14 مليون «حساب وهمي» يبثون من خلالها آلاف الشائعات والأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، يوميًا، لتتحول تلك المواقع إلى سلاح رقمي، يهدم حصون المجتمعات، بغزو عابر للحدود، خلف ستار «السوشيال ميديا»، يستهدف النيل من مصر وأمنها واستقرارها، وسط طوفان من المعلومات المضللة، التى تغرق الأمم بسموم «الشبكة العنكبوتية»، والتى تسعى من خلالها «طيور الظلام» إلى تحقيق الانقسام الداخلى، والتأثير على المواطنين، وبث روح التشاؤم واليأس، والتشكيك المستمر فى الإنجازات التى تحققها الدولة على كافة الأصعدة، خاصة مع رصد المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، لحزمة أكاذيب 19.4% منها تستهدف ضرب الاقتصاد والصحة، كما لم تسلم وزارات التعليم والسياحة والآثار والتموين والزراعة، وغيرها من «نيران التضليل»، وسط مطالبات نيابية بالتركيز على الأدوات التقنية والتشريعية، التى يمكن استخدامها لوقف هذه الهجمة الإلكترونية، وتطوير التشريعات الخاصة بالجرائم الإلكترونية، وتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لرصد الحسابات الوهمية، مع التركيز على التوعية المجتمعية، التى تُعد أداة أساسية لمواجهة هذا الخطر.. «الأخبار» تضع فى الملف القادم خارطة طريق لمواجهة شائعات «الغزاة الجدد». تزايدت فى الآونة الأخيرة، أعداد الحسابات الوهمية، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى سلاح رقمى يُستخدم ضد استقرار مصر. وتُشير الإحصائيات، إلى وجود أكثر من 14 مليون «حساب وهمي» على موقع «فيسبوك» داخل مصر، تُبث من خلالها آلاف الشائعات والأخبار الكاذبة يوميًا، ما يثير المخاوف من تأثير هذه الظاهرة على الأمن القومي.. وطالب النائب، أشرف أمين، الحكومة بضرورة إتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الحسابات، من خلال تعزيز الرقابة الإلكترونية والعمل على إغلاق تلك الحسابات.. ودعا إلى إطلاق حملات توعية مكثفة، لتوعية المواطنين حول مخاطر الشائعات وكيفية التصدى لها. منصات وأكدت د. مى مصطفى، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم، أن تناقل المعلومة لم يعد يحدث بالشكل الكلاسيكى المعهود ، فقد فرضت أدوات الإعلام الجديد واقعاً جديداً لتداول المعلومات، سواء الصحيح منها أو المغلوط، وعلينا أن نواكب التغيرات الطارئة على سلوكيات الجمهور المستخدم لتلك الأدوات، والذى اكتسب بعضاً من أدوار الإعلامى بنشر المعلومة والمشاركة فى نقل الحدث بتفاصيله، والخطير فى الأمر، أن تتم تلك الممارسة بدون وعى أحياناً ما ينتج عنه نشر معلومات مضللة، أو أن يتم ذلك بقصد بهدف تخريب المجتمع والمساس بالأمن القومى أو التشكيك فى إنجازات الدولة المصرية.. وأضافت، أنه تزيد وتيرة الأمر مع وقوع بعض الأحداث، كالمناسبات الوطنية، وكذلك عند إحراز تقدم بأى مجال من المجالات، أو الانتهاء من مشروع قومى عملاق، أو غيرها من الإنجازات المتعددة، فى مختلف الميادين. وأوضحت أنه أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى منافساً قوياً للمصادر المعلوماتية «الرسمية وغير الرسمية»، خاصة فى استقطاب الجمهور والرغبة فى السيطرة على عقول أفراده. وأشارت إلى أن الدولة نجحت فى إطلاق قناة إخبارية يشهد لها الجميع بالنجاح والتميز فى التغطية الإعلامية «القاهرة الإخبارية»، ويتبقى علينا إنشاء منصات اجتماعية، تستهدف تفنيد الشائعات والرد على المؤثر منها بالسرعة