انطلاق الورشة الثانية حول إعادة إعمار السودان والربط اللوجستى بين البلدين    مصر تبدأ العمل بالتوقيت الشتوي نهاية أكتوبر.. الساعة هتتأخر 60 دقيقة    محكمة العدل الدولية: إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة    أحمد دياب يهنئ منتخب مصر وصلاح وحسام حسن بالترشح لجوائز الأفضل في 2025    انطلاق دوري الأنشطة الرياضية لتلاميذ المدارس بالمحافظات الحدودية بجنوب سيناء    السكة الحديد تكثف لقاءات التوعية بأخلاقيات التعامل مع مرفق الهيئة    "مكافحة انتشار المخدرات" فى ندوة بطب بيطري أسيوط    سفارتا مصر بالدوحة وكتارا تنظمان البث الحى لافتتاح المتحف المصرى الكبير    أمير قطر: العلاقات التاريخية مع تركيا تمضي بثبات نحو آفاق واعدة    الجمعة.. مي فاروق والحجار وفرقة أوبرا الإسكندرية يحيون 3 حفلات ضمن مهرجان الموسيقى العربية    لتوفير 1500 فرصة عمل.. 12 شركة في الملتقى التوظيفي الأول بجامعة حلوان (تفاصيل)    الكرملين: بوتين لن يحضر قمة مجموعة العشرين    الخارجية الروسية: تحضيرات القمة بين بوتين وترامب مستمرة    رئيس الوفد البرلماني الدنماركي: خطة السلام بغزة لم تكن لتنجح دون الجهود المصرية    الكنيست الإسرائيلي يقر مقترح قانون ضم الضفة الغربية بالقراءة التمهيدية    اعتماد تنظيم الكونغرس الأول للإعلام الرياضي في ديسمبر 2026    رئيس الوزراء: نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في انتخابات النواب    وزير التعليم العالي يؤكد ضرورة توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب    ننشر لائحة النظام الأساسى للزمالك بعد عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية    تركيب 1662 وصلة مياه مجانية للأسر الاولى بالرعاية بالفيوم    مصر تدعو لتمثيل عادل للدول الإفريقية بالمؤسسات الدولية والبنوك الإنمائية    خلاف جيران يتحول إلى معركة فى الشارع ببنها.. والداخلية تكشف التفاصيل    محافظ أسوان يتفقد طلاب جامعة بنها المصابين في حادث طريق أبو سمبل.. ويوجه بتقديم الرعاية الكاملة    غلق كلي لكوبرى الأزهر السفلى 3 أيام لاستكمال أعمال التطوير    حبس المتهم بإنشاء كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بمدينة نصر    الشركة المصرية لمستحضرات التجميل (ECC) تفتتح أحدث خطوط الإنتاج للمكملات الغذائية باستثمارات 200 مليون جنيه    مجلس كنائس مصر: مؤتمر الكهنة والرعاة جسد رسالة الكنسية في خدمة الإنسان والمجتمع    أكرم القصاص ل اليوم : القمة المصرية الأوروبية تتويج لسياسة خارجية متوازنة وفاعلة    انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لمركز الكبد والجهاز الهضمي بدماص بالمنصورة.. غدًا    مرض الجدري المائي.. الأعراض وطرق الوقاية    تزامنًا مع تعامد الشمس على رمسيس الثاني.. رفع درجة الجاهزية القصوى بجميع منشآت الرعاية الصحية بأسوان    قائمة ريال مدريد - غياب 5 مدافعين ضد يوفنتوس.. وميندي يعود لأول مرة منذ 6 أشهر    الجبلاية توافق على رحيل أسامه نبيه وتبحث عن مدير فني للمنتخب الأولمبي    الحكومة تقرر إتاحة خدمات السجل التجاري عبر مكاتب البريد المصري    الوعي الوطني ومواجهة التحديات، ندوة مشتركة بين مجمع الإعلام وجامعة الفيوم    وكيل التعليم بالجيزة يستبعد مدير مدرسة خلال جولة مفاجئة في الهرم