فى أجواءٍ تنبض بالحيوية الفكرية، حيث اجتمع المثقفون المتخصصون، فى ندوة «الثقافة الإفريقية والأفرو سنتريك»، لتفكيك منظومة من الادعاءات التى تسعى لتشويه تاريخ مصر العريق، كانت تلك لحظة لم تكن مجرد نقاش أكاديمي، بل معركة على الهوية والحقائق التاريخية، وسرد لفصول المواجهة بين التاريخ والعقيدة الزائفة، تحت أضواء القاعة الرئيسية، لم يكن النقاش مجرد تفنيد لادعاءات «الأفرو سنتريك»، بل كان كشفًا لطبقات من التزييف تهدف إلى محو الهوية المصرية وسرقة إرثها، بأسلحة العلم والتاريخ والجينات، تصدى الحاضرون لمحاولات التلاعب بالزمن والمكان، مؤكدين أن الحضارة لا تُزوَّر، وأن الحقيقة لا تسقط بالتقادم. د. السيد فليفل، مدير الندوة، افتتح الجلسة بكلمات قوية عن ضرورة التصدى للمفاهيم الزائفة التى تنتشر عبر أيديولوجيات مشوهة، كان الحديث عن «الأفرو سنتريك» حديثًا عن حركة تدعى إعادة بناء هوية جديدة للشعوب الإفريقية، ولكنها فى حقيقة الأمر، تُحاول تقويض جذور مصر الحضارية، مدفوعةً بمصالح خفية، وأثر سياسى تاريخي، وأشار فليفل إلى أن معهد التخطيط القومى بدأ رحلة تصحيح المفاهيم، مُحذِّرًا من أن هذه المزاعم تحتاج إلى مواجهة علمية صارمة.. ثم جاءت الدكتورة هبة جمال الدين، لتأخذ الحضور فى رحلة عميقة فى صميم الحركة، كاشفةً عن جوانبها المتطرفة والساعية إلى سرقة الحضارة الفرعونية، كانت كلماتها بمثابة حجر فى مياه راكدة، تتناثر حوله الحقيقة، أكدت أن «الأفرو سنتريك» تروج لأساطير حول الهوية الإفريقية، وتُحاول أن تُنكر حضارة مصر العظيمة، مُعتمدةً على تزوير التاريخ والتماثيل، بما فى ذلك محاولاتهم المتكررة للادعاء بأن «توت عنخ آمون» و«كليوباترا» كانا من أصول زنجيّة.. وفى قلب هذه المواجهة الفكرية، قدم الدكتور علاء الدين شاهين تحليلًا جريئًا، قائلًا: «الحضارة المصرية ليست ملكًا لأحد، ولا يمكن لأى إيديولوجيا أن تحرف مسارها»، كانت كلمات شاهين بمثابة درع تحمى تاريخ مصر من محاولات التلاعب، تحدّث عن التزييف الواضح للحقائق التاريخية، بدءًا من تلاعبهم فى تمثال «أبو الهول» وصولًا إلى الخرافات حول «كليوباترا»،كان حديثه بمثابة شهادة على ضرورة الحفاظ على الأمانة التاريخية وتصحيح المفاهيم المضللة. اقرأ أيضًا | صاحب «عربية الحواديت» مع الأطفال أما اللواء الدكتور طارق طه، فقد ألقى الضوء على أهمية الأبحاث الجينية فى الرد على هذه الادعاءات، مُرَكِّزًا على الدراسات التى أظهرت بوضوح أن الأصول المصرية ليست إفريقية كما تروج الحركة، بل هى جزء من تاريخ يمتد فى أعماق الحضارة الإنسانية، بعيدًا عن الادعاءات العنصرية.