اللازمة والدقة المطلوبة، بالإضافة إلى العمل على نشر الإيجابيات والنجاحات، التى تقوم بها أجهزة وهيئات الدولة المصرية، على أن يتم ذلك بأساليب جذابة ومبتكرة فى العرض، شكلاً ومضموناً، بما يتواكب مع حالة السيولة المعلوماتية بعصر الإعلام الرقمى. وشددت على أنه من الأفضل أن يتم ذلك تحت إشراف نخبة من الممارسين فى مجال الإعلام ، وإدارة مواقع التواصل الاجتماعى والمتخصصين فى مجال الذكاء الاصطناعى والبرمجة، وكذلك من الأكاديميين، رغبة فى تحقيق الأهداف المنشودة بفاعلية وأهمها التصدى للشائعات المغرضة، التى تستهدف النيل من الاستقرار الداخلى للبلاد، باعتباره الحجر الأساسى للتنمية، من خلال إضعاف ثقة المواطنين فى أداء المسئولين، كما يجب العمل العمل على إكساب الشعب المصرى الوعى الكامل، الذى يجعله قادراً على تمييز الحقائق عن المغالطات والأكاذيب، حتى يكون الجميع بمثابة دروع بشرية تحمى البلاد من حملات التضليل الممنهجة. صفحات ممولة وقال د. حسام النحاس، أستاذ الاعلام جامعة بنها والخبير الإعلامي، إننا حذرنا كثيراً من خطورة الشائعات، وخطورة الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتى تبث هذه الشائعات، فهذه الصفحات والتطبيقات الممولة تستهدف الصحة والإسكان والتموين، وكل الخدمات المقدمة للمواطن، وكل القرارات التى تصدرها الدولة المصرية، ووصل الأمر أن هذه الصفحات تصدر شائعات حالياً متعلقة بالأمن القومى المصري، والقوات المسلحة، والأمور السيادية، وتنشر الأكاذيب على نطاق واسع، من خلال معلومات مفبركة ومضللة، وتعمل بمبدأ نشر بعض المعلومات الصحيحة، وتحوز على ثقة المتفاعلين، ولكنها تبث من خلالها السموم من أجل ضرب الدولة المصرية والجيش المصري، فالمشاهد أو المتابع لهذه الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، يظن ويعتقد أنها تتمتع بمصداقية، من خلال نشر بعض الأخبار الصحيحة، ولكنها فى الحقيقة تبث السم فى العسل. وأضاف، أن هذه الصفحات ممولة، وتستهدف استقطاب الملايين، مع غياب الصفحات الرسمية الموثقة، التى تنشر الحقائق، لذلك تكون هذه الصفحات مصدراً للأخبار أمام المواطن ، والخطر الحقيقي، هو عدم قدرة المواطن على التحقق من حقيقة هذه الأخبار، وهنا أحذر المواطنين، من أن تكون صفحة أو موقعاً هما مصدر الأخبار لهم، خاصة فى تلك الأخبار، التى تتعلق بالأمور السيادية والأمن القومى المصري، لذلك يجب على الدولة المصرية فضح هذه الصفحات، وفضح القائمين عليها والممولين لها، ويجب أن تكون هناك قرارات من الحكومة ضدها فى حالة صدور هذه الصفحات من مصر، حيث تخضع لقانون العقوبات المصري، فى نشر شائعات وإحداث بلبلة فى الشارع المصري، لإسقاط الدولة، فضلاً عن حجب هيئات تنظيم الإعلام لهذه الصفحات والمواقع، فى حال صدورها من داخل مصر، وهذا قرار يخص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وإذا كانت تصدر من الخارج، يتم التواصل مع الدول، التى تبث منها، من خلال هيئة الاستعلامات، ومخاطبتها لوقف هذه الصفحات والمواقع المشبوهة والممولة لضرب مصر. وشدد على أنه يجب أن يكون هناك مرصد مصرى لهذه الصفحات على جميع التطبيقات، لرصد هذه الشائعات، التى تتعلق بالأمن القومى والمؤسسة العسكرية، ويجب أن يعمل هذا المرصد على جذب ملايين المتابعين لنشر الأخبار والمعلومات الصحيحة عليها، لأن مركز دعم واتخاذ القرار، يقوم بدور فى هذا الشأن، ولكن يلزمه جهد مؤسسى وملايين المتابعين له