بالتزامن مع فعاليات الدورة ال 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظمت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، صباح اليوم الأربعاء 29 يناير 2025 وهي الكلية التي تخرجت فيها الدكتورة سعاد الصباح في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ندوة ثقافية بعنوان (عطاء لا ينضب وولاء لا ينقطع.. قراءة في حياة امرأة عربية)، تطرقت الندوة فيها إلى عطاءات ومساهمات الدكتورة سعاد الصباح في دعم وتطوير الكلية، شارك فيها وكيل الكلية وعدد من رؤساء الأقسام، وبعض من الطلبة الفلسطينيين، الذين اعتادت الدكتورة سعاد الصباح التكفل بمصاريفهم الدراسية في الكلية. وشهدت الندوة الثقافية، التي احتضنتها القاعة 19 في الكلية، كلمة للدكتورة سعاد الصباح، ألقاها نيابة عنها مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع الأديب والكاتب علي المسعودي، وكلمة أخرى لعميد الكلية الأسبق الدكتور علي الدين هلال في حين تولى المحاضرون الحديث عن سيرة ومواقف الدكتورة سعاد الصباح، والعلاقة المتينة التي نشأت بينها وبين الكلية منذ كانت طالبة فيها، والتي لازالت تتوطد عاماً إثر آخر. وألقى كلمة الشيخة سعاد الصباح علي المسعودي جاء فيها "هنا مصرُ، هنا القاهرةُ، هنا جامعةُ القاهرة،هنا.. أنا، أنا المُنهمِرةُ قطرةً قطرةً،أنا المقطوفةُ وردةً وردةً، هُنا أنا المخطوفةُ آهةً آهةً،قضمتْ قلبي مصرُ، وقضمَتْه بهدوءِ الحسناواتِ الواثقاتِ كتبتْني مصرُ وشكَّلتني ولوَّنتْني.. أنا التي شربَتْ من ماءِ النيلِ.. ومن أساطيرِهِ وعنفوانِهِ وحزنِهِ الطويلِ.. فكانت مصرُ وطنَ الروحِ ووطنَ العقلِ.. وموطنَ الابنِ البكرِ مبارك الذي يسكنُ منذ خمسينَ عاماً تحتَ هذا الثرى.. وأرى وجهَه الآنَ أمامي حاضراً بينكُم، وأتمنّى أنه يسمعُ صوتي الآن..مثلما يسمعُ الجنينُ في بطنِ أمِّهِ صوتَها ويعرفُ نبضَها.. والأرضُ تعرفُ صوتَ الأمومةِ.. مثلما تعرفُ دموعَ الفراقِ وحزنَ الرحيلِ.. جدير بالذكر أن الدكتورة سعاد الصباح عاشت لسنوات في القاهرة، وارتبطت بعلاقة حميمة مع جمهورية مصر العربية بعامة، وبخاصة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والتي كانت من خريجات الدفعة الأولى فيها. وقد امتدت علاقتها بالكلية منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، وتعددت أوجهها من حيث الدعم والمساندة والتطوير، إذ أنشأت مكتبة الكترونية حديثة في الكلية على نفقتها الخاصة، وأطلقت عليها اسم زوجها الراحل الشيخ عبدالله مبارك الصباح. كما أنشأت في الكلية برنامجاً للمنح الدراسية للحصول على الدكتوراه من إحدى الجامعات الأجنبية، وتكفلت بنفقات دراسة الكثير من الطلبة الفلسطينيين في الكلية، عدا عن إحيائها ومشاركتها في العديد من الأمسيات والمحاضرات في الكلية، وفي مناسبة احتفالها بعيد تأسيسها الذهبي، وبمناسبة تكريم الدفعة الأولى من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في ذكرى مرور 55 عاماً على إنشاء الكلية وغير ذلك من الفعاليات.