ارتبطت وفاة الملكة حتشبسوت، إحدى أعظم حاكمات مصر القديمة، بنظريات تاريخية مثيرة للجدل زعمت أن الملك تحتمس الثالث قتلها للوصول إلى الحكم، إلا أن الاكتشافات الأثرية الحديثة، التي أزيح عنها الستار في منطقة الدير البحري بالأقصر، قد كشفت الحقيقة أخيرًا. ويروي لنا الدكتور محمد علي حسن، الباحث الأثري وعضو مؤسسة زاهي حواس لتراث الآثار، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن دكتور زاهي حواس أعلن في آخر كشف له أن تحتمس الثالث بريء من تلك الاتهامات، وأن الملكة حتشبسوت ماتت متأثرة بالسرطان، بينما كان الاثنان يتشاركان الحكم لسنوات طويلة في انسجام. اقرأ أيضاٌ | كشف أثري جديد| تفاصيل اكتشاف بقايا معبد الملكة حتشبسوت في الأقصر في هذا التقرير، نتناول حياة الملكة حتشبسوت، وعلاقتها بزوجها، إنجازاتها، وكيفية وفاتها، مستندين إلى أبرز الاكتشافات الأثرية الحديثة والتصريحات العلمية. 1- الملكة حتشبسوت: حياتها وحبها لزوجها - حتشبسوت زوجة وفية، كانت الملكة حتشبسوت زوجة للملك تحتمس الثاني، وجمعتها به علاقة مميزة استندت إلى الحب والواجب السياسي، النقوش التي وُجدت في معبدها الشهير بالدير البحري تعكس دورها كملكة داعمة وزوجة محبة. - دورها بعد وفاة زوجها، بعد وفاة الملك تحتمس الثاني، وجدت حتشبسوت نفسها وصية على العرش نيابة عن ابنه الصغير تحتمس الثالث، لم تكتفِ بهذا الدور، بل أعلنت نفسها فرعونًا، لتكون من أوائل النساء اللواتي حكمن مصر القديمة بشكل رسمي. 2- تصريح الدكتور محمد علي حسن كشف الحقيقة - دحض النظريات القديمة، صرح الدكتور محمد علي حسن، الباحث الأثري وعضو مؤسسة زاهي حواس لتراث الآثار، أن النظريات التي كانت تزعم أن تحتمس الثالث قتل حتشبسوت غير صحيحة. وقال: "الاكتشافات الحديثة تؤكد أن تحتمس الثالث لم يكن عدوًا لحتشبسوت، بل كان شريكًا لها في الحكم لمدة تجاوزت العشرين عامًا". - دور النقوش في تأكيد البراءة: أوضح الدكتور محمد علي حسن، أن النقوش المكتشفة في معبد الدير البحري تُظهر أن تحتمس الثالث قام بترميم معبد حتشبسوت بعد وفاتها، دليلًا على احترامه الكبير لها، مما ينفي أي اتهامات بقتلها أو التآمر ضدها. 3- إنجازات الملكة حتشبسوت في فترة حكمها - مشاريع معمارية خالدة: معبد الدير البحري أبرز مشاريعها المعمارية، والذي يعد تحفة فنية ومعمارية مذهلة. المسلات: أمرت ببناء العديد من المسلات التي لا تزال شاهدة على براعة الهندسة المصرية القديمة. - البعثات التجارية: أرسلت الملكة بعثة شهيرة إلى بلاد بونت، والتي وثقت في النقوش كمثال على ازدهار التجارة خلال حكمها. 4- مرض الملكة حتشبسوت ووفاتها - المعاناة مع السرطان، أثبتت الدراسات الحديثة أن الملكة حتشبسوت توفيت نتيجة إصابتها بسرطان العظام، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل السمنة والسكري. - تفاصيل وفاتها:أوضح الدكتور محمد علي حسن، أن التحاليل الطبية الحديثة لمومياء الملكة كشفت عن تدهور حالتها الصحية، مما جعل وفاتها طبيعية وليست ناتجة عن مؤامرة أو اغتيال. 5- علاقة تحتمس الثالث بالملكة حتشبسوت - شراكة في الحكم: وفقًا للدكتور زاهي حواس، حكم الثنائي حتشبسوت وتحتمس الثالث معًا في انسجام كنظام حكم ثنائي، على عكس النظريات القديمة التي تحدثت عن صراع بينهما. - ترميم الآثار: صرح الدكتور محمد علي حسن أن اهتمام تحتمس الثالث بترميم آثار حتشبسوت، مثل معبدها بالدير البحري، دليل على الاحترام والتقدير الذي كان يكنه لها. 6- الاكتشافات الحديثة: أهمية التصحيح التاريخي - أهمية الاكتشافات: أكد الدكتور زاهي حواس أن هذه الاكتشافات تساهم في تصحيح مفاهيم خاطئة حول التاريخ المصري القديم. - دور الباحثين: أشاد الدكتور محمد علي حسن بجهود فريق البحث في منطقة الدير البحري، التي ساهمت في تغيير نظرة التاريخ لعلاقة تحتمس الثالث بالملكة حتشبسوت. 7- الدروس المستفادة من حياة الملكة حتشبسوت دور المرأة في القيادة: أظهرت حتشبسوت قدرة النساء على تحقيق إنجازات عظيمة في مجالات السياسة والاقتصاد. التاريخ والتوثيق: تبرز قصة حتشبسوت أهمية النقوش والاكتشافات الأثرية في كشف الحقائق. التعايش والتعاون: تعلمنا شراكتها مع تحتمس الثالث أن القيادة المشتركة قد تكون مفتاحًا للنجاح والاستقرار. اقرأ أيضاٌ | زاهي حواس: معبد حتشبسوت يغير فهمنا لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة وتعد قصة الملكة حتشبسوت واحدة من أعظم القصص في تاريخ مصر القديمة، من خلال الحب، الحكم، المرض، والموت، تظل حتشبسوت رمزًا للمرأة القوية والحاكمة العظيمة، ومع تأكيد براءة تحتمس الثالث من الاتهامات التاريخية، تسلط الاكتشافات الأثرية الضوء على علاقة مميزة بين اثنين من أعظم حكام مصر القديمة، وتعيد كتابة فصل هام من تاريخ الحضارة المصرية.