إنقاذ آثار النوبة مشروع هندسى عظيم أبهر العالم والحركة السياحية مزدهرة وتثير الإعجاب والفخر تحدثت فى الأسبوع الماضى عن دور الشعب فى حماية الأمن والاستقرار فى مصر وتوعية الرأى العام بمخاطر المخططات الخارجية التى تستهدف إسقاط الدولة بالتضخيم من حجم المشاكل التى تواجهنا وفى مقدمتها غلاء الأسعار. لكن إجازة قصيرة بعد نشر المقال يوم الأحد الماضى لم تتجاوز خمسة أيام جعلتنى أتأكد أنه مهما واجهت مصر من تحديات وصعاب وأصبحت هدفا لمخططات خارجية قذرة تستهدف النيل من أمنها واستقرارها تبقى بتاريخها الطويل وأصالة شعبها «فيها حاجة حلوة» يجب أن نتمسك بها ونحافظ عليها ولا نسمح لأحد أبدًا بالمساس بها. الإجازة كانت فى منطقة النوبة الساحرة.. لا أقول أسوان ولا الأقصر بما تضمان من معالم سياحية يقف أمامها العالم احترامًا وتقديرًا لكنها النوبة بأهلها الطيبين وبيوتها الملونة بألوان زاهية تخطف العين وفنادقها الصغيرة الأنيقة والبسيطة فى ذات الوقت المتراصة جنبًا إلى جنب على طول شط النيل المواجه لكورنيش أسوان الساحر وأمامها وسط مياه النيل آلاف المراكب تتدافع فى كل اتجاه وتتسابق فى نقل السائحين الذين يزورون أسوان والنوبة من جميع أنحاء العالم بأعداد كبيرة جدا تثير الإعجاب والفخر خاصة عند معبد فيلة آخر المعابد التى تم إنقاذها ونقلها من موقعها القديم مع بناء السد العالى لموقعها الجديد حتى لا تغرق فى بحيرة السد٫ هذا المشروع العظيم الذى تبنته وتصدت لتنفيذه منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة بسواعد وأيدى المصريين وتم البدء فيه ٫ بعد حملة تبرعات عالمية٫ عام 1972 وافتتح عام 1980 بتكلفة 14 مليون دولار تحملت مصر 8 ملايين دولار منها، بينما تحملت اليونسكو 6 ملايين دولار. إنقاذ آثار النوبة مشروع هندسى عظيم أبهر العالم ومازال بدليل هذه الآلاف التى تتدفق كل يوم لزيارة معبد فيلة فى موقعه الجديد صباحا أو لحضور عروض الصوت والضوء مساء. لحظات تأمل فى هذا الخير الذى تحظى به مصر من زيارة هذه المناطق ومن قطاع السياحة بصفة عامة تجعلنا نفكر كيف نحافظ على دخل مصر من السياحة وكيف ننميه خاصة بعد تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة تأثر حركة التجارة العالمية جراء الاشتباكات المستمرة بين إسرائيل والحوثيين عند المدخل الجنوبى للقناة حتى كشفت الإحصاءات مؤخرا خسارة مصر 7 مليارات دولار خلال العام الماضى تمثل أكثر من 60٪ من دخل القناة. السياحة الآن « والحمدلله » مزدهرة وأصبحت مصدر دخل لاغنى عنه يجب أن نبذل كل الجهد لتنميته.. وفى منطقة كالنوبة وفى قرية غرب سهيل التى تحتضن90٪ من الحركة السياحية بالنوبة يجرى منذ فترة تحت إشراف مؤسسة «حياة كريمة» تنفيذ مشروع إدخال الصرف الصحى وبالتبعية، فشوارع القرية تأثرت بهذا المشروع وتأجلت عمليات الرصف والتجميل فيها وأصبح مرور سيارات الميكروباص التى تنقل السائحين عملية شاقة لكن السائحين يتحملون كل شىء من أجل إتمام الزيارة والاستمتاع بجمال مصر فلا أقل من أن نسرع نحن بإدخال الصرف الصحى حتى يتسنى إتمام عمليات الرصف وتسهيل حركة السائحين. ملاحظة أخرى مهمة ولكن للمصريين الذين يزورن النوبة ويحرصون على حضور عروض الصوت والضوء بمعبد فيلة فيجدون أن العرض باللغة العربية يقدم يوم السبت فقط والتذكرة ب 90 جنيها ستزيد إلى مائة جنيه اعتبارا من منتصف يناير الحالى وقد لا يتناسب هذا التوقيت مع برنامجهم وظروفهم فيطلبون الحضور فى الأيام التى يتم فيها العرض باللغات الأجنبية اكتفاء بالاعتماد على الترجمة العربية المتوافرة من خلال السماعات فيفاجأون أنه فى هذه الحالة لا بد أن يسددوا ثمن التذكرة المخصص للعروض الأجنبية وهو 900 جنيه سيرتفع إلى ألف جنيه منتصف الشهر الحالى أيضا. فلماذا لا يسمح لهم بالحضور فى العروض الأجنبية والاعتماد على الترجمة عبر السماعات بسعر المصريين وليس الأجانب؟ أخيرًا.. المطعم النوبى مميز جداً وله رواده من الأجانب والمصريين فلماذا لا يتم الاهتمام بتطويره والتوسع فى افتتاح مطاعم متخصصة فى الأكلات النوبية المتميزة، كما يحدث فى تركيا والهند وغيرهما ولا يتم الاكتفاء بالمطاعم الصغيرة المتناثرة هنا وهناك.