فى الوقت الذى بدأت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية الاحتفالات السنوية بذكرى ميلاد أيقونة الدفاع عن الحقوق المدنية المنتمى لأصول إفريقية، مارتن لوثر كينج والتى يخصص شهر يناير كله للاحتفال بدأت الاحتفالات هذا العام تأخذ منحنى مختلفًا حيث يدور نقاش موسع فى أمريكا هذه الأيام عن بعض الشخصيات التى لعبت دورًا مهمًا فى حياة مارتن لوثر كينج وتأثر بها فى حياته من عائلته وأقرب أصدقائه ومع ذلك يتم تجاهلها وعدم تسليط الضوء عليها.. كان مارتن لوثر كينج ناشطًا اجتماعيًا ووزيرًا معمدانيًا، لعب دورًا رئيسيًا فى حركة الحقوق المدنية الأمريكية من منتصف الخمسينيات حتى اغتياله فى عام 1968. وإذا لم يكن كينج بطلًا خارقًا، كما تقول إحدى الناشطات: «فقد كان إنسانًا خاطر بحياته من أجل قضية أكبر. ومثلنا تمامًا، تأثّر بالبعض وأثّر فى آخرين، والبداية من مجتمعه الأصغر، أسرته والمدينة التى ولد فيها». اقرأ أيضًا| بلينكن: «الدعم السريع» ارتكبت إبادة جماعية بالسودان والدة مارتن لوثر كينج هى ألبرتا كريستين ويليامز كينج ابنة قادة كنيسة إبنيزر المعمدانية، وقد اعتقدت أنه يمكن محاربة العنصرية من خلال المسيرات والمقاطعات، وكانت واحدة من أوائل أعضاء الرابطة الوطنية لحقوق الملونين، وعضوة نشطة فى جمعية الشابات المسيحيات المعنية بمكافحة العنصرية وتحقيق المساواة والعدل، وكذلك عضوة فى الرابطة الدولية للسلام والحرية.. ورغم أن مارتن نفسه تحدث كثيرًا عن تأثير والدته على تطوره الأخلاقى، واصفًا إياها بأنها «أفضل أم فى العالم»، فإن الكثيرين لا يعرفون حتى اسمها. وقد كانت ألبرتا كريستين مغنية وعازفة موسيقية ودربت مئات الطلاب، ونالت درجة البكالوريوس، بالإضافة إلى شهادة تدريس.. وكانت تخطط لأن تصبح معلمة قبل أن تلتقى بزوجها، ليصبح عليها ترك حياتها المهنية لأن تسع ولايات أمريكية فى ذلك الوقت كانت تحظر على النساء المتزوجات التدريس. وقد أنجبت ألبرتا أطفالها الثلاثة فى المنزل، بدلًا من المستشفى الذى كان من الممكن أن تقابل فيه بالعنصرية وسوء المعاملة، كما كان سائدًا مع الملونين، فى ذلك الوقت. وفقدت اثنين من أطفالها قبل وفاتها المفاجئة، إذ قُتلت فى الكنيسة على يد شاب قال إن مهمته هى قتل جميع المسيحيين، وأطلق عليها النار فى ظهرها بينما كانت تعزف فى الكنيسة التى أصبح مارتن لوثر كينج مسئولًا عنها، قبل اغتياله فى الرابع من أبريل 1968 فى التاسعة والثلاثين من عمره، بعد أن أرسى خيار المقاومة السلمية إزاء الإساءات المادية والمعنوية التى كان يتعرض لها الأفارقة الأمريكيون. يعد خطاب مارتن لوثر كينج «لدى حلم» هو أشهر جزء من كتاباته، حيث قام بتأليف عدة كتب منها «خطوة نحو الحرية: قصة مونتجمرى»، «لماذا لا نستطيع الانتظار؟»، «قوة الحب»، «إلى أين نذهب من هنا: الفوضى أم المجتمع؟» و«بوق الضمير» الذى نُشر بعد وفاته مع مقدمة بقلم كوريتا سكوت كينج.