والعمرانية    أفضل 5 وجبات خفيفة صحية لا ترفع السكر في الدم    فئات ممنوعة من أداء مناسك الحج    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    النجم التركي كان أورجانجي أوغلو: أتطلع لزيارة الجمهور في منازلهم بمصر    محمد عبده يقبل يد المايسترو هاني فرحات : "ونكيد العوازل بقي "    إحالة أوراق سائق للمفتي بعد اتهامه بقتل مزارع وتزعُّم عصابة للإتجار بالمخدرات في القليوبية    الأقصر تتحرك لدعم موسم سياحي استثنائي.. لقاء موسع بمشاركة خبراء ومختصين    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    القنوات الناقلة لمباراة بايرن ميونخ وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    وزير الإسكان: تخصيص 408 قطع أراضٍ للمواطنين بمنطقة الرابية    البترول: مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    «مصر» ضمن المرشحين لجائزة أفضل منتخب إفريقي في 2025    نائب وزير الصحة يتفقد جاهزية الخدمات الطبية والطوارئ بميناء رفح البري    نائب ترامب: واشنطن تعمل على ضمان ألا تشكل حماس تهديدا مرة أخرى    منال عوض: نسعى لحل مشاكل المواطنين والتواجد المستمر على أرض الواقع    جوائز كاف - بيراميدز ينافس صنداونز على أفضل ناد.. وغياب الأهلي والزمالك    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شبكة وسنارة.. والرزق على الله «الأخبار» تعيش «رحلة الصبر» مع الصيادين من البر للبحر

قبل شروق الشمس يخرج الصيادون بحثًا عن الرزق، يهيأ كل منهم لنفسه الأسباب لينال نصيبه، اختيار مكان تتجمع فيه الأسماك، يبعد عن أماكن تيارات الرياح، ينتظر الفرصة المناسبة ثم يلقى الشباك ليجمع الأسماك سواء كان على الشاطئ أو فى فلوكة بالبحر أو نهر النيل.. يختلف مكان وطريقة الصيد والحرفة والأداة المستخدمة، لكن ما يجمع هؤلاء هو حصيلة الصيد، بعض الصيادين استعان بأبنائه ليعاونوه فى العمل، فى الصيد متعة لا يعرفها إلا صياد ماهر، مراوغة السمكة وهى فى طرف الخيط، كى لا تهرب ترك الشبكة بعض الوقت لتدخل الأسماك ويسحبها بتوقيت يحسبه جيدا محملة بالرزق، متعة يدفع مقابلها الهواه آلاف الجنيهات للخروج فى لنشات خليجى السويس والعقبة والبحر الأحمر، وساحل المتوسط، لكن متعة الصيد تتفوق دوما صيد السمك هى مهنة عشاق البحر وعلى الرغم من أنها شاقة ومتعبة وخطرة إلا أنها ممتعة ومكاسبها لا يعلمها إلا الله.. «الأخبار» عايشت الصيادين من مختلف محافظات مصر يرون حكايات عن مهنة ضد الانقراض وتحارب الظروف والواقع للبقاء بفضل محبة أبنائها لها.
البحر الأحمر.. الهجرة تتحكم فى رزق الصيد
تظل مهنة الصيد فى البحر الأحمر مزيجًا من التحديات والفرص، إذ يواجه الصيادون صعوبات عدة، سواء بسبب الهجرة الموسمية للأسماك وقرارات منع الصيد وتوقيتاتها، لكنهم فى المقابل يعملون بجد للحفاظ على هذه المهنة التقليدية وتوريثها لأجيال المستقبل.. بدأ محمد سلمان حديثه عن بداية مشواره فى حرفة الصيد، حيث تعلّم هذه الحرفة منذ صغره، وكانت أولى خطواته فى الصيد باستخدام الشباك، ومع مرور الوقت، انتقل إلى الغوص بحثًا عن الأسماك الكبيرة.
يرى محمد أن الانتقال من حرفة إلى أخرى ليس بالأمر السهل، فكل نوع من الصيد يتطلب مهارات خاصة وخبرة طويلة، ويتذكر ان أكبر سمكة اصطادها كانت سمكة هامور تجاوز وزنها الخمسين كيلوجرامًا.
