◄ لن نكتفى بالاحتفاء بمرور 35 عامًا على إنشاء الصندوق.. بل سننطلق لإحيائه ◄ في أسوان.. «النحات الصغير» جائزة جديدة لم يكن يومًا غريبًا عن وزارة الثقافة، أو بعيدًا عن صندوق التنمية الثقافية، فمنذ أكثر من 25 عامًا وهو يتعامل عن قرب وبشكل مباشر مع عدد من الملفات الثقافية المهمة، مما أتاح له معرفة جيدة عن طبيعة عمل الوزارة، والإدارات المختلفة للصندوق، وعندما كلفه د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بتولى مسئولية رئاسة صندوق التنمية الثقافية، طلب منه الوزير بوضوح بالغ أنه يريد للصندوق أن يكون عنصرا فعالا، ومساعدًا قويًا فى إعادة بناء وزارة ثقافة قوية، وتأدية دوره كقلب يضخ الدم المحمل بالأكسجين داخل شرايين كل القطاعات الأخرى. وحول رؤيته لتنشيط وتفعيل دور وأنشطة الصندوق فى المرحلة المقبلة، جاء هذا اللقاء مع المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والفنية، ورئيس صندوق التنمية الثقافية، فى مطلع العام الجديد. ◄ بعد مرور عدة أشهر على توليك رئاسة قطاع صندوق التنمية الثقافية، هل يمكن أن نعرف ما رؤيتك لتفعيل، وتنشيط دوره؟ الرؤية الأساسية لم تتغير، لكنى أدرس الهدف الرئيسى الذى يجب أن نعمل على تحقيقه بدراسة موضوعية؛ خاصة أننى قريب من الصندوق، ومتفاعل معه منذ سنوات طويلة سواء كانت مشروعات، أو تصميمات متاحف أو أنشطة ثقافية، والهدف هو استعادة فعالية الصندوق داخل وزارة الثقافة؛ وهذا لن يتحقق دون بناء آلية «ميكانيزم» قوى، وقادر على تحقيق الأهداف الطموحة للوزارة كلها، وليس الصندوق فقط. ◄ فيما يخص مشاركة الصندوق في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ما الجديد هذا العام؟ سنشارك مع بقية قطاعات الوزارة، وستلمسون هذا العام أن وزارة الثقافة هى التى تشارك، وليس كل قطاع منفردا. ■ المعماري حمدي السطوحي يتحدث عن رؤيته في التطوير ◄ وماذا عن دور الصندوق فى ملف الوعي المصري، وتعزيز الهوية المصرية، واكتشاف المواهب، خلال الفترة المقبلة؟ كل أنشطة الصندوق هدفها الأساس هو تحقيق التوعية، والحراك المعرفى، وإذا لم يتحقق ذلك تصبح أنشطة لا تنتمى إلى صندوق التنمية الثقافية، وفيما يخص اكتشاف المواهب، فهذا يتحقق بشكل مباشر بتنظيم أنشطة لاكتشاف المواهب مثل مسابقة «المواهب الذهبية لذوى الاحتياجات الخاصة»، ومسابقة الخط العربى، ومسابقة الصوت الذهبى لاكتشاف الأصوات، و«ستديو» مركز الإبداع، وحالياً يجرى التجهيز لإطلاق مسابقة فى المعمار لشباب المعماريين، بالإضافة إلى الأنشطة التى تساعد على اكتشاف المواهب بطريقة غير مباشرة مثلما حدث فى ملتقى الأقصر الدولى للتصوير ومشاركة طلاب المدارس، والجامعات فى ورش عمل هذا الحدث الكبير، وهذا ما سيتحقق أيضا فى «سمبوزيوم» أسوان الدولى للنحت، وهذا أقوى بكثير، فالتعلم بالمعايشة له تأثير كبير ويتيح تجربة ثرية للأطفال والشباب. ◄ أسوان تتكلم نحتًا! ◄ كنت في أسوان منذ عدة أيام لإتمام اتفاقية مع محافظة أسوان خاصة ب «سمبوزيوم» أسوان الدولي للنحت؛ ما الجديد الذي تحقق؟ بعد أن توليت مسئولية الصندوق مباشرة؛ قمت بالترتيب لزيارة أسوان، وقابلت محافظ أسوان ونائبه، وتناقشنا حول الأرض التى يقام عليها «سمبوزيوم» أسوان الدولى للنحت منذ 30 عامًا، وهى غير مخصصة لنا، ونريد أن نقوم بتجهيزها بشكل لائق يخدم الفنانين، ويجب هنا أن أشيد بالتعاون الكبير الذى أبداه المحافظ ونائبه، وهو يعكس إدراكهما العميق لقيمة الثقافة وتأثيرها، وبالفعل وقعت بتفويض من وزير الثقافة د. أحمد هنو، عقدا بحق انتفاع بالأرض لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد. أما الجديد فهو تعظيم الاستفادة من الأنشطة التى ننظمها، فليس معقولا أن يقتصر «السمبوزيوم» على قيام النحاتين بعمل إبداعات فنية عظيمة على قطع الجرانيت الكبيرة، وينتهى الأمر عند هذا الحد، ولذلك اتفقنا مع المجلس الأعلى للآثار على تنظيم خمس ندوات ثقافية فى متحف النوبة ترتبط بالسمبوزيم، واتفقنا مع محافظة أسوان من خلال مديرية التربية والتعليم على طرح مسابقة تحت عنوان «النحات الصغير» يشارك فيها كل طلبة مدارس أسوان، وسيجرى اختيار الأعمال المتميز، وتكريم أصحابها فى حفل الختام مع الفنانين، والنحاتين العالميين، وأيضًا تنظيم رحلات لطلبة المدارس ،والجامعات لموقع العمل الخاص بالسمبوزيوم للتعرف على كيفية تحويل قطعة جرانيت إلى عمل فنى، والاطلاع على تاريخ النحت فى الحضارة المصرية، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات، وندوات فى مكتبة أسوان العامة لتعظيم الاستفادة على جميع شرائح المجتمع، وأيضاً بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى وجامعة أسوان. ◄ «صنايعية مصر» ◄ وماذا عن تطورات مبادرة صنايعية مصر، فقبل تخريج الدفعة الرابعة جرى الإعلان عن أن المبادرة ستدخل ضمن مشروع كبير، إلى أين وصل هذا المشروع ومتى يجرى الإعلان عن الدفعة الجديدة؟ قريبًا يجرى الإعلان عن الدفعة الجديدة، فالجهات المعنية بهذا المشروع تعد حاليًا لتدشين الاستراتيجية الخاصة بهذا العمل، ولهذا السبب أجّلت الإعلان عن الدورة الجديدة من المبادرة حتى تتضح الرؤية، ومعرفة هل سيتم العمل بصورة متكاملة كما يجرى التخطيط أم أعلن عن الدفعة الجديدة بشكلها السابق؛ حتى نستكمل التجهيزات الخاصة بالشكل الجديد، أتمنى أن تبدأ الدورة الجديدة تحت المظلة الأكبر، لكن فى حالة التأخير سيجرى طرحها بشكلها السابق. ◄ بمناسبة مرور 35 عاماً على إنشاء الصندوق، ما الجديد الذى ستقدمه، وهل تقام احتفالية بهذه المناسبة؟ الجديد أننا لن نحتفل؛ سننطلق، لذلك أجلنا الاحتفال إلى العام المقبل لإعداد انطلاقة جديدة برؤية متكاملة، تعظم الإيجابيات، وتعالج السلبيات، وتتطابق مع تكليفات د. أحمد هنو، وزير الثقافة، فى أول لقاء حيث كلفنى بشكل واضح بإعادة الصندوق لتأدية دوره داخل الوزارة كقلب يضخ الدم المحمل بالأوكسجين داخل شرايين كل القطاعات الأخرى.