وقد دخل اتفاق وقف الحرب فى غزة حيز التنفيذ.. حيث كانت مصر صاحبة الرؤية الاستراتيجية لهذا الاتفاق، الذى عرضته فى مايو الماضى، ولم تعدم الوسيلة، ولم يهنأ لها بال فى جهود مضنية لوقف الحرب، وتقديم كل الدعم للشعب الفلسطينى.. ليس فقط لشراكة القضية التى ربط القدر بينها وبين مصر.. وانما أيضاً لقدرية مصر فى شراكة كل القضايا العربية، فمصر الكبيرة منذ قرون فرض عليها الموقع والتاريخ أن تخوض الحروب حماية لمنطقة بأكملها.. لم تعلن تبرماً فى يوم من الأيام، ولم تمن على أحد بهذا الدور الذى دفعت مقابله من مقدراتها ودماء أبنائها لإيمانها بعدالة القضية. هى مصر التى تعمل فى صمت وتترك للتاريخ أن يعطى لها حقها، وتكلل جهودها مع أطراف النزاع والقوى الدولية، التى أيقنت نجاعة الدور المصرى، انطلاقاً من الثقة فى الدبلوماسية المصرية وقدرتها على التفاوض الناجح، وفى نفس الوقت لم تقلل من جهود الآخرين بأن تجتزئ أو تنتقص أو تنسب الفضل لها وحدها فى الوصول لاتفاق التهدئة، والذى سترعاه مصر ليصل لبر الأمان.. فهى استطاعت أن تقدم النموذج الفريد فى إقامة السلام العادل القائم على القوة منذ عقود بشهادة أعدائها قبل حلفائها. وإن كان قدر مصر أن تتبنى وترعى شقيقاتها فى المنطقة، فقدرها أيضاً أن تُحارَب من المارقين المتربصين بعين عوراء ناكرى كل الجهود المصرية، ومعاناة الشعب الذى يستوعب الجميع ويتضامن ويتعاطف حتى وقت معاناته الاقتصادية.. فلم يتبرم من استقبال أشقائه على أراضيه، ولم يقصر فى تقديم المعونة بحجة أنه يعانى. لكن الإخوان الإرهابية لا يفوتون الفرصة فى إطلاق أبواقهم لتشويه الدور المصرى، وينسون أنهم يسيئون لأنفسهم أن كانوا يحملون الجنسية المصرية؟! يطلقون الشائعات تارة حول تهجير الفلسطينيين، الذى رفضه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اليوم الأول فى موقف معلن أمام العالم كله، سيسجله له التاريخ بحروف من نور ، ليس فقط لتمسكه بالأرض المصرية، وإنما بحق الشعب الفلسطينى بالعيش على أراضيه.. ناهيك عن جولات التهدئة وتقريب وجهات النظر حتى بين الفصائل الفلسطينية وصولاً لاتفاق لا يحمل المزايدة إلا من أطراف سكنت الجيوب فى البلدان الأجنبية لتطلق نباحها على وطن لفظهم وتبرأ منهم، لتستمر فى قصص لا يختلف اليوم عن أمس وغد، وتسجل مصر الكبيرة قصصاً وملاحم. أعداؤها يزايدون والنصر حليفها.