أصبحت منطقة جرينلاند، محط أنظار العالم بعد تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بشأن الاستحواذ عليها، وضمها للولايات المتحدة بعد تنصيبه في 20 يناير الجاري. فجّرت هذه التصريحات جدلاً عالميًا حول السيادة والهوية الوطنية لسكان البلد التي تعد جزءًا من الدنمارك والواقعة في القطب الشمالي، خاصة في ظل رغبة سكان منطقة جرينلاند في تقرير مصيرهم بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، فرغم أن القليل في سكان المنطقة يرون فائدة في عرض الاستحواذ الأمريكي، إلا أن الانتماء للدنمارك ليس مرغوبًا بالإجماع أيضًا، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. اقرأ أيضًا| فيديو| الدنمارك مستعدة للتحدث مع ترامب بشأن منطقة جرينلاند القطبية الشمالية ◄تصريحات ترامب وردود الفعل الدولية تصريحات دونالد ترامب، التي لوّح فيها باستخدام القوة العسكرية أو الرسوم الجمركية للسيطرة على منطقة جرينلاند، أثارت استياءً كبيرًا، فيما أكد رئيس وزراء جرينلاند، موتي إيجيدي، على أن الجزيرة "ملك لسكانها"، بينما حذرت فرنسا وألمانيا من العواقب المحتملة في ظل الضغوط المالية، يرى الكثير أن هذه التصريحات قد تزيد من تعقيد العلاقات الدولية والإقليمية. iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="400" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/IXRAS7bsdaQ" title="ترامب يرفع "عصا الجمارك" لحماية الدولار" width="600" ◄ترامب جونيور في جرينلاند.. زيارة جدلية بوعود زائفة أعادت زيارة ترامب جونيور إلى منطقة جرينلاند الجدل إلى الواجهة، بعد تعهده ب"جعل جرينلاند عظيمة"، الأمر الذي اعتبره السكان محاولة لاستغلال الضغوط المالية والسياسية التي يواجهونها، بجانب تصريحات ترامب التي كانت بالنسبة للكثيرين "مستفزة"، وأثار مشاعر القلق والغضب، خاصة مع إدراكهم لاحتمالية تدخل خارجي في شؤون بلادهم. فمنذ أن كانت منطقة جرينلاند مستعمرة دنماركية وحتى حصولها على الحكم الذاتي عام 2009، مرت المنطقة بمراحل تاريخية معقدة، فالاستحواذ عليها من قبل الولاياتالمتحدة خلال الحرب العالمية الثانية كان مثالًا على أهميتها الجيوسياسية، ومع الضغوط المالية الحالية، يتساءل السكان عن كيفية تحقيق الاستقلال الكامل دون التضحية بالاستقرار. اقرأ أيضًا| رسوم ترامب للنقل.. «رهان محفوف بالمخاطر» على مستقبل نيويورك ◄أصوات السكان: «جرينلاند ليست للبيع» في عام 2019، أُجري استطلاع رأي، أظهر أن 67.7% من سكان منطقة جرينلاند يرغبون بالاستقلال عن الدنمارك يومًا ما، ومع ذلك، تواجه الجزيرة تحديات مالية كبيرة ربما تجعل استقلالها صعب المنال، حيث قال السكان «بلادنا ليست للبيع»، بهذه العبارة أعرب سكان منطقة جرينلاند عن رفضهم القاطع لمخططات الاستحواذ الأمريكية. فضلا عن أنهم يخشون أن تؤدي هذه المحاولات إلى انقسام مجتمعي، أو أن تصبح بلادهم على صعيد هذه التصريحات الجدلية، ساحة لصراعات القوى العالمية التي قد تهدد استقرارهم، لتجد اليوم منطقة جرينلاند نفسها في قلب جدل عالمي حول السيادة والاستقلال، بحسب الصحيفة البريطانية ذاتها. كما أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن إمكانية الاستحواذ على منطقة جرينلاند، ردود فعل متباينة بين سكانها، معربين أن معاملتهم كسلعة تجارية أو ممتلكات تُباع وتشترى "أمر يحط من إنسانيتهم" على حد وصفهم، وقال أحد السكان "إن هذا الوضع يعيد ذكريات مؤلمة من تاريخ الاستعمار"، مشيرًا إلى أن الحديث عن "صفقات عقارية" يُسلبهم حقهم في تقرير مستقبلهم وسط التحديات التي يواجهونها كأقلية ثقافية. مع وجود أربعة أطفال، يتساءل أحد الآباء عن أفضل مستقبل لعائلته في منطقة جرينلاند: "نحتاج لتحديد مسارنا الخاص، خصوصًا في مجالات الرعاية الصحية والتعليم"، مضيفًا أن النموذج الدنماركي قدّم دعمًا مهمًا، لكنه يرى أن استقلال جرينلاند سيتيح لهم بناء نظام يلبي احتياجاتهم الخاصة بعيدًا عن أي وصاية خارجية. اقرأ أيضًا| صحيفة أمريكية: ضم ترامب لجرينلاند سيعني نهاية الناتو ◄حلم الشراكة المتكافئة «نريد أن نتاجر مع العالم بشكل مستقل»، هكذا أعرب أحد سكان منطقة جرينلاند عن تطلعاته، حيث يرى السكان أن موارد الجزيرة وإمكاناتها تؤهلها لتكون مستقلة اقتصاديًا، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الدول الأخرى، فيما يتطلب استقلال جزيرة جرينلاند استثمارًا ذكيًا في مواردها الطبيعية بعيدًا عن أي تدخلات قد تُضعف سيادتها. يشعر سكان منطقة جرينلاند بقلق عميق على ثقافتهم وتقاليدهم في ظل أي استحواذ محتمل، قائلين: «طبيعتنا الجميلة وثقافتنا الغنية ليست للبيع»، بينما يأمل البعض في اتفاقيات أفضل مع الولاياتالمتحدة مقارنة بعلاقتهم مع الدنمارك، يعرب آخرون عن مخاوفهم من التبعية لأي قوة عظمى. واختصر أحد سكان منطقة جرينلاند رؤيته لمستقبل الجزيرة قائلًا: «قبل أي خطوة نحو الاستقلال، يجب أن تكون مواردنا تحت سيطرتنا»، ويرى أن الجزيرة بحاجة إلى تعزيز استقرارها المالي وتطوير قدراتها البشرية لضمان استقلال مستدام، والسيطرة على الموارد الطبيعية تُعتبر حجر الأساس لتحقيق تطلعات سكان المنطقة.