بات التطرف والإرهاب هما السمة المسيطرة على المجتمع الإسرائيلي، وصار المزاج العام في إسرائيل يغلب عليه النازية والتطرف، وهو من جاء بهذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وأوصل اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو إلى سدة الحكم في الأراضي المحتلة، ومنذ أحداث 7 أكتوبر 2023 وارتكب الجيش الإسرائيلي من الفظائع ما لم يحدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية. لم يقتصر التطرف على الجيش الإسرائيلي فقط بل تشكلت جماعات يهودية متطرفة يغلب عليها الطابع النازي الدموي الراغب في الانتقام من العرب عامة والفلسطينيين خاصة. وكشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مؤخرا، أن قائد الفرقة 252 بجيش الاحتلال الإسرائيلي يهودا فاخ، نفذ عمليات في قطاع غزة من تلقاء نفسه، وسمح لشقيقه بتشكيل قوة خاصة للهدم والتخريب بعيدا عن سيطرة جيش الاحتلال. ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله: إن "فاخ سمح لأحد أشقائه بتشكيل قوة خاصة من الجنود والمدنيين "المستوطنين" على غرار المنظمة الاستيطانية "شبيبة التلال" للعمل في غزة"، ووصف أحد جنود الاحتلال عناصر الفرقة بأنهم "متدينون ومسمومون للغاية، ويشعرون بأنهم في مهمة جنونية ومشرفة". وأوضح ضابط الاحتلال أن هدف هذه القوة هو تخريب غزة وهدم أكبر قدر من مبانيها، مشيرا إلى أن فاخ استعان بأشقائه ومنحهم "معاملة خاصة" وسمح لهم بدخول محور نتساريم -جنوب مدينة غزة- من دون سؤال أو تسجيل أسماء. اقرأ أيضًا: الجيش الإسرائيلي: الدفاعات الجوية اعترضت صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة مشروع فاخ وحول "مشروع فاخ"، نقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين قولهم: إن فاخ أخبرهم أنه يهدف إلى إبعاد 250 ألف فلسطيني من منازلهم في شمال قطاع غزة بالقوة، وكان يقول إن "الفلسطينيين يتعلمون الدروس فقط من خلال خسارتهم للأرض، وأن القوة كانت تهدم مباني في القطاع ولم تكن معروفة داخل الجيش". ونقلت الصحيفة الإسرائيلية شهادات لجنود الاحتلال، قالوا فيها: إن الفرقة 252 نفذت عمليات هدم واسعة في محور نتساريم في أغسطس/آب الماضي "من منطلقات ذاتية"، وأن فاخ كان يأمر بتخريب وهدم المباني في نتساريم "حتى تلك التي لا أفضلية عملياتية لها"، وأن عناصر فرقة باخ أخبروهم أن هدفهم هو هدم 60 مبنى في غزة يوميا كي لا يعود إليها أحد. ولفت أحد ضباط الاحتلال إلى أن فاخ كان يتحدث عن تهجير كل سكان شمال غزة إلى الجنوب، وأنه سعى إلى تنفيذ "خطة الجنرالات"، وأن انتصار الفرقة سيتحقق عندما تكمل مهمتها بإخلاء شمال غزة من سكانه". وقال الضابط: إن هذه هي "الحرب الأولى التي يستطيع فيها كل شخص أن يفعل ما يشاء في الميدان". في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام فلسطينية، أن الطبيب اليهودي الأمريكي مارك بيرلموتر، قال إن القناصة الإسرائيليين يستهدفون الأطفال الفلسطينيين "عمداً" خلال الهجمات الأخيرة على قطاع غزة. وقال بيرلموتر، الذي قضى 30 عاماً في مناطق الكوارث حول العالم، إن ما شهده في غزة خلال أسبوعه الأول يفوق كل ما رآه من مآسٍ في مسيرته المهنية. وقال بيرلموتر: "كل الكوارث التي رأيتها مجتمعة على مدار 40 رحلة ميدانية، بما في ذلك الكوارث الطبيعية وتفجير برج التجارة العالمي، لا تعادل مستوى المذبحة التي رأيتها ضد المدنيين في أسبوعي الأول فقط في غزة". وأضاف أن معظم الضحايا الذين شاهدهم كانوا من الأطفال، موضحاً بالقول: "لم أرَ مثل هذا من قبل، رأيت أطفالاً محروقين وممزقين بشكل يفوق كل ما رأيته في حياتي". وكشفت مقابلة أجرتها قناة سي بي إس نيوز الأمريكية، مع قناص إسرائيلي سابق كان يقاتل في قطاع غزة، فظائع جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، بعدما أكد أن الجيش كان يتعمّد استهداف النساء والأطفال منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وهذا الجندي قناص سابق في القوات الخاصة الإسرائيلية بالضفة الغربية بين عامي 2005 و2007، وكان يقاتل أيضا في غزة، لكنه خرج عن صمته في تلك المقابلة، مؤكدا أن العديد من القتلى في غزة هم من النساء والأطفال، وقتلوا عن قصد. وأفاد الجندي، عبر المقابلة، بأن الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين دون تحذير مسبق، ضمن تدمير مناطق كاملة في قطاع غزة، واصفا مشاهد نزوح الأهالي من القصف الإسرائيلي قائلا "كنا نشاهد كبار السن والأطفال يفرون وقواعد الاشتباك تسمح لنا بإطلاق النار". وأشار الجندي إلى مقتل 3 أسرى إسرائيليين خلال فرارهم من غزة في ديسمبر/كانون الأول قبل الماضي، على يد قوات الاحتلال وهم يحملون علما أبيض، مضيفا أنهم سقطوا "برصاص جيشهم" عن طريق الخطأ. كما تحدث عن ما سُميت "بمجزرة الطحين" في شهر فبراير/شباط الماضي، التي سقط ضحيتها 100 فلسطيني كانوا يحاولون الوصول للمساعدات، منتقدا الدعم الأمريكي لإسرائيل في الحرب، قائلا إنه "لولا دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل لما استمرت الحرب في غزة".