل فيقول: نعمل ربما 48 ساعة وربما 4 أيام متواصلة والمهنة هى من تفرض علينا ذلك ونحاول معالجة هذه المسألة، المنظومة الصحية كلها تعانى من نقص العنصر البشري.
■ كم عدد البلاغات التى تتلقاها غرفة الإسعاف يوميًا؟
فى القاهرة الكبرى، يتجاوز عدد البلاغات اليومية 50 ألف بلاغ، البلاغات الحقيقية منها ما بين 7 و8 آلاف بلاغ، أما باقى البلاغات فهى معاكسات.
حيث تستقبل الإسعاف على الخط الساخن 123 إسعاف، هذه البلاغات التى وصلت فى عام 2008 إلى 100 ألف بلاغ يوميًا، لكن البلاغات الحقيقية حوالى 900 بلاغ فقط.
لكن الآن زادت الثقة فى خدمة الإسعاف، وارتفع عدد البلاغات الحقيقية من 900 إلى 8 آلاف بلاغ يوميًا. أما فى باقى المحافظات، فعدد البلاغات يقارب ما تستقبله القاهرة الكبرى، التى تمثل مع الإسكندرية حوالى 60% من إجمالى البلاغات على مستوى الجمهورية.
■ وكم عدد البلاغات التى تلقتها هيئة الإسعاف طوال العام الماضي؟
فى عام 2024، بلغ معدل البلاغات على مستوى مصر حوالى 1.6 مليون بلاغ، 60% منها كانت حالات طارئة وحوادث، و40% حالات غير طارئة، ما يعنى أن المعدل الشهرى للبلاغات يتراوح بين 100 ألف و120 ألف بلاغ.
■ وما العوائق التى تؤثر على سرعة الاستجابة؟
من بين العوائق التى قد تؤثر على الاستجابة الزحام والمشاكل المرورية، التى تم حلها جزئيًا بعد تطوير المحاور الجديدة، أحيانًا يكون المبلغ غير قادر على تحديد موقعه بدقة، مما يسبب تأخرًا فى الوصول.
■ وماذا عن الحالات غير العادية؟
الحالات غير الطارئة لا تتطلب تدخل الإسعاف فى وقت قصير مثل الحالات الطارئة. على سبيل المثال، عندما يكون المريض فى مؤسسة طبية ويرغب فى نقله إلى مستشفى آخر يتم التنسيق مع الطبيب المرافق ويتم نقل الحالة دون تكلفة إضافية فى حالة التنسيق عبر «رعايات مصر». فى الحالات الأخرى، تتراوح تكلفة النقل من 30 إلى 35% من التكلفة الفعلية على الدولة، حيث يدفع المواطن 450 جنيهًا بدلا من 1500 جنيه، داخل المحافظة بعد الزيادة الأخيرة.
■ ما الخدمات الجديدة التى تعمل هيئة الإسعاف على إدخالها هذا العام؟
تسعى الهيئة لإدخال خدمة الإسعاف البحري، حيث يتم استخدام اللانشات البحرية فى الموانئ والمناطق السياحية البحرية أو المناطق التى تشهد حركة يخوت، ويتم تشغيل أول دفعة منها فى فبراير، كما تم إضافة 50 حضانة متنقلة جديدة، وتم دخول أول 10 حضانات منها الخدمة، مع وضع خطة لتشغيل الباقى فى الأشهر القادمة.. وتعد هذه الحضانات هى الأحدث فى العالم، ليصبح إجمالى الحضانات المتنقلة داخل سيارات الإسعاف 147 حضانة.
■ لديكم مقر جديد للهيئة مبنى على أحدث النظم العالمية.. ما تفاصيله؟
من المتوقع افتتاح المقر الجديد عقب الربع الأول من العام، وهو من أوائل المبانى الذكية الحكومية فى مصر، حيث يتمتع بتقنيات متطورة بشكل كبير.. كل قسم فى المبنى يعمل بشكل مستقل ما يتيح تتبع عدد المترددين ووقت انتظارهم.
ويشمل المبنى أكبر مركز اتصال حكومى فى الشرق الأوسط، ويتسع ل186 مقعدًا. ويستقبل بلاغات من جميع أنحاء مصر، وسيتم توزيعها على الغرف الفرعية فى المحافظات.
■ وما تعقيبك على شكاوى المواطنين بشأن طول وقت الانتظار؟
فى بعض الدول مثل دبى والسعودية ولندن، يتم رفض خدمات الإسعاف غير الطارئة، حيث يقتصر دور الإسعاف على حالات الطوارئ والحوادث فقط. أما فى مصر، فيدعم الإسعاف الحكومى الحالات غير الطارئة رغم وجود سيارات الإسعاف الخاصة، لكن فرق السعر بينها كبير جدًا، ما يجعل الناس تقبل على الحكومي، فيدفع 450 جنيهًا لدينا مقابل مبلغ يبدأ من 2000 إلى 3500 جنيه فى الإسعاف الخاص.
وبشكل عام مصر بحاجة إلى زيادة عدد سيارات الإسعاف الحكومية، حيث يوجد حاليًا 3263 سيارة إسعاف حكومي.
