« أخبار اليوم » تنشر تفاصيل المخطط العام لإعادة تأهيل وتطوير وسط القاهرة 3800 غرفة فندقية و15ألف متر مربع مساحات خضراء مؤمن عطاالله مشروعات تطوير عملاقة وغير مسبوقة تشهدها منطقة «وسط البلد» حاليًا، وتهدف إلى إعادة الوجه التاريخى والحضارى لكل المواقع التراثية فى المنطقة وتحويلها إلى مزارات ومقاصد سياحية. تضم القاهرة الخديوية كنوزًا تراثية عظيمة مبنية على الطراز المعمارى الأوروبى الفريد، وهو ما جعل الدولة المصرية تسعى بكل قوة لإنجاز مشروع التطوير لتحسين صورة المنطقة البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية، وذلك بالحفاظ على واجهات مبانيها المميزة وإزالة التشوهات التى لحقت بها، بالاضافة إلى تنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب حضاري. ويشمل مخطط التطوير مساحات مفتوحة وخضراء تمتد على أكثر من 15 ألف متر مربع، بالإضافة إلى توفير نحو 2600 غرفة فندقية و1200 شقة فندقية جديدة، فضلًا عن تنفيذ 10 آلاف متر مربع لوجهات ثقافية جديدة، وهذه الخطة الطموحة التى تستهدفها الدولة تعمل على استغلال الاصول التراثية بشكل أمثل لتحويل المنطقة إلى متحف مفتوح. واجهات المبانى ويراعى التطوير الحفاظ على واجهات المبانى المميزة وإزالة كل التشوهات التى لحقت بها، واقتصار السير فى بعض الشوارع الداخلية على حركة المشاة ومنع السيارات، مع استمرار تطوير واجهات العقارات، ومنع الباعة الجائلين وإزالة الإشغالات فى تلك المواقع، وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة، وتطوير أعمال الإضاءة بالشوارع لإضفاء طابع جمالى جذاب، مع توفير مسارات آمنة لذوى الاحتياجات الخاصة. ومؤخرًا ظهرت العقارات التى انتهت الدولة من ترميمها بشكل جمالى أعاد للأذهان شكلها منذ 150 عامًا، وهو ما ظهر جليًا بميدان طلعت حرب بعد اكتمال ترميم كل واجهات العقارات المطلة عليه، كما شهد شارع قصر النيل أعمال تطوير موسعة لتشمل كافة العقارات حتى ميدان الأوبرا، ويجرى ترميم العقارات على غرار ما تم تنفيذه بميدان التحرير لتظهر العقارات فى صورة تحف فنية رائعة. مربع الوزارات كما أن مشروع التطوير تضمن إعادة توظيف مربع الوزارات بمنطقة وسط البلد، حيث يتضمن 6 مناطق يُمكن طرحها مرحلياً، وتضم عدة مبان ذات طابع مميز، من بينها مبنى وزارة العدل، ومقر وزارة التربية والتعليم، ومبنى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومقر الهيئة العامة للتخطيط العمراني، ومبنى وزارة التموين والتجارة الداخلية، ومقر وزارة الإنتاج الحربي، بالاضافة إلى مبنى وزارة الموارد المائية والرى ومبنى وزارة الخارجية بكورنيش النيل، ومبنى وزارة التنمية المحلية بجاردن سيتي، ومبنى وزارة السياحة والآثار بالزمالك، وسيتم استغلال العديد من هذه المبانى كفنادق. وتضمنت خطة التطوير أيضًا إحياء حديقة الأزبكية التراثية وميدان الأوبرا والمنطقة المحيطة، بهدف إعادة رونق هذه المنطقة الحضارية التاريخية، والقضاء على الظواهر العشوائية غير المخططة، إلى جانب تطوير واجهات مبنى جراج الأوبرا والمبنى الإدارى لمحافظة القاهرة، مع إضفاء روح الحداثة والاعتماد على خامات صديقة للبيئة، إضافة إلى تطوير ميادين وسط البلد، ومنها عرابى وطلعت حرب، ووضع ميدان مصطفى كامل وشارع محمد فريد والأوبرا فى خطة التطوير، مع استمرار أعمال تطوير مشروع ممشى أهل مصر. أبراج النيل ونجحت الدولة فى تنفيذ مشروع أبراج النيل «مثلث ماسبيرو» الذى يتكون من 3 أبراج سكنية على مساحة إجمالية 4500 متر مربع ، و3 بدرومات سعة 1272 سيارة، ويتكون كل برج من 30 دورًا بإجمالى 774 وحدة للبرج، وبأعلى كل برج عدد 2 فيلا بمساحات 5250 متر للفيلا. وأوضح د.