على صفحات التواصل الاجتماعي، وللأسف بعض المثقفين، وليس عامة الناس ينساقون وراء الشائعات المغلوطة، لعدم توافر المعلومة الصحيحة ، مؤكداً إن المواطن العادى يجهل أهداف هذه الصفحات والقائمين عليها والممولين لها . وبين أنه لذلك يجب علينا كمتخصصين ومؤسسات الدولة المصرية، أن نغزو وسائل التواصل الاجتماعي، وألا نترك لهم أدوات التضليل والإدعاءات، على وسائل التواصل الاجتماعى ، فنحن نتعامل مع الإعلام التقليدى من فضائيات، وصحف ومواقع إلكترونية، ولكن نترك الساحة خالية لهذه الصفحات المشبوهة تتحرك على وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك مطلوب غزو هذه الصفحات لنشر المعلومات الصحيحة، من خلال مجموعة عمل من الشباب المتخصيين، وتوفير أجور عمل لهم وفرص عمل ووظائف فى هذه المراصد والصفحات الرسمية. فوضى ويرى إسلام غانم خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الحسابات الوهمية، لا يوجد عليها أى تحكم ، وتخلق حالة من الفوضى، عن طريق بث آلاف الشائعات والأكاذيب يومياً، لذا أقترح التفكير فى إنشاء منظومة بين الدول العربية، وعمل منصات سوشيال ميديا عربية، فنحن العرب والمصريين بشكل خاص لدينا كثافة سكانية وكثافة مستخدمين فى المنطقة العربية.. وأضاف أن الاتحاد الأوروبى يضغط على تلك المنصات، عندما يريد تغيير أى قوانين. لذا يجب علينا تدشين منصات عربية للتواصل، أو تفعيل مبادرة بين الدول العربية، تتحدث باسم كيان واحد، مثل رابطة، ونرشح دولة تتحدث باسم العرب جميعاً، فالأخبار المزيفة مشكلة تؤرق العالم العربي، وليس مصر فقط، لذا يجب تدشين اتفاقيات وبروتوكولات مشتركة لتفويض دولة تتكلم باسم العرب، بحيث يكون لصوتنا قوة وصوت مسموع. وأشار إلى أن المطلوب هو تطوير التشريعات الخاصة بالجرائم الإلكترونية، وتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى لرصد الحسابات الوهمية، كما أن التوعية المجتمعية تُعد أداة أساسية لمواجهة هذا الخطر. إثارة البلبلة ويرى المهندس، وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أننا بتنا فى عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا والتواصل الرقمي، لذا برزت الحسابات الوهمية، كأداة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار فى المجتمعات، وفى مصر، تشير الإحصاءات، إلى وجود أكثر من 14 مليون «حساب وهمي» على «فيسبوك»، تُستخدم بشكل أساسى لنشر الشائعات والأكاذيب، مما يؤدى إلى إثارة البلبلة وتهديد الأمن القومي.. وأضاف أن هذه الحسابات الوهمية، تمثل تحديًا حقيقيًا للأمن القومى والاجتماعي، وذلك من خلال تكامل الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني، يمكن التصدى لهذه الظاهرة وحماية مصر، من محاولات زعزعة استقرارها.. وشدد على أن الحلول التقنية والتوعية النفسية سيكون العامل الحاسم فى مواجهة هذا الخطر المتنامي. وأضاف أن هذا الخطر، يتمثل فى الأدوات المستخدمة مثل الحسابات الوهمية، التى تُدار من دول مثل «أمريكا وبريطانيا»، وفق تحقيقات تشير إلى تدخل أجهزة مخابرات ولجان إلكترونية مدعومة من عدة دول.. وكشف أن مواجهة وتجنب هذة الظاهرة الخطيرة، يكون عن طريق التوعية ودور المجتمع، فمن الضرورى إطلاق حملات توعية، تُبرز أهمية التفكير النقدى قبل تصديق أو نشر أى معلومات، على المجتمع أن يتبنى دورًا فعّالًا فى مواجهة الظاهرة، وذلك من خلال تعزيز الإعلام الرقمى المسؤول، بإنشاء محتوى