فى هذا العام من الممكن أن تحدث تطورات مهمة للغاية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، سيكون لها تداعيات كبيرة ليس فقط على الفلسطينيين أنفسهم، بل أيضًا على الدول المجاورة إذا لم تتواجد إرادة أمريكية لوقف حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل فى غزة. فبعد مرور ما يقرب من 15 شهراً على الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى خلصت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إلى أنها تشكل إبادة جماعية، فمن غير الواضح كيف سيتطور الوضع فى القطاع المحاصر. على الرغم من أن الرئيس المنتخب ترامب أشار لرغبته فى أن تنتهى الحرب بحلول الوقت الذى تبدأ فيه ولايته الثانية فى 20 يناير ورغم أن الحديث مازال مستمراً عن مفاوضات الهدنة إلا أنه لا يوجد ضمان بتنفيذ وقف إطلاق نار دائم. ومع أن إدارة ترامب الجديدة تأتى إلى السلطة وهى تسعى للحد من التركيز على الشرق الأوسط الذى ميز السياسة الخارجية والعسكرية الأمريكية منذ سبتمبر 2001، إلا أن هذا لا يعنى أنها يمكنها تجاهل الصراع المستمر فى غزة أو العمليات العسكرية الإسرائيلية فى لبنان وسوريا. فأى أمل فى استقرار الشرق الأوسط يتطلب إنهاء القتال فى غزة، الذى استحوذ على اهتمام الرأى العام فى المنطقة وخارجها. وتعرف أنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون بين إسرائيل والدول العربية بينما تستمر المذبحة هناك. وغزة أيضًا هى الذريعة التى يستخدمها الحوثيون لمواصلة هجماتهم الصاروخية من اليمن، على إسرائيل وعلى الملاحة الدولية فى البحر الأحمر. أحد المخاوف المطروحة هو أن تميل إدارة ترامب إلى الحل السهل وهو تدعيم خطط نتنياهو واليمين المتطرف فى ضم الضفة الغربيةوغزة، حيث يتم تطهير الفلسطينيين فى الضفة الغربية عرقياً وإجبارهم على العيش فى الأردن، ويتم تهجير سكان غزة. ومن الممكن أن يؤدى مثل هذا السيناريو بسهولة إلى إثارة اضطرابات كبيرة فى المنطقة. رغم تحذير المراقبين من أن هذه السياسة غير المشروطة المؤيدة لإسرائيل التى اتبعها ترامب من قبل يمكن أن تأتى بنتائج عكسية، وستؤدى إلى تفاقم التوترات وعدم الاستقرار فى المنطقة!!