ماجد الكدواني واحد من أبرز نجوم التمثيل في مصر والوطن العربي، لما يمتلكه من موهبة استثنائية وقدرة فريدة على أداء أدوار متنوعة تمزج بين التراجيديا والكوميديا بمهارة لا تُضاهى. يتميز الكدواني بقدرته على تجسيد أعماق النفس البشرية بحرفية، سواء كان ذلك في لحظات الضحك العفوي أو المشاهد التي تحرك المشاعر. ماجد الكدواني، الذي تخرج فى المعهد العالي للفنون المسرحية، استطاع خلال مسيرته أن يضع بصمته الخاصة في كل عمل يشارك فيه، بداية من أدوار بسيطة تحولت إلى علامات مميزة في السينما والتليفزيون، ما يميزه ليس فقط موهبته الفطرية، بل أيضًا اجتهاده في فهم الشخصية التي يقدمها، ورغبته المستمرة في تقديم الجديد والمختلف. على الرغم من أنه يُعد واحدًا من أفضل ممثلي الكوميديا في مصر، إلا أن أدواره التراجيدية تحمل ثقلًا عاطفيًا كبيرًا، استطاع المزج بين هذين القطبين، ليخرج بأداء متوازن يجعل المشاهد يتعاطف معه ويضحك معه أو يبكي معه في ذات اللحظة. في الكوميديا، استطاع ماجد الكدواني أن يجعل الضحك أداة لتوصيل رسائل إنسانية عميقة، كما رأيناه في أفلام مثل «لا تراجع ولا استسلام» و«طير أنت»، يقدم الكوميديا بشكلٍ راقٍ يخلو من الابتذال، معتمدًا على تعبيراته الجسدية المميزة وطريقة إلقائه الفريدة. أما في التراجيديا، فقد برع في تقديم أدوار شديدة العمق والإنسانية، مثل دوره في فيلم «هيبتا»، حيث استطاع أن ينقل مشاعر الحب والفقد والتأمل في الحياة بطريقة لامست قلوب الجمهور. مع عرض الجزء الثالث من مسلسل «موضوع عائلي»، أثبت الكدواني مرة أخرى قدرته على جذب المشاهدين بشخصية «إبراهيم»، التي أصبحت من أكثر الشخصيات المحبوبة في الدراما المصرية، في هذا العمل، استطاع أن يوازن بين روح الدعابة الخفيفة التي تُدخِل البهجة على القلوب، وبين لحظات إنسانية عميقة تجسد صراعات الأسرة والحب غير المشروط للأب تجاه أبنائه. إن نجاح «موضوع عائلي» لا يعود فقط إلى القصة الدافئة، بل إلى الأداء الفريد لماجد الكدواني، الذي نجح في أن يجعل كل مشهد ينبض بالمشاعر الصادقة. ماجد الكدواني ليس مجرد ممثل بارع، بل هو نموذج للفنان الذي يحترم مهنته وجمهوره. يختار أدواره بعناية، ويضع بصمة خاصة على كل عمل يقدمه، استطاع أن يكون قريبًا من قلوب الجماهير بمصداقيته وعفويته، ما جعله رمزًا للفن المصري الراقي. يظل هذا النجم المتوهج علامة مضيئة في تاريخ الفن المصري، ونموذجًا للفنان الذي يجمع بين الموهبة الحقيقية والالتزام بقضايا إنسانية واجتماعية عميقة، ومع كل عمل جديد يقدمه، يثبت أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل رسالة تنبض بالصدق والإبداع.