■ كتب: رامي رشاد ما بين سوق غير مستقر ومبيعات منخفضة تُظهر حالة من التفاؤل لدى المتعاملين مع قطاع السيارات الكهربائية، يرونها المستقبل والحاضر ويؤمنوا بقوة بأنها أفضل من سيارات الوقود مهما واجهت من عقبات حالية، على الجانب الآخر هناك من يرى أن الأمور لا تسير فى صالح السيارات الكهربائية عالميًا مع وجود بعض العقبات محليا التى لم تُحل بعد، ما بين هذا وذاك فالسيارات الكهربائية أخذت لنفسها مساحة بين مبيعات السوق وظهرت بقوة مؤخرا فى العديد من التوكيلات بموديلات متنوعة كما أن الدولة تتوجه نحو توطين صناعة تلك السيارات مما يشير إلى زيادة انتشارها تدريجيا. ◄ حسين مصطفى: انخفاض البيع عالميًا ينذر بمشكلات في السوق المحلية في البداية أكد حسين مصطفى خبير السيارات أن أعداد السيارات الكهربائية التى تم ترخيصها فى مصر منذ يوليو 2021 وحتى الآن تجاوز 9 آلاف سيارة كهربائية موزعة على 102 علامة تجارية و402 موديل، وقال: حدثت طفرة فى مبيعات السيارات الكهربائية فى 2024 عن العام الماضي، ولا ننسى أن أبرز أسباب ذلك زيادة أسعار الوقود بنسبة كبيرة ومقارنة ذلك بتكلفة تشغيل السيارات الكهربائية المعقولة سواء من ناحية مقارنة أسعار الوقود بالكهرباء أو مقارنة أسعار الصيانة بينهما وأسعار قطع الغيار البسيطة أيضا لصالح السيارات الكهربائية بنسبة تزيد على النصف. ◄ العودة للاستيراد وأضاف أنه حول عام 2025 فإنه من المتوقع أن يجد التجار والمستوردين والوكلاء طريقهم لاستيراد السيارات الكهربائية بطرق متعددة مما يبشر بزيادة مبيعاتها العام القادم خاصة وأن السوق المصرى يستوعب المزيد من السيارات الكهربائية، وأضاف: كان العائق أمام ذلك توقف استيراد السيارات بوجه عام الفترة السابقة وحتى الآن، ولكننا شاهدنا مؤخرا العديد من التوكيلات تقدم سيارات كهربائية وتقدمها بالأسواق وهناك تحالفات تهدف لإنتاج كم كبير من السيارات الكهربائية وعلى رأسها النصر للسيارات التى ستنتج كما كبيرا من تلك السيارات بأسعار معقولة نسبيا فى 2025. وأشار إلى أن عدد محطات الشحن فى مصر يصل إلى 400 محطة ولكن هذا العدد قليل جدا عما نتوقعه ونأمله من انتشار السيارات الكهربائية وفى حال قمنا بتصنيع السيارات الكهربائية محليا لا بد أن يزداد عددها ليصبح بالآلاف، وأضاف أن ما يعوق انتشار السيارات الكهربائية فى مصر هو نقص محطات الشحن لأنه يسبب إعاقة الحركة فى السفر بين المدن ويسبب إحساسا بعدم الأمان لدى مالك السيارة الكهربائية، وأكد أن نشرها بوفرة سيساهم حتمًا فى نشر ثقافة السيارات الكهربائية وزيادة استخدامها، ومن بين المشاكل أيضا نقص مراكز أو محطات خدمة ما بعد البيع، حيث إن هناك عددا محدودا من تلك المراكز تعمل بشكل فردى وليس تابع للتوكيلات وهى تؤدى دورا جيدا حتى الآن ولكن زيادة تلك المراكز وتوسعة انتشارها خاصة التابعة للتوكيلات سيعطى الثقة فى استخدام السيارات الكهربائية، ويمكن حل مشكلة السعر العالى للسيارة الكهربائية بالتصنيع المحلى الذى سيوفرها بسعر أكثر تنافسية حتى لو لم يتم تصنيعها بالكامل محليا، فكما نعلم المحرك والبطارية يتم استيرادهما من الخارج وباقى الأجزاء يتم تصنيعها محليا. ◄ تراجع النمو وقال: هناك نقطة مهمة أخرى تنذر بمشكلات مستقبلا وهى أن نمو السيارات الكهربائية يقل فى العالم، ففى عام 2022 كانت نسبة النمو 60%، ولكن فى عام 2023 انخفضت تلك النسبة إلى 30%، والمفاجأة أنه فى 2024 انخفضت مجددا إلى 15% عالميا وفى أوروبا وصلت 1% فقط، وأشار إلى أن هناك أسباب كثيرة تعوق انتشار السيارات الكهربائية بشكل كامل وتطبيق ما كان تم اتخاذه من قرارات بالنسبة لإيقاف تصنيع السيارات العاملة بالوقود سابقا، وأسباب ذلك الثمن الباهظ نسبيا، ندرة المعادن المستخدمة فى تصنيع البطاريات، محدودية محطات الشحن حتى فى أوروبا عدد المحطات 225 ألف محطة والمطلوب 3 ملايين وفى أمريكا 60 ألف محطة والصين 500 ألف محطة، بالإضافة إلى قلة مدى السير فى الشحنة فى أغلب السيارات الكهربائية ما عدا موديلات محدودة باهظة الثمن، كما أن قطع الغيار غالية الثمن، وكذلك مشكلة