ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الإثنين،أن القوات الأوكرانية شنت هجومًا جديدًا في منطقة كورسك بغرب روسيا، فيما يبدو أنه جهد لاستعادة زمام مبادرة استهلوها هناك في الصيف الماضي بينما يكافحون لإحباط الهجمات الروسية المتواصلة في شرق أوكرانيا في نفس الوقت. وأفادت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي حول هذا الملف - أن هجوم القوات الأوكرانية كان مفاجئًا حيث قامت مؤخرًا بتوغل مفاجئ مكنَّها من الاستيلاء على حوالي 500 ميل مربع في منطقة كورسك قبل أن تنجح روسيا لاحقًا في استعادة حوالي نصف المنطقة. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأحد إن القوات الأوكرانية شنت هجومًا كبيرًا جديدًا يضم دبابات ومعدات إزالة الألغام وما لا يقل عن اثنتي عشرة مركبة مدرعة، وأكدت أن قواتها أحبطت الهجوم. ورفض الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون في المنطقة وتم الاتصال بهم هاتفيا من جانب الصحيفة مناقشة العمليات المستمرة بخلاف القول إن أوكرانيا شنت هجومًا في أجزاء من منطقة كورسك وأن القتال العنيف كان على أشدة هناك بينما أعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية مساء أمس الأحد أن المنطقة شهدت 42 "اشتباكًا قتاليًا" خلال ال 24 ساعة الماضية ومازال هناك 12 اشتباكًا قائمًا . وقال محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون - في مقابلة مع مراسل الصحيفة- إن الهجمات الأخيرة قد تكون محاولة متعمدة للتضليل لإجبار القوات الروسية على تعزيز دفاعاتها هناك على أمل إضعافها على خط المواجهة في الأراضي الأوكرانية. وأبرزت "واشنطن بوست" أن القوات الروسية تواصل تحقيق مكاسب باهظة ولكنها ثابتة في إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال جنود ومسئولون أوكرانيون إنهم يسحقون بشكل مطرد جيبًا مما وصفوه بالتمرد حول بلدة كوراخوف ويقاتلون أيضًا لتطويق مدينة بوكروفسك القريبة ذات المساحة الكبرى. وأصبحت القوات الروسية الآن على بعد ميل واحد من طريق إمداد حيوي يؤدي إلى بلدة بوكروفسك وكان بمثابة مركز لوجستي ونقل حيوي للقوات الأوكرانية في المنطقة. وفي البداية، أعرب بعض المسئولين الأمريكيين عن تشككهم في حكمة ضم أوكرانيا لمنطقة كورسك الروسية في أغسطس الماضي، خوفًا من أن يكون ذلك استنزافًا للألوية المنهكة بالفعل والتي تعاني من نقص في العدد وتكافح من أجل تثبيت خطوط الدفاع في شرق أوكرانيا. ومع تزايد الخسائر الروسية، غير بعض هؤلاء المسئولين الأمريكيين، حسب قول الصحيفة، تقييماتهم. وعلى الرغم من أن أوكرانيا تسيطر الآن على أقل من نصف الأراضي التي استولت عليها في هجوم كورسك الأخير، إلا أنها تمكنت في الأسابيع الأخيرة من إبطاء تقدم روسيا على الرغم من موجات متكررة من الهجمات المضادة الروسية، بما في ذلك هجمات عززها آلاف الجنود الكوريين الشماليين. وتابعت "واشنطن بوست" تقول إنه على الرغم من محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن التقليل من أهمية غزو كورسك، والذي يُعتبر أول غزو بري لروسيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أنه أكد أن طرد القوات الأوكرانية بمثابة "واجب مقدس" لقوات جيشه ورفض مؤخرًا تقديم جدول زمني لوقت إنجاز ذلك. وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي في ديسمبر الماضي: "سنطردهم بالتأكيد. لا أستطيع الإجابة على السؤال حول تاريخ محدد الآن". وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو استمرت في دفع ثمن باهظ في محاولة لطرد الأوكرانيين، وأضاف في حديث اعلامي أدلى به أمس الأول: "على وجه التحديد، خسر الجيش الروسي، في المعارك التي دارت اليوم وأمس بالقرب من قرية واحدة فقط وهي ماخنوفكا في منطقة كورسك، ما يصل إلى كتيبة من المشاة، بمن فيهم جنود كوريون شماليون ومظليون روس"، مشيرًا إلى أن الكتيبة تتألف من 600 إلى 800 جندي. اقرأ أيضا: «الجارديان» تبرز مساعي أوكرانيا لبسط سيطرتها على كورسك الروسية