في قلب الحضارة المصرية القديمة، حيث ترك الفراعنة إرثًا خالدًا من الفنون والعلوم والثقافة، تُعيد لعبة "السنت" التاريخ إلى الحياة، إنها ليست مجرد لعبة، بل نافذة إلى عقول وقلوب الملوك والملكات الذين لعبوها منذ آلاف السنين. واليوم، يقدم المتحف القومي للحضارة المصرية فرصة فريدة لاستكشاف هذه اللعبة التاريخية داخل أروقة الماضي المليء بالأسرار. تعالَ وانضم إلى هذه التجربة المميزة، حيث يلتقي الترفيه بالتاريخ، واستمتع بأنشطة ممتعة في منطقة "كيميت" التي صممت خصيصًا للأطفال لاستكشاف عالم مصر القديمة بطريقة مبتكرة. مفهوم لعبة السنت في مصر القديمة "السنت" هي إحدى أقدم الألعاب التي عرفتها البشرية، حيث يعود تاريخها إلى عصر الفراعنة في المملكة المصرية القديمة حوالي 3100 ق.م. اشتُهرت اللعبة بين الملوك والملكات وارتبطت بمفاهيم روحية ودينية. الكلمة نفسها تعني "العبور" باللغة المصرية القديمة، مما يرمز إلى رحلة الإنسان في الحياة وما بعدها. ** طريقة اللعب وقواعدها لعبة السنت عبارة عن لوح خشبي مستطيل مقسم إلى 30 مربعًا، مُرتبة في ثلاث صفوف متوازية. تحتوي اللعبة على قطع صغيرة تمثل اللاعبين ونردًا يُستخدم لتحريك القطع. الهدف هو تجاوز منافسك في عبور اللوح والوصول إلى آخر المربعات. كانت تُعتبر هذه اللعبة تحديًا فكريًا يتطلب التخطيط والاستراتيجية. ** الدلالات الروحية والرمزية للعبة لم تكن "السنت" مجرد لعبة تسلية، بل حملت أبعادًا روحية، حيث مثّلت رحلة الروح في العالم الآخر. كان يُعتقد أن النجاح في اللعبة يُعد تمثيلًا لانتصار الروح على العقبات في الحياة الآخرة. وقد عُثر على لوحات السنت في المقابر، مما يدل على مكانتها المقدسة عند المصريين القدماء. ** استكشاف لعبة السنت في المتحف القومي للحضارة المصرية يتيح المتحف القومي للحضارة المصرية فرصة مدهشة للتفاعل مع هذه اللعبة الفريدة. ستتمكن من مشاهدة لوحات السنت الأصلية، والاستماع إلى شرح تاريخها وقواعدها، بالإضافة إلى تجربة محاكاة اللعبة باستخدام نسخ حديثة. ** أنشطة للأطفال في منطقة "كيميت" خصص المتحف منطقة "كيميت" لتكون مساحة ترفيهية وتعليمية للأطفال. تشمل الأنشطة ورش عمل لتعليم الأطفال كيفية لعب السنت، الرسم على الألواح الخشبية، وصنع النرد بطرق مستوحاة من تقنيات الفراعنة. هذه الأنشطة تدمج التعليم بالمتعة، مما يجعل الأطفال يستمتعون بالتعلم عن الحضارة المصرية القديمة بطريقة مبتكرة. ** أهمية لعبة السنت في الحاضر رغم مرور آلاف السنين، لا تزال لعبة السنت تُظهر كيف أن المصريين القدماء كانوا مبدعين في ابتكار وسائل للترفيه والفكر. إعادة تقديم اللعبة في المتحف يُسهم في تعزيز الفهم الثقافي والتراثي بين الأجيال الجديدة، ويبرز أهمية التواصل مع الماضي. إن زيارة المتحف القومي للحضارة المصرية ليست مجرد رحلة تعليمية، بل مغامرة تخوضها لتستكشف عظمة الفراعنة. لعبة السنت ليست مجرد لوحة خشبية، بل هي سردٌ للتاريخ وفن التفكير وروح التحدي. انضم الآن إلى عالم الملوك والملكات واكتشف المزيد من الأسرار، ولا تفوّت فرصة مشاهدة البهجة في عيون أطفالك في منطقة "كيميت". اقرأ أيضا|«الملكة نفرت».. رمز الجمال والحنان في الدولة الوسطى