بدوره، تحدث شهاب عربى عن تجربته فى بداية مشواره، حيث اختار الصيد بالشباك بجانب الصيد بالسنارة، مشيرًا إلى أن هذا الانتقال يتطلب الكثير من التدريب، أضاف شهاب، سنويا نجد أنفسنا محرومين من موسم صيد أسراب أسماك فرشة الشعور الشهيرة، نتيجة قرار حظر الصيد ومنع تداول أسماك البحر الأحمر اعتبارًا من شهر مايو وحتى منتصف يوليو.
وتابع عربى موسم هجرة أسماك الشعور يعتبر من أهم مواسم الصيد فى البحر الأحمر، حيث تشهد المنطقة ظهور هذه الأسماك المهاجرة سنويًا من الجنوب إلى شمال البحر الأحمر، ولكن مع منع الصيد فى هذا التوقيت يضيع على الصياد موسم صيد وفير وتهاجر الأسماك الى السواحل السعودية دون أن يتم اصطيادها.. وعن أنواع الأسماك الأكثر انتشارًا، أشار محمود القوصى إلى أن أسماك الحريد والسيجان والشعور والبياض والكشر والخرمان والشروى والمرجان والبنقص هى الأكثر شيوعًا فى مناطق الصيد، خاصةً بالقرب من الشعاب المرجانية والمناطق الصخرية، أضاف أن أسماك السيجان والحريد أيضًا تحظى بتواجد كبير فى المياه التى يقصدونها.. وأشار القوصى إلى أن هناك بعض الأنواع التى يفضل الصيادون تجنبها، خاصة الأنواع المحظورة أو الخطرة، مثل أسماك القرش والاسماك المهددة بالانقراض. أما عندما يتعلق الأمر بالطعام المفضل من حصيلة الصيد، فإن محمود القوصى يفضل تناول أسماك الشعور والناجل، إلا أنه اعترف بأنه جرب بعض الأنواع التى لم يجد طعمها مستساغًا مثل السمك الصخرى.
اقرأ أيضًا | سنة حلوة يا مصريين| الآلاف بالشوارع حتى الصباح احتفالًا بالعام الجديد
الدقهلية.. «السيد» 50 سنة فى البحر
أكثر من نصف قرن قضاها فى مهنة الصيد، اعتاد الخروج بعد صلاة الفجر يوميا يحمل شباكه وباقى أدوات صيده سعيا للحصول على رزقه ورزق أولاده ويرجع ظهرا ثم يعاود الخروج بعد صلاة العشاء لعدة ساعات قد تمتد لليوم التالي.. يقول السيد محمد عبد الله أحد أقدم الصيادين بمحافظة الدقهلية: والدى كان يصطحبنى معه أثناء خروجه للصيد منذ نعومة أظفارى فعشقت المهنة رغم مخاطرها ثم لم يعد أمامى مفر من امتهانها لعدم استكمال تعليمى لسبب خارج عن إرادتى ..علاوة على أن أعمامى الثلاثة وأولادهم ورثوا المهنة مع أبى عن جدى فصرنا أكبر عائلة ينخرط أبناؤها فى مهنة الصيد.
وأضاف بدأت العمل بالمهنة فى سن السادسة واستمر الحال حتى تزوجت وكانت زوجتى تخرج معى فى بداية حياتنا الزوجية لمساعدتى إلى أن رزقنا الله بطفلين فتفرغت هى لرعايتهما وتربيتهما واتفقنا على أن يواصلا تعليمهما وأن نعوضهما عما حرمنا منه ورغم أن ابنى الأكبر محمد حصل على ليسانس أصول الدين إلا أنه يحرص على الخروج معى لمساعدتى لعدم قدرتى على بذل الجهد الذى كنت أبذله سابقا.