■ كيف تحافظ الهيئة على التطوير المهنى للعنصر البشرى لديها؟
تتمتع هيئة الإسعاف بمركز تدريب معتمد على مستوى عالٍ من الجودة، وهو معتمد من كل الجهات الدولية سواء داخل أو خارج مصر، واسم الهيئة موجود على كافة المنصات العالمية الخاصة بالتدريب ويتم تدريب العاملين سنويًا مع إجراء اختبارات دورية، بالإضافة إلى بعثات تدريبية سنوية إلى اليابان وألمانيا. وتستفيد دول أخرى مثل السعودية وسلطنة عمان من تدريب مسعفيها على الإسعاف البحرى لدينا، بالإضافة إلى دول إفريقية أخرى تطلب التدريب.
■ ما التحديات التى يواجهها رجال الإسعاف فى الشارع؟
أهم التحديات هى الثقافة العامة لدى المواطنين، حيث يواجه المسعفون ضغطًا شديدًا بسبب الحوادث والتعامل مع المواقف العصيبة. ويعانى المسعفون من تجاذب مع المواطنين بسبب التوتر الناتج عن الحوادث، كما أن هناك عائقا فى انتظار المسعفين فى المستشفيات لاستلام المريض ولكنها انخفضت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة وأصبح المسعف ينتظر ساعتين مع المريض مع أن الأصل ساعة.
■ وكيف تتعامل الهيئة مع مشكلة الوعي؟
حاليا نعد لحملة توعية كبيرة فى الراديو والتليفزيون والسوشيال ميديا خلال ال3 أشهر المقبلة للوصول للمواطن والمواطن يصل لنا.
تعتبر هيئة الإسعاف خط الدفاع الأول فى مواجهة الأوبئة كيف تعاملتم مع كورونا.
■ محصلة البلاغات التى يتم رصدها بشكل سنوى هل تعطى مؤشرا على انتشار الحوادث فى مناطق دون غيرها؟
معدلات البلاغات على الطرق السريعة يمكن من خلالها تحديد النقاط السوداء وهيئة الإسعاف المنوط بها إعداد التقارير السنوية وتحديد النقاط السوداء ويتم ربط ذلك مع المرور والجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء والصحة العالمية فى كل هذه الحالات.
والنقطة السوداء تعنى أن هناك مكانا تتكرر فيها الحوادث ويتم تنبيه المرور لذلك وقد يكون هناك تجاوز للسرعة يتم الإبلاغ عنه ومن ثم يتم التجاوب وحل ذلك.
■ هل يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعى فى عمل الهيئة؟
نعم، يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى توزيع البلاغات عبر نظام الكاب سيستم المخصص لتلقى البلاغات. كما تحتوى سيارات الإسعاف على كاميرات ذكية يمكنها التقاط صورة للمسعف فى حال عدم وجوده فى المكان المخصص له وإرسال تنبيه. جارٍ العمل على تحسين هذه الأنظمة فى المستقبل.
■ ما التكلفة الإجمالية لمشروع كاد؟
تقدر تكلفة التوسع فى نظام تلقى البلاغات على مستوى مصر بحوالى مليار جنيه.
الإسعاف النهرى.. إنقاذ فى دقائق
فى مقر هيئة الإسعاف بشارع البحر الأعظم بالجيزة، هناك إسعاف من نوع آخر، يختصر الوقت لإنقاذ الحياة، هو الإسعاف النهرى الذى غالبا ما يلجأ إليه فى أوقات الذروة أو الجزر التى يصعب الوصول إليها أو حالات الغرق.
بداخل أحد اللانشات النهرية كانت «الأخبار» حاضرة لتكتشف ما تحويه سيارة «الإسعاف النهرية» حيث تتسع ل4 مصابين ومجهزة بأحدث التجهيزات الطبية المماثلة لسيارات الإسعاف حيث يوجد جهاز «مونيتور»، وجهازا تنفس صناعى وجهاز الصدمات وأجهزة لقياس الضغط والسكر، وتعد مجهزة رعاية مركزة.
محمود إبراهيم مسعف يعمل مسعفًا فى هذا اللانش النهرى يقول إن أغلب الحالات التى يتم إنقاذها بالإسعاف النهرى تكون حالات الغرق التى تقع من على الكوبرى الدائرى والحالات المرضية التى تعيش على الجزر والحالات التى تقع من أعلى الكبارى فى المياه، وأغلب الحالات تكون مصابة بكسور ويتم إسعافها بتركيب الجبائر وغيرها.
ويضيف أن معدل الوصول للحالات بحد أقصى 10 دقائق حسب المسافة، وأن الحالات التى تلجأ للإسعاف النهرى مثل الحالات التى فى الجزر وسط النيل، والحالات المصابة فى الفنادق العائمة وعند نقل المصابين فى أوقات الذروة والازدحام مثل نقل مصاب من المعادى إلى معهد ناصر فى الساعة الثانية ظهرا يمكن أن يستغرق ساعتين لكن نختصر المسافة فى 15 دقيقة فقط بالإسعاف النهري.
وأضاف أن متوسط عدد البلاغات أقل من البلاغات العادية لأنه إسعاف ذو طبيعة خاصة، ولدى الهيئة 11 لانش إسعاف نهرى موزعة فى إطار القاهرة الكبرى وباقى المحافظات.
وأوضح أن الإسعاف النهرى يتم استخدامه فى أعمال أخرى مثل تأمين الكرنفالات والرياضات المائية مثل التجديف والسباحة والتصوير السينمائى على المسطحات المائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.