تزداد القضية الفلسطينية تعقيدا كل يوم عن اليوم الآخر، وتزداد الأعباء والمعاناة، ليس فقط على الشعب الفلسطينى الذى ذاق الويلات، لكن تدفع معه مصر الثمن الباهظ من جهود وتداعيات تلقى ببصمات غائرة على اقتصادها، فى وقت تمر به البلاد بأسوأ مراحل من الأعباء الاقتصادية، نظرا لاشتعال المنطقة والمجال الإقليمى بالحروب والصراعات. ما تحمله مصر للقضية الفلسطينية والدفاع عنها شعبا وأرضا لم يكن بيانات تلقى ولا أحاديث تنطلق عبر شاشات التليفزيون، بل كان من دماء وقوت المصريين الذى أنهك مصر فى فترة من الفترات السابقة، وشغلها عن التواجد فى أهم الملفات وأبرزها الإفريقية حتى خفت دورها بسبب اهتمامها بالقضية الفلسطينية، ورغم ذلك لم تغيب فى يوم من الأيام، فخاضت الحروب والمفاوضات ،حيث كانت بمثابة صمام الأمان بين كل الأطراف فى نزاهة الشريك والمفاوض المصري، ويستمر التاريخ وتمر الأيام وتتعقد القضية ويزداد العبء على مصر بكافة أشكاله! لكن كل هذا لا يعنى أن تفرط مصر فى ذرة تراب من أراضيها مهما كانت التضحيات ومهما كانت الضغوط الدولية فى إطلاق تصريحات من الرئيس ترامب على مدار الأيام السابقة تتغير وتتبدل فى جدل بين التأكيد والنفى وغيرها فى سيناريوهات وتسريبات مشبوهة تريد أن تمرر قبول مصر تحت أى مسمى تهجير الفلسطينيين على أرضها، تارة مقابل مليارات الدولارات، وأخرى تضع غزة تحت الإدارة المصرية وغيرها من مخططات كانت مصر قيادة وشعبا أكثر يقظة وحكمة فى إدارتها.. فلا يمر يوم إلا بمحاولات خبيثة لتعكير صفو الأمن والأمان الذى مازالت تتمتع به الأجواء المصرية فى صبر وثقة من الشعب للقائد أنه خير أمين على هذه البلاد، حتى فى مواجهة البيانات الرسمية الحاسمة تجد من يشكك فى الموقف المصرى الثابت الذى يؤكد على رفض التهجير ، وأنه لا تفريط فى حبة رمل من سيناء، ولا تخلى عن عدالة القضية وإقامة الدولتين.. ناهيك عن دور الوساطة الذى تقوم به مصر بين السلطة وحماس وباقى الفصائل، الذى يعانى من التوتر بدلا من اصطفاف القوى الفلسطينية فى وقت بالغ الصعوبة، ورغم هذا فلا زال الجانبان يحتكمان للدور المصرى الحكيم، فضلا عن الدور الدولى مع الجانب الإسرائيلى والقوى الإقليمية.. لاوقت للمزايدة على الدور المصري، بل لا مجال أصلا فى الحديث عن تراب مصر المقدس الذى روى بدماء المصريين على مر التاريخ، الدولة المصرية شعبا وجيشا وقيادة على قلب رجل واحد تحقق المعادلة الصعبة.. تدعم القضية الفلسطينية.. وتحمى أراضيها بكل ما أوتيت من قوة.