مشاهد مؤلمة كنا لا نتمناها.. اقتتال سودانى - سودانى، اقتتال فلسطينى- فلسطينى، اقتتال سورى سورى. يا فرحة العدو الصهيونى. بايدينا نحقق له كل ما يحلم. دون طلقة رصاصة واحدة ليتفرغ لإفناء الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية. يقدر تقرير أمريكى أن عدد ضحايا الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع (السودانية أيضا) وصل إلى 131 ألف قتيل، ومن لم يمت منهم بالرصاص مات جوعا أو مرضا لانتشار الأوبئة، بجانب نزوح ما يزيد على 11مليون سودانى. فى سوريا تندلع يوميا الاشتباكات بين هذا الفصيل وذاك. أما ما يجرى الآن فى مخيم جنين بالضفة الغربية من اقتتال بين كتائب المقاومة وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية فيوجع القلب ويشيه الوجوه. لم يستوعب أحد فى الخرطوم او دمشق أو رام الله أن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة. ليت يخرج من بينهم رجل رشيد يعى فقه مآلات الأفعال القائم على قاعدة لو أن عملا ستقدم عليه قد يؤدى لضرر أكبر من نفعه أى سيكون مآله شرا مستطيرا، أوقفه فورا. وربما لم يصل لأحد منهم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خطبة الوداع:»أيها الناس، إن دماءكم، وأموالَكم، حرامٌ عليكم إلى أن تَلقَوْا ربَّكم، كحرمةِ يومكم هذا، فى شهركم هذا، فى بلدكم هذا، ألا هل بلغتُ، اللهم فاشهد» وذكر فى موضع آخر من الخطبة «أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة، ولا يَحلُّ لامرئٍ مالُ أخيه إلا عن طيب نفسٍ منه، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، فلا ترجعوا بعدى كفَّارًا يَضرب بعضُكم رقابَ بعض، فإنى قد تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده؛ كتاب الله». انتبهوا قبل أن تخربوا بلادكم بأيديكم.