بعد طرد اليهود من المدينةالمنورة فى وجود الرسول صلى الله عليه وسلم (عام 627 م)، تم للمسلمين فتح بيت المقدس فى عهد عمر بن الخطاب. فى عام 16ه 636 ميلادية، وسافر الفاروق إلى القدس لتسلم مفاتيح المدينة. من شوال 15 ه، الموافق نوفمبر 636 م إلى ربيع الأول 16 ه، الموافق أبريل 637 م.. وقد سمح ابن الخطاب لليهود والمسيحيين بالبقاء فيها، حيث وضع عمر رضى الله عنه عهدة بينه وبين أهل إيلياء، وهى العهدة العمرية التى أعطاهم فيها الأمان على أنفسهم وأموالهم فى تلك الأرض، وظلت هذه العهدة قائمة طوال فترة الخلافة الإسلامية.. وبعدها بدأ تشتت اليهود فى أنحاء العالم القديم. فهاجر كثيرون منهم إلى الشام (فلسطين والأردن ولبنان وسوريا) والعراق. واستقروا فى مدن مثل القدس وطبريا وصفد. واستمرت الأحوال بهم وهم على حالهم فى المناطق التى رحلوا إليها من تآمر ومحاولات مستمرة للسيطرة على المال والسيطرة به على مقاليد الأمور هنا وهناك، وهو ما عرضهم دائما للكراهية والنبذ والتمييز خاصة فى مجتمعات أوروبا،عكس ماتمتعوا به فى مناطق الخلافة الإسلامية ؛ففى الخلافة الأموية (661-750 م) كان اليهود يعتبرون أهل ذمة، أى يحظون بحماية الدولة الإسلامية مقابل دفع الجزية والخضوع لبعض القيود، حيث كان على اليهود ارتداء ملابس مميزة وعدم بناء كنائس جديدة، وعدم ممارسة طقوسهم الدينية بشكل علنى.. وكان هناك تعاون بين اليهود والمسلمين فى مجالات التجارة والثقافة. كما يذكر برنارد لويس فى «تاريخ اليهود فى العالم الإسلامى». وكانت الخلافة العباسية (750-1258 م) أكثر تسامحًا مع اليهود، وسمحت لهم بالتعبير عن ثقافتهم وديانتهم بحرية أكبر، بل كان هناك تعاون فكرى بين اليهود والمسلمين فى مجالات الفلسفة والطب والرياضيات. وشغل بعض اليهود مناصب حكومية مهمة، مثل وزير المالية فى عهد الخليفة هارون الرشيد.. وتستمر الرحلة.