إعلامى متنوع وجذاب، فيجب أن يكون الإعلام قادرًا على مواكبة تطورات العصر، من خلال تقديم محتوى يجذب الشباب تحديدًا، مثل مقاطع الفيديو القصيرة، والإنفوجرافيك، والندوات التفاعلية علاوة على التعامل السريع مع الشائعات، عبر فرق إعلامية متخصصة للرد الفورى على الأكاذيب والشائعات المنتشرة. وبين أهمية عمل حملات توعية مجتمعية بشكل دورى ومستمر، تُبرز أهمية التفكير النقدى قبل تصديق أو نشر أى معلومات، وعلى المجتمع أن يتبنى دورًا فعّالًا فى مواجهة الظاهرة، مثل التثقيف الرقمي، وذلك بتدريب المواطنين على كيفية التحقق من المعلومات قبل مشاركتها، من خلال مبادرات فى المدارس والجامعات وتوضيح مخاطر الشائعات عبر دراسات وقصص واقعية تُظهر آثار الأكاذيب على الأفراد والمجتمع.. وطالب حجاج، بتطوير أدوات ذكاء اصطناعى محلية للكشف عن الحسابات المشبوهة وإغلاقها بسرعة، فعلى سبيل المثال تطبيق التليجرام من الممكن أن تدشن عليه إيميلات وهمية وتخلق حالة من البلبلة، فأكونت واحد ممكن يعطى 100 ألف لايك وإيموشن فى لحظة واحدة. عصر التواصل وأكدت د. نيڤين حسني، استشارى علم النفس الرقمى وعضو الهيئة الإستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات، أننا فى عصر التواصل الرقمي، وتتعدى الحسابات الوهمية كونها أداة شيطانية لنشر الشائعات إلى كونها تحديًا نفسيًا عميقًا يؤثر على استقرار الأفراد والمجتمعات. وأشارت إلى أن تأثير هذه الحسابات لا يقتصر على تشويه الحقائق، بل يمتد إلى زعزعة الحالة النفسية للمواطنين. وأضافت أن الحسابات الوهمية، تمثل تهديدًا نفسيًا متصاعدًا، يجب التعامل معه بحزم من خلال التوعية النفسية المدروسة، والتعاون بين جميع قطاعات المجتمع، يمكن مواجهة هذا الخطر وتحقيق استقرار نفسى واجتماعى يعزز مناعة الأفراد والمجتمع ضد الأكاذيب والشائعات، التى تلعب دورًا كبيرًا، فى التأثير على الأفراد والمجتمعات، إذ تعتمد على استغلال الخوف الجماعي، إذ تنتشر الشائعات بسرعة عند الشعور بالخطر أو عدم الاستقرار، كما تثير الحسابات الوهمية القلق عبر ترويج أخبار كاذبة ومضللة، فتظهر الرغبة فى الانتماء عند الأفراد ، حيث يُظهررون ميولًا لتصديق المعلومات التى تتوافق مع قناعاتهم السابقة وعقلهم الباطن أو تُعزز انتماءهم الاجتماعي، حيث تُدير هذه الحسابات محتوى يستهدف تقسيم المجتمع إلى مجموعات متناحرة، كما تؤدى الشائعات المتكررة إلى تعزيز القبول النفسى لها، حتى دون وجود أدلة. ولفتت إلى إضعاف الثقة فى المصادر الرسمية عن طريق ملايين من الحسابات الوهمية، تؤدى إلى التشكيك المستمر الذى تروجه هذه الصفحات، إلى فقدان الناس الثقة فى الحكومة والإعلام الرسمين، حيث تعمل الحسابات الوهمية على زرع الشكوك فى قدرة الدولة على مواجهة التحديات، مما يضعف ثقة الأفراد فى المجتمع والمؤسسات، كما يشعر الأفراد بالعجز نتيجة تدفق الأخبار المزيفة، مما يؤدى إلى شعور بالإحباط الجماعى .. كما تؤدى الشائعات المتكررة إلى استنزاف الموارد النفسية للأفراد، ما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر والاكتئاب، حيث أن الشائعات تتلاعب بالمشاعر الإنسانية كالأمان والخوف تُحدث اضطرابات نفسية طويلة الأمد. وبينت أن الحل يكمن فى تجنب المخاطر النفسية للحسابات الوهمية، والذى يتطلب بناء وعى نقدى قوي، وتقوية المناعة النفسية للأفراد، وتعزيز الدعم المجتمعي، من خلال حملات التوعية وبرامج الدعم النفسي، ويمكن تحقيق