واجه مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتهجير سكان غزة، معارضة شديدة من الكثيرين داخل أروقة السياسة الأمريكية. واعتبر السياسيون الأمريكيون، أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتفاقم الأزمات الإنسانية، كما يتعارض هذا الاقتراح مع السياسة الأمريكية الداعمة لحل الدولتين. وعارض المقترح الخاص بترامب عددا من أعضاء الكونجرس ووصفوه بأنه شكل من أشكال "التطهير العرقي"، التي تعد إحدى جرائم الحرب. ولم يختلف الموقف الأمريكي الداخلي مع وجهة نظر الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة في أنه لا ينبغي طرد السكان الفلسطينيين من غزة ولا ينبغي احتلال غزة بشكل دائم أو إعادة استعمارها من قبل إسرائيل. وأشار تقرير لصحيفة " الجارديان"، إلى أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن يكشف عن قصور الإدارة الأمريكية في الفهم العميق لسياسات الشرق الأوسط، واعتبرت الصحيفة، أن الاقتراح الذي تم تداوله من قبل اليمين الإسرائيلي منذ عقود، قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاستقرار الإقليمي. ووصف المحلل السياسي "بيتر بومنت"، مقترح تهجير سكان غزة بأنه "ساماً سياسياً"، وغير قابل للتنفيذ ويعد شكلا من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين إلى بلد يعد سكانه تاريخياً الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين. ووصف تصريحات ترامب، في هذا الشأن بأنها محيرة ومخالفة للقانون الإنساني الدولي الذي يجرم التهجير القسري بجانب أنها تشير إلى أنه لا يملك سياسة متماسكة تجاه لشرق الأوسط. وقال الدكتور بشارة بحبح، الرئيس الوطني لمنظمة "العرب الأميركيين من أجل ترامب"والتي دعمت ترامب خلال حملته الإنتخابية الأخيرة، أن المنظمة ترفض بشدة اقتراح الرئيس ترامب بإبعاد الفلسطينيين في غزة - طواعية أو قسراً. وأكد أن الفكرة سواء كانت نابعة من رأس ترامب، أو بإيعاز من اليمين الإسرائيلي، فهي تتعارض بشكل مباشر مع أي شيء قد يعد كخطة سلام موثوقة في الشرق الأوسط. ورأى بعض المحللين إن اقتراح ترامب قد يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، لكن من غير المرجح أن يتحقق، بالنظر إلى الحقائق الجيوسياسية في المنطقة، حيث قالت أنيل شيلين، زميلة الأبحاث في معهد كوينسي للحكم المسؤول، إن الرئيس الأمريكي ربما لم يفكر بشكل كامل في تداعيات هذه السياسة على المنطقة بأكملها. وأضافت، أنه من المحبط التساؤل دائما لماذا لا تأخذهم الدول المحيطة في حين أن السؤال الملح حقا هو، لماذا لا تتوقف إسرائيل عن محاولة قتلهم؟ هذا هو السؤال الحقيقي. يأتي ذلك في الوقت الذي لاقى فيه مقترح ترامب معارضة من أعضاء بالكونجرس على رأسهم السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز وصف اقتراح ترامب بنقل ملايين الفلسطينيين، بأنه "تطهير عرقي" واعتبره جريمة حرب، وحث جميع الأمريكيين على إدانته. وكتب ساندرز على منصة "أكس" ردًا على تصريحات ترامب: "هناك اسم لهذا التطهير العرقي وهو جريمة حرب.. ويجب على كل أمريكي إدانة هذه الفكرة الشنيعة". كما قال السيناتور ليندسي جراهام، "لا أرى أن فكرة ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر عملية للغاية" مؤكدا أنه يتوقع رفض عربي لفكرة طرد الفلسطينيين من غزة. اقرأ أيضا | الرئيس الكوري المؤقت يأمر بالتعامل السريع مع التغييرات السياسية الناجمة عن إدارة «ترامب»