4 قنابل فجَّرها الرئيس ترامب فى وجه «حلفائه» فى تصريحات أطلقها قبل أيام من توليه السلطة رسميًا. القنبلة الأولى: التلويح باستخدام القوة لاستعادة السيطرة على قناة بنما التى تخدم أغراضًا استراتيجية لأمريكا، حيث تسهل حركة قواتها البحرية من السواحل الشرقية للغربية ولمسرح العمليات بالمحيط الهادئ، وهو السبب الذى بنت أمريكا من أجله القناة أوائل القرن العشرين، قبل أن تتخلى عنها لبنما فى عهد الرئيس كارتر، ويرى ترامب أن القناة تفرض رسومًا زائدة على السفن الأمريكية، وتنصاع لسيطرة الصين، التى تدير بالفعل ميناءين فى القناة. القنبلة الثانية: التهديد بالاستيلاء على جزيرة «جرينلاند» الدنماركية، الغنية بالموارد والمعادن النادرة، والتى تعتبر مفتاحًا لأمن أمريكا، حيث تُمكِّنها من صد أى هجوم محتمل، فيما يمنح السيطرة عليها موطئ قدم لمهاجمة أمريكا، وهو ما دفع أكثر من رئيس لعرض شراء الجزيرة آخرهم ترامب الذى هدد باستخدام القوة والرسوم الجمركية إذا قاومت الجزيرة طموحاته. القنبلة الثالثة: إجبار كندا بالضغوط الاقتصادية على أن تصبح ولاية أمريكية، ويرى ترامب أن الدفاع عن كندا يثقل كاهل أمريكا والحدود بينهما «خط مرسوم بشكل مصطنع»، وأعلن أنه سيستخدم الرسوم الجمركية لعرقلة قدرة كندا على تجميع السيارات وبيعها فى أمريكا. القنبلة الرابعة: تهديد دول «الناتو» بالانسحاب من الحلف ما لم يرفعوا إنفاقهم الدفاعى من 2 إلى 5٪ من الناتج المحلى الإجمالى. هذه التصريحات يراها البعض فرقعات إعلامية لرجل أعمال يهدف للحصول على صفقات أفضل مثلًا خصم للسفن الأمريكية التى تمر عبر قناة بنما، وزيادة قدرة واشنطن على الوصول لموارد جرينلاند، واتفاقية تجارية جديدة مع كندا تفيد الشركات الأمريكية، وإجبار دول الناتو على تحمل جزء أكبر من الإنفاق الدفاعى للحلف، ولكن المخيف أن التصريحات أيضًا تكرس مبدأ استخدام القوة لملاحقة المصالح الوطنية ضد الأطراف الأضعف، حتى لو كانت حليفة، وهو مؤشر سيىء للطريقة التى سيُدير بها ترامب الصراعات العالمية الساخنة، ومنها حربا غزة وأوكرانيا.