تأثير إيجابى يُمكّن الأفراد والمجتمع من التعامل بفعالية مع هذه الظاهرة المدمرة، كما يتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين الوعى الفردى والدعم المجتمعى عن طريق التثقيف النفسى وبناء الوعى الفردى ونشر برامج توعية تُركز على أهمية تحليل المعلومات تصديقها أو مشاركتها، وتعليم مهارات التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة. تحليل نفسى وأكد د. وليد هندي، استشارى الصحة النفسية، أن هناك مقولة نفسية شهيرة، تقول: « إن الشائعة يؤلفها حاقد، وينشرها الأحمق، ويصدقها الغبى»، وكى نتعرف على شخصية مطلق الشائعة وتحليله نفسياً، لابد فى البداية أن نتعرف على الشائعة، وكيف تكون مجموعة من الأخبار الزائفة، التى تفتقر للمصادر الموثوق منها، وأنها تنتشر بشكل سريعن ويتم تداولها حتى تقارب مرتبة الحقيقة، وخطورتها تكمن فى تأثيرها على نمط العلاقات الاجتماعية بين الناس وجعل بينهم مشاكل دائماً، وتجعلهم معتلى المزاج، لديهم بطء فى الإنتاج وشعور بالسخط وتدنى الحالة النفسية، وبعدها يحدث فقدان الأمل فى المستقبل ، والثقة فى النظام وزعزعة الاستقرار وتشويه الإنجازات وبث الروح الإنهزامية وإشاعة الضبابية. وأوضح أن هناك من 50 إلى 60 ألف شائعة فى اليوم الواحد ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، لها دور كبير فى نشر الشائعات بنسبة 79% ، ففى أثناء «جائحة كورونا»، كان هناك 65 مليون شائعة، فى أول ثلاثة أشهر من الجائحة عن طريق «الواتس» فقط، ولاشك أن الشائعة تحمل فى طياتها 30% من الحقيقة، والباقى يتم تأليفه ولها خط سير ومحطات وشخصيات منتقاة هى ما تقوم بالترويج وشخصيات مستهدفة، كما أن لها تصنيفات، فهناك الشائعة الزاحفة، وهى ما تروج ببطء إلى أن يصدقها الناس، وهناك شائعة العنف وهى التى تنتشر مثل النار فى الهشيم وتستند إلى العواطف. بروتوكول الشائعات وتقول د. شيريهان الدسوقى خبيرة الاتيكيت والبروتوكول الدولى إن الشائعات هى معلومات غير موثوقة تُنشر دون تحقق، وقد تكون مضللة أو تثير القلق، ومن المهم أن نتجنب تصديق أى شىء لم يتم التحقق منه، وأن نبحث دائمًا عن المصادر الموثوقة. وبما أننا فى عصر (حروب الجيل) تشير إلى الصراعات التى تُستخدم فيها المعلومات كوسيلة للتأثير على الرأى العام وخصوصا فى الاحتفالات القوميه لبلدنا لتثير الفتنة والاحتقان، وهذه الحروب تعتمد على نشر الأكاذيب والشائعات لتحقيق أهداف معينة. لذا، يجب أن نكون حذرين ونفكر بالعقل فى كل ما نتعرض له. وعن كيفية مواجهة الشائعات تضيف د. شيريهان الدسوقى أن المواجهة تتم كالتالى: 1- التحقق من المعلومة: قبل مشاركة أى خبر تأكد من صحته من مصادر موثوقة. 2- تعزيز الفكر النقدى: أى نقوم بتحليل المعلومات وتقييمها بشكل موضوعى. 3- مهارة التواصل: إذا واجهت معلومات مشبوهة فتحدث مع رؤسائك أو معلميك أو أصدقائك ممن لديهم الفكر العقلانى والثقافى المستنير. كثفت جماعة الإخوان الإرهابية من نشر الأكاذيب والشائعات بشأن مصر لتقليب الرأى العام عبر اللجان الإلكترونية التابعة للجماعة خلال الآونة الأخيرة، الجماعة لم تترك قطاعاً إلا وروجت عنه شائعة بدءاً من الأوضاع داخل مراكز الإصلاح والتأهيل مروراً بأقسام الشرطة ووصولاً إلى جرائم جنائية وتزييفها بالمخالفة للواقع مع ترويج شائعات بشأن جرائم كخطف الفتيات لا واقع لها إلا فى خيالات الجماعة الإرهابية وهو ما واجهته أجهزة الأمن بكل حسم وزارة