إبراهيم صابر خليل محافظ القاهرة أنه تم بمنطقة القاهرة الخديوية خلال الفترة الماضية تجديد واجهات 300 عقار مُميز، إلى جانب تطوير 5 ميادين و10 شوارع، وتم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير كورنيش النيل والممشى السياحي. وأضاف المحافظ أنه تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية ضمن أعمال تطوير منطقة القاهرة الخديوية، والتى شهدت صيانة وتأهيل 32 عقاراً طبقاً لاشتراطات الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، وذلك فى شارع قصر النيل بالمنطقة الواقعة بين ميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل شاملة العقارات المطلة على الميادين، إلى جانب تطوير واجهات المحال التجارية أسفل العقارات، وإنارة واجهات العقارات على غرار العقارات المطلة على ميدان التحرير، بالإضافة إلى إزالة الإشغالات، وعرض صوراً تعكس أعمال التطوير بالمرحلتين. كما استعرض محافظ القاهرة مخطط المرحلتين الثالثة والرابعة المقترحتين من أعمال تطوير منطقة القاهرة الخديوية، بما فى ذلك المسار الخاص بتلك المراحل، حيث تمتد المرحلة الثالثة من شارع طلعت حرب بين ميدانى طلعت حرب والتحرير، فيما تمتد المرحلة الرابعة من ميدان طلعت حرب مروراً بشارع طلعت حرب حتى تقاطعه مع شارع 26 يوليو، بالإضافة إلى أعمال صيانة ميدان التحرير للحفاظ على رونقه،وتطوير منطقة الألفى التى تضم 500 عقار مقامة على الطراز الأوروبى منذ أكثر من 150 عامًا، بالتزامن مع توحيد واجهات المحال الموجودة بها، بعد إزالة البروز والتعدى على الأرصفة. وجهة سياحية وعلى صعيد متصل، قال المهندس محمد أبو سعده رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى إن مشروع تطوير القاهرة الخديوية يهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية، مع تعزيز رونق العاصمة التاريخى والحضارى وتحسين الصورة البصرية وتنسيق الفراغ العام. اقرأ أيضًا| وزيرة التضامن تتابع تداعيات حريق منشية ناصر.. وتوجه بصرف التعويضات اللازمة وأضاف رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى أن منطقة القاهرة الخديوية لها طبيعة خاصة وتستوجب حمايتها ويغلب على النسيج العمرانى للمنطقة قيم عمرانية متميزة يجب الحفاظ عليها من حيث الاشتراطات البنائية كالارتفاعات وألوان المباني، والنسبة البنائية والتصميم العمرانى لها. وأكد أبو سعده أن القاهرة الخديوية تمتلك مبانى ذات طابع معمارى مميز وتاريخي، ومرتبط بأحقاب زمنية بعيدة منذ نهاية القرن التاسع عشر، لافتًا إلى أن الجهاز سيواصل العمل بشكل مكثف فى مشروع تطوير القاهرة الخديوية لإعادة القاهرة لسابق عصرها كواحدة من أهم وأكبر المدن التراثية فى العالم. الهوية العمرانية ومن جانبه قال المهندس طارق الخبيرى حماد خبير التنمية العمرانية إن الحفاظ على الهوية العمرانية ليس رفاهيه بل هو جزء من هوية المجتمع وإرثه الثقافي، وتطوير القاهرة الخديوية يبدأ من كوبرى قصر النيل وحتى العتبة، وسميت بهذا الاسم لأن الفكرة بدأت من زيارة الخديوى إسماعيل لباريس سنة 1867 وهناك طلب من نابليون الثالث أن يقوم المخطط العمرانى الفرنسى «هاوسمان» الذى صمم باريس بتحويل القاهرة لقطعة من باريس وأطلق عليها بعد الانتهاء «باريس الشرق» حيث نافست القاهرة أجمل مدن العالم وتفوقت من حيث فن التخطيط والمعمار الذى مازال قائم آثاره حتى الآن. من جانب آخر تواصل أجهزة محافظة القاهرة مخاطبة المحال التجارية بوسط البلد لإزالة البروز واللافتات وتعديلها وفقا لتوجيهات جهاز التنسيق الحضارى، وذلك من خلال تسليم المحال الشكل الذى سيتم التنفيذ عليه. وتسلم صندوق مصر السيادى ملكية 13 مبنى لوزارات الخارجية والعدل والمالية والتربية والتعليم والصحة والسكان والتنمية المحلية، والنقل والسياحة والآثار والإنتاج الحربى والتموين والتضامن الاجتماعى والإسكان، إضافة إلى 3 عقارات رئيسية تشمل مبنى مجمع التحرير، ومبنى وزارة الداخلية وأرض الحزب الوطنى المنحل، بالإضافة إلى العديد من المبانى الأخرى. وكجزء من التطوير خُصصت مساحات واسعة لإنشاء «جراجات» متعددة الطوابق لتخفيف الازدحام المرورى، بالإضافة إلى إعادة تأهيل بعض المبانى التراثية التى تحتاج إلى صيانة لضمان استدامتها، فضلًا عن الشقق الفندقية التى ستكون إحدى الركائز الأساسية للنمو السياحى فى المنطقة.