التخلص من البطاريات القديمة بشكل آمن للبيئة، وفى مصر مشكلة أخرى زيادة وهى اختلاف بروتوكولات الشحن ما بين الأوروبي والصيني بالنسبة للسيارات التى يتم استيرادها فى مصر والتى بدأت تنتشر بشكل واضح. ◄ أحمد زين: المبيعات لن تقل عن 50 ألف سيارة العام المقبل ◄ زيادة مبيعات بينما قال أحمد زين رئيس لجنة الطاقة النظيفة بالشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية إن هناك زيادة فى مبيعات السيارات الكهربائية فى العام الجارى عن 2023، وطرح التوكيلات مؤخرا لأكثر من موديل كهربائى فى مختلف العلامات هذا يوضح مدى اهتمام الناس بالسيارات الكهربائية مما يساهم فى نشر تلك الثقافة والأفكار ويعزز انتشار السيارات المستخدمة للطاقة النظيفة صديقة البيئة، ونرى ذلك جميعا لدى مختلف معارض السيارات حيث أصبح هناك قسم ثابت للسيارات الكهربائية بمختلف أنواعها سواء كانت تابعة لوكالة مصرية أو استيراد من الخارج مما يوضح مدى انتشار تلك النوعية من السيارات وزيادة الاهتمام بعرضها. وأضاف أن من أبرز الصعوبات التى تواجه انتشار السيارات الكهربائية فى مصر هو غلق باب الاستيراد أمام تلك السيارات مما سبب فى قلة المعروض أمام المطلوب وأصبح هناك قلة فى انتشار تلك السيارات الكهربائية، كما أن هناك بعض العقبات أمام محطات شحن السيارات الكهربائية بسبب عدم الانتشار حتى الآن بالشكل الكافى خاصة خارج القاهرة بسبب مشاكل فى شبكات التوزيع، وأيضا عدم زيادة تعريفة الشحن بالمحطات رغم ارتفاع أسعار الكهرباء مؤخرا فاعترض أصحاب شركات محطات الشحن على ذلك. كما أن بعض المشاكل مرتبطة ببروتوكول شحن السيارة نفسه، حيث إن أغلب السيارات المتاحة محليا هى بروتوكول شحن صينى وأغلب المحطات بروتوكول شحن أوروبى فنجد عقبة عند إنشاء المحطات هل ستشمل البروتوكول الصينى والأوروبى أم أحدهما. وعن مبيعات 2025 توقع "زين" أنه سيتجاوز الخمسين ألف سيارة، وقال إن السيارات الكهربائية لم تعد المستقبل حاليًا، بل هى الحاضر الآن وأمر واقع وقيمة مقابل سعر وأفضل للمستهلك وحل لأزمات الطاقة وحل صديق للبيئة بما تتضمنه من مميزات وعناصر أمان وبتكلفة لا تتجاوز 20% من تشغيل السيارة البنزين، وأرى أن عصر البنزين بدأ ينتهى فى العالم كله. ◄ اقرأ أيضًا | سيارة أيونيك 9.. الخيار الأكثر جاذبية من هيونداي ◄ توني لطيف: قلة محطات الشحن أبرز العقبات أمام التوسع مستقبلاً ◄ انتشار التوكيلات أما توني لطيف عضو لجنة الطاقة النظيفة بالشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية فقد أشار إلى الإحصائية الأخيرة الصادرة فى أغسطس الماضى من مصلحة الجمارك والتى تشير إلى ترخيص 3005 سيارة كهربائية حتى تاريخه، أما المجمعة المصرية للتأمين الإجبارى على المركبات، وفقا لبياناتها بلغ إجمالى عدد السيارات الكهربائية المرخصة فى مصر حتى نهاية عام 2023 حوالى 3,244 سيارة. وعن انتشار التوكيلات والعلامات الصينية الجديدة بوضوح الفترة الأخيرة فى السوق المحلية أكد تونى أن تلك الخطوة أكثر من ممتازة، ولا ننكر أن معظم الوكلاء تأخروا عن اتخاذ الخطوة فى البداية لأن السيارة الكهربائية زيرو صيانة دورية وهذا يؤثر على مكاسبهم من عمل الصيانة فى السيارات البنزين ولكنها خطوة لابد منها لأن هذا هو المستقبل ولا بد من مجاراة التطورات الحادثة عالميا ومحليا فى مجال صناعة السيارات وتحديدا السيارات الكهربائية. وعن الصعوبات التى تواجه انتشار السيارات الكهربائية بقوة فى مصر، أشار "لطيف" إلى أن أبرزها يتمثل فى بطء انتشار محطات الشحن لكن لو قمنا بمقارنة انتشارها بالسنوات الماضية عن الآن فهناك فرق واضح لكنه يسير ببطء، وربما يكون عدد المحطات الموجودة حاليا كافى وفقا لعدد السيارات الكهربائية ولكن مع زيادة وعى المستهلك وانتشار السيارات الكهربائية بشكل أكبر سنواجه مشكلة فى قلة عدد محطات الشحن. وعن رؤيته لسوق السيارات الكهربائية فى 2025 توقع أننا سنشهد انتشارا كبيرا للسيارات الكهربائية إذا تم فتح باب الاستيراد لكن سيتأثر ذلك سلبا بغلق باب الاستيراد ولن نجد زيادة تذكر فى مبيعاتها.