الداخلية من جانبها كشفت ألاعيب جماعة الإخوان الإرهابية وأكاذيبها لنشر الشائعات للنيل من الوطن مصر فى مرمى شائعات الإخوان الإرهابية اللجان الإلكترونية أزرع «الجماعة» لنشر الأكاذيب والفبركة محاولة النيل من حالة الأمن والاستقرار التى تنعم بها مصر هدف للإخوان، وباتت وسائل التواصل الاجتماعى ملاذ الإخوان للتسلل إلى عقول المصريين بعدما نجحت الدولة فى مواجهة عناصر الجماعة على أرض الواقع لتهرب إلى الفضاء الأزرق لترويج الشائعات .. وفى السطور التالية ترصد «الأخبار « أبرز ما رصدته وزارة الداخلية من أكاذيب روجتها الجماعة الإرهابية والرد عليها لتبصير المواطن بحقائق الأمور. وجاء أبرز ما قامت الجماعة الإرهابية بالترويج له أكاذيب حول مراكز الإصلاح والتأهيل، حيث رصدت أجهزة الأمن تداول معلوماتٍ على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى تزعم قطع التيار الكهربائى عن عنبر بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل لعدة ساعات يومياً وهو ما نفته الأجهزة الأمنية جملة وتفصيلاً وأن ذلك يأتى فى إطار حملة الادعاءات الكاذبة التى تنتهجها جماعة الإخوان الإرهابية بهدف تضليل الرأى العام . أكاذيب التعذيب ومن استهداف مراكز الإصلاح والتأهيل إلى استهداف أقسام الشرطة ، حيث رصدت أجهزة الأمن ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن وفاة أحد الأشخاص داخل أحد الأقسام بالإسكندرية نتيجة تعرضه للتعذيب حسب ما تم الترويج له وهو ما نفاه مصدر أمنى مؤكداً أن حقيقة الواقعة تتمثل فى أن هذا الشخص محبوس احتياطياً بقرار من النيابة العامة بأحد أقسام الشرطة بالإسكندرية على ذمة قضية «مخدرات».. وأنه تم نقله لأحد المستشفيات فى ضوء تاريخه المرضى، حيث كان يعانى من صدمة تسممية بالدم نتيجة «التهاب رئوى حاد وتليف شديد بالكبد « وقام المستشفى بالإبلاغ عن وفاته نتيجة حالته المرضية ، وبسؤال شقيقه والنزلاء المتواجدين معه بغرفة الحجز أيدوا ذلك ولم يتهموا أحداً بالتسبب فى وفاته . وأن ذلك يأتى فى إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من اختلاق للأكاذيب ونشر للشائعات لمحاولة النيل من حالة الأمن والاستقرار التى تنعم بها البلاد. ومن أقسام الشرطة بالإسكندرية إلى البحيرة ، حيث روحت الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى ادعاء إحدى السيدات بوفاة نجلها داخل أحد أقسام الشرطة بمديرية أمن البحيرة بزعم تعرضه للتعذيب على غير الحقيقة ، حيث أصُيب المتهم الذى سبق اتهامه فى 8 قضايا أبرزها: «سرقة بالإكراه «سلاح أبيض» ، ومحكوم عليه بالحبس لمدة عامين فى قضية «سرقة» بحالة إعياء بعد القبض عليه وتم نقله لأحد المستشفيات لتلقى العلاج إلا أنه توفى.. وبسؤال أهلية المتوفى ونزيلين بذات الغرفة فى حينه قرروا مضمون ما سبق ولم يتهموا أحداً أو يشتبهوا فى وفاته جنائياً.. وورد تقرير الطب الشرعى ويتضمن أن الوفاة نتيجة الالتهاب الرئوى الشديد وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية وتوقف بعضلة القلب.. ولا توجد شبهة جنائية وأن الهدف من ترويج ذلك يأتى فى إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق وتبنى ادعاءات عناصر إجرامية لتضليل الرأى العام فى محاولة لإثارة البلبلة. تزييف الحقائق ومن أقسام الشرطة إلى الجرائم الجنائية حيث رصدت أجهزة الأمن ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الالجتماعى بشأن مقطع فيديو يظهر خلاله أحد الأشخاص يدعى خطف الأطفال لصالح شخص آخر والزعم بكونها للاتجار فى أعضائهم وهو ما تم نفيه جملة وتفصيلاً، فضلاً عن كون مقطع الفيديو قديم وقد سبق تداوله عام «2021» وتم كشف أبعاد الواقعة بالصفحة الرسمية لوزارة الداخلية آنذاك .. حيث تبين ورود بلاغ للأجهزة الأمنية بالجيزة من أحد المواطنين وبصحبته الشخص الظاهر بمقطع الفيديو «مهتز نفسى» وقرر الأول أنه اعتقد خطأً أن الآخر كان يحاول خطف كريمته «10 سنوات».. