يحتفل العالم كله خلال هذه الأيام بعيد الميلاد المجيد، ومصر تُعتبر من الدول الفريدة التى تمتلك أيقوناتٍ وآثاراً قبطية عديدة تدل على مرور العائلة المقدسة بها أثناء هروبها من فلسطين، الرحلة التاريخية للعائلة داخل مصر استمرت لمدة خمس سنوات تقريباً، كل المواقع على طول المسار من رفح المصرية حتى محافظة أسيوط جاهزة لاستقبال ملايين الأقباط من كل أنحاء العالم للاحتفال بأعياد الميلاد. مشروع إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة، يُعد أحد أهم المشروعات القومية التى تشرف عليها الحكومة، ليكون مشروعاً سياحياً روحانياً ودينياً يجذب ملايين السياح، وهدية مصر للعالم فى مجال السياحة الدينية، حيث تنفرد مصر بهذا المسار، الذى يضم 25 نقطة بطول 3500 كيلو متر بين محطة ذهاب وعودة من محافظة سيناء حتى أسيوط، منها: 8 مواقع مُسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية. وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، تعمل الحكومة المصرية على تذليل جميع العقبات أمام المشروع القومى لإحياء مسار العائلة المقدسة، حيث يمثل مسار العائلة المقدسة إضافة مهمة للمزارات السياحية خصوصاً السياحة الدينية باعتبار أن طريق المسار يُعد أحد المقاصد الدينية التاريخية، وتقوم وزارة السياحة والآثار بدور كبير بهذا المشروع الكبير منذ بدايته فى 2014. وفى سبتمبر من العام الماضى، تم إطلاق تأسيس شركة «المسار» للتنمية السياحية، حيث ستقوم الشركة فى ضوء أعمالها بالمشاركة فى تطوير الخدمات ببعض نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة. وأكد وزير السياحة والآثار شريف فتحى: أن الوزارة تقوم بالتعاون مع كل الجهات المعنية لإعداد خطة عمل متكاملة وفقاً لتوقيتاتٍ زمنية محددة وواضحة لتحديد الأولويات ودراسة الوضع الراهن بنقاط المسار ذات الأولوية. تطوير المواقع التى حلت بها رحلة أشهر عائلة فى تاريخ الإنسانية، هو إحياء لتاريخ الأنبياء على أرض المحروسة، رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر استمرت نحو خمس سنوات طافت خلالها العائلة محافظاتٍ عديدة. بدأت الرحلة من رفح بالشمال الشرقى لمصر، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد، ثم إقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، والزقازيق وتل بسطا وبلبيس بالشرقية، وسمنود ومنية سمنود بالغربية، وانتقلت العائلة بعد ذلك إلى وادى النطرون فى الصحراء الغربية، حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء «السريان»، والبراموس، والقديس أبو مقار. اقرأ أيضًا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4468450/1/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%83%D9%88%D9%84-" title="الكنيسة تطلق "جسور السلام" وتوقع بروتوكول مع القومي لحقوق الإنسان "الكنيسة تطلق "جسور السلام" وتوقع بروتوكول مع القومي لحقوق الإنسان ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصرالقديمة عند كنيسة أبو سرجة فى وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادى وهى نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه والمقولة الشهيرة «مبارك شعبى مصر»، وصولًا إلى المنيا عند البهنسا، وبنى مزار، وسمالوط، ودير العذراء بجبل الطير، ثم الأشمونين، وملوى، وديروط، والقوصية، ومير، ودير المحرق بجبل قسقام، وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة بأسيوط، التى بدأت منها رحلة العودة الى بيت لحم بفلسطين مرة أخرى. ويمكن زيارة نقاط المسار على مدار العام لكونه منتجاً روحانياً فى المقام الأول لا يقتصر على شريحة معينة من السائحين أو الزائرين، مما يعمل على إطالة مدة إقامة السائح، وزيادة معدل إنفاقه. الدولة تولى اهتماماً كبيراً بهذا المشروع القومى العملاق لتطويرالمواقع التى مرت عليها العائلة المقدسة أثناء رحلتها داخل مصر بعد هروبها من فلسطين وتجهيزها، ورفع كفاءة الخدمات السياحية المُقدمة بها استعداداً لاستقبال الزائرين من مختلف دول العالم. كما أن الحكومة تبذل جهوداً ضخمة فى ترميم جميع المواقع الأثرية التى تقع على المسار وافتتاح العديد منها مثل: كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب بسمنود، وأربعة أديرة بمنطقة وادى النطرون وجبل الطير بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وموقع تل بسطا بالشرقية، بالإضافة الى كنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة وتطوير موقع شجرة مريم وبئر مريم بالمطرية وضمها لقطاع الآثار، بجانب إصدار مطويات وكتيبات ترويجية للمشروع بنحو 10 لغات مختلفة، كما تم إنتاج فيديو توثيقى باللغتين العربية والإنجليزية وكتالوج صور لرصد الاحتفالات المُقامة على محطات رحلة العائلة المقدسة فى المحافظات. وعلى صعيد إجراءات إدراج مسار العائلة المقدسة على قائمة التراث غير المادى باليونسكو، فقد صدر قرار وزارى بشأن إعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية الموجودة على مسار رحلة العائلة المقدسة، كما انتهت وزارة السياحة والآثار من إعداد ملفٍ بالاحتفالات المرتبطة بمسار رحلة العائلة المقدسة وفق ضوابط منظمة اليونسكو وتسليمه للجنة الوطنية بباريس، فضلاً عن تسجيل احتفالات رحلة «العائلة المقدسة» على قائمة التراث الثقافى غير المادى باليونسكو. وأكد وزير السياحة أنه تم الانتهاء من 10 نقاط بالمسار من تجهيزها من كل الأعمال، لافتاً إلى أنه تم ترميم كل المواقع الأثرية الموجودة بالمسار. وانتهت وزارة السياحة والآثار بالفعل من افتتاح العديد من نقاط المسار بعد تطويرها وترميمها.