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية فى حينه وبالعرض على النيابة العامة قررت إخلاء سبيل المشكو فى حقه عقب تنازل المُبلغ عن شكواه. وأكد مصدر أمنى أن ذلك يأتى ضمن مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لمحاولة إثارة البلبلة من خلال تزييف الحقائق بإعادة نشر فيديوهات قديمة لترويج الأكاذيب المُضللة للنيل من حالة الأمن والاستقرار وهو ما يعيه الشعب المصرى.. كما كشفت وزارة الداخلية حقيقة ادعاء إحدى السيدات على مواقع التواصل الاجتماعى وجود عصابات لخطف الفتيات والشباب وقتلهم بقصد تجارة الأعضاء ، حيث تبين عدم صحة ما تم تداوله .. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تم تحديد وضبط القائمة على النشر .. وبمواجهتها أقرت بنشرها تلك الأخبار الكاذبة بغرض زيادة عدد المتابعين لصفحتها والترويج لعملها لتحقيق مكاسب مادية.. وواصلت الجماعة الإرهابية ترويج أكاذيبها وروجت فيديو عبر السوشيال ميديا يدعى فيه أحد الأشخاص انتشار السرقات وأعمال البلطجة أعلى محور عمرو بن العاص بمحافظة الجيزة والزعم بتعرضه وسيدة أخرى كانت متوقفة بسيارتها أعلى المحور لمحاولة سرقة بالإكراه.. وأكدت أجهزة الأمن أنه لم يتم رصد أية بلاغات بنطاق محور عمرو بن العاص فى ذات الشأن ، وتم تحديد الشخص الظاهر بمقطع الفيديو الذى قام باختلاق الواقعة معترفاً بقيامه بذلك بهدف ترويع المواطنين ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله.. كما رصدت أجهزة الأمن تداول فيديو على عدد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الاجتماعى بشأن الإدعاء بتجاوز بعض رجال الشرطة تجاه أحد الأشخاص بإحدى محطات قطارات الوجه القبلى وتبين أيضاً «أن الفيديو قديم وسبق تداوله عام 2013 « وتم توضيح حقيقة الواقعة فى حينه .. وأن إعادة نشر الفيديو يأتى فى إطار مساعى الجماعة الإرهابية لمحاولة إثارة البلبلة. وقالت أجهزة الأمن: إنه أيضاً تم رصد تداول عدد من الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى استعراض ضوابط الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية لسفر العمالة المهنية من السيدات بالخارج .. وتبين أن عناصر الجماعة قامت باجتزاء مضمون الضوابط بما يخالف رؤية وثوابت وزارة الداخلية التى تُكن كامل الاحترام لكافة المواطنين، وأن ذلك يأتى ضمن مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لمحاولة إثارة البلبلة عبر تزييف الحقائق وبث الأكاذيب والشائعات.. كما ادعت الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال مقطع فيديو يظهر فيه أحد الأشخاص قيام قوة أمنية من مركز شرطة البدرشين بالجيزة باقتحام منزله والتعدى على أنجاله والاستيلاء على متعلقاته ليكشف مصدر أمنى حقيقة الواقعة والتى تتمثل فى ضبط نجل ناشر مقطع الفيديو بناءً على إذن صادر من النيابة العامة وبحوزته كمية من مخدر الحشيش وسلاح أبيض وقررت جهات التحقيق حبسه على ذمة التحقيق .. وأن نشر مقطع الفيديو هو محاولة لغل يد الأجهزة الأمنية عن ضبط نجله. إثارة الرأى العام اللواء سميح بشادى مساعد وزير الداخلية الأسبق أكد أن الدولة تواجه الشائعات التى تصدرها كتائب الإخوان الإرهابية والتى تستهدف كل الإنجازات الكبرى والمشروعات لإثارة الرأى العام ، حيث تلجأ الجماعة الإرهابية لبث الأكاذيب والفتن للضغط على الدولة من خلال إثارة الشعب المصرى .. وهو أسلوب الجماعة منذ قديم الأزل واستغلت التقدم التكنولوجى فى بث سمومها من أجل الوصول للقاعدة العريضة من أبناء الشعب لتقوم ببث الشائعات والأكاذيب فى مختلف القطاعات لتغييب وعى المصريين من جانب والضغط والعودة للمشهد من جديد من جانب آخر. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق: أن الشائعات الإخوانية تستهدف كل مقدرات الشعب والدولة المصرية، وأن هناك أدواتٍ عديدة تستخدمها جماعة الإخوان لبث الشائعات ضد الدولة، وهى مجموعة من القنوات الفضائية تُبث من خارج مصر، ومجموعة من اليوتيوبر واللجان الإلكترونية الذين يتولون نشر الشائعات، وعدد من الصفحات والمواقع الإخبارية الإلكترونية، وهى من ضمن مشروع حروب الجيل الرابع، وغيرها من الطرق التى تستخدمها وتمولها أطراف التنظيم الدولى لاستخدامها ضد الدولة.. وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق: أن المعركة مستمرة لمواجهة تلك الأكاذيب ولن تنتهي، وجماعة الإخوان الإرهابية ستظل مناهضة ومعادية للدولة على عكس المعارضة الشريفة التى هدفها صالح الدولة والشعب وليس العكس .. ويظل الشعب المصرى حائد الصد فى مساعدة الدولة والحفاظ على استقرارها من الجماعات المتطرفة. إرادة شعب من جانبه أكد إسلام الكتاتنى الخبير فى شئون الإسلام السياسي: أن التحول الدراماتيكى الذى حدث بسوريا وسقوط حكم بشار الأسد فى أحد عشر يوماً بتوافق وترتيب دولى وباستخدام إحدى الأدوات المنبثقة من عباءة الإخوان لاشك أنها أعطت لهذه الجماعة بمصر ولبقية فروعها بالعالم قبلة حياة وفتحت شهيتها للعودة إلى المشهد من جديد ، حيث تقوم بتأليب الشعب من خلال بث الشائعات والأكاذيب.. واضاف الكتاتني: أن الإخوان لن ينسوا ما فعله الشعب المصرى فى ثورته العظيمة فى الثلاثين من يونيو 2013 بحماية جيش مصر العظيم الذى انحاز كعادته للشعب المصرى وحمى إرادته بالتخلص من حكم هذه الجماعة الخائنة للدين والوطن .. ومنذ تلك اللحظة والجماعة تعمل بكل ما أوتيت من قوة للعمل على إثارة الرأى العام عبر نشر الشائعات والأكاذيب وتتلقى من أجل ذلك تمويل ومساعدة أجهزة استخبارات دولية ترعاها وتخطط لها. وشدد الكتاتنى على أن الجماعة الإرهابية تعمل على زعزعة أمن واستقرار مصر تارة بالمواجهة الأمنية والتى استمرت حوالى 7 سنوات انتهت بالطبع بانتصار الجيش والشرطة البواسل وتارة باستخدام أساليب التحريض وبث الأكاذيب والشائعات فى محاولات يائسة وبائسة لدغدغة عواطف المصريين لكسب تعاطفهم مرة اخرى وحثهم على النزول للشارع لإحداث سيناريو الفوضى والقفز على المشهد مرة اخرى. وأوضح الكتاتني: أن الشائعات زادت بعد 8 ديسمبر الماضى وتوسعت حدة هذه الحملات التحريضية المكثفة للوصول الى هدفهم وأملهم المنشود، لكن وعى الشعب المصرى يظل هو العقبة أمام تلك الحملات التى لم يتأثر بها طيلة السنوات ال 11 الماضية .. وحتماً ستفشل تلك الحملات لأن إدراك المصريين يدعو للفخر والاعتزاز لأنهم يعون جيداً أهداف تلك الحملات.