يستطرد: يومنا يبدأ بعد صلاة الفجر حيث نتجه للبحر ونستمر به حتى صلاة الظهر ونعود ومعنا حصيلة الصيد وبعد تناول وجبه الغذاء والراحة لمدة ساعتين نعود للبحر بعد العشاء وممكن أن يمتد بنا الوقت حتى اليوم التالى إذا كان البحر فيه رزق أما إذا ضن علينا فنعود للمنزل .. وأشار الى أن مهنة الصيد تحتاج أدوات ومهمات مرتفعة الثمن حتى تكون مصدرا للرزق يعتمد عليه فالصيد وحده لا يمكن ان يفتح، وأشار إلى أن أفضل واشهى أنواع الأسماك له هو السمك الأخضر صغير الحجم ولا يشتهى الأسماك كبيرة الحجم وأن أكبر سمكة قام باصطيادها كانت فى حدود 35 كيلو جرام من نوع المبروكة وهى من أكبر أنواع الأسماك ببحيرة المنزلة ونهر النيل وإن كانت أكثر الأسماك انتشارا الآن البلطى والبورى والطوبار والحنشان والقراميط التى أخذت فى التراجع مؤخرا .
كفر الشيخ.. «كشكوش» صندوق الأسرار
قضى 44 عاماً بالصيد داخل بحيرة البرلس التى يعتبرها بيته الأول فهو يعرف كل شبر فيها ويعلم اسرارها وخبايها خالد، كشكوش «56 عاما»، يخرج يوميا للصيد على قاربه الصغير منذ أن كان فى سن الثانية عشر، بعد الفجر يخرج ومعه زجاجة مياه وطعامه، وقبل شروق الشمس يلتقى بالصيادين الثلاثة الذين يعملون معه على قاربه، وعلى الفور يقوم كل واحد منهم بعمله.. يقوم أحدهم بالتجديف واثنين بتجهيز الشباك فى حين يقوم الأخير بتجهيز أكواب الشاى التى يتناولونها قبل وصولهم إلى الموقع المعتادين على الصيد فيه داخل البحيرة، وبدون حديث أو توجيهات يعلم كل منهم دوره فور الوصول إلى منطقة الصيد، يلقون بالشباك التى يتراوح عددها بين 5 و10 شباك، ولا ينتظرون كثيرا حتى يقومون بسحب الشباك وهى محملة بالرزق ويجمعون الأسماك ويضعونها فى شباك مغلقة تسمى «عياشة» وتكون مغمورة فى مياه البحيرة باستمرار للحفاظ على الأسماك حية طوال فترة تواجدهم داخل البحيرة.
وعندما تبدأ الشمس فى الميل ناحية الغروب يجمعون الأسماك التى اصطادوها ويعودون إلى الشاطئ ويكون فى انتظارهم التجار لشراء صيدهم، وأيا كان المقابل الذى يحصلون عليه فإنهم يعودون إلى منازلهم راضين بما رزقهم الله، ولا ينسون فى غالبية الأيام الاحتفاظ بجزء من الصيد ليكون وجبة الغداء التى يلتف أفراد الأسرة حول «الطبلية» لتناولها.. وعن مهنة الصيد والعقبات والمخاطر التى تواجه الصيادين يقول كشكوش: البحيرة الآن تعانى من نقص شديد فى مخزونها السمكي، ويقتصر الصيد فيها على نوع واحد من الأسماك وهو البلطى والذى أصبح أيضا مهددا بسبب الصيد المخالف ومصانع الأعلاف، ويشير إلى أنه قبل انتشار المزارع السمكية كانت البحيرة تنتج كمية كبير من الأسماك بمختلف أنواعها خاصة البلطى كبير الحجم والبورى والطوبار والبياض، وحتى الأسماك البحرية كالثعابين والكابوريا والجمبرى واللوت والقاروص كانت متواجدة فى البحيرة بالقرب من بوغاز البرلس ولكن مع انتشار المزارع السمكية بدأت البحيرة فى مرحلة الانهيار، حيث تمتص هذه المزارع خيراتها.. وتعتمد العديد منها على الزريعة التى يتم اصطيادها بطرق غير شرعية من البحيرة ويتم بيعها للمزارع بأسعار فلكية.
بورسعيد.. الأمواج «غدار» واعتدنا على تقلباتها
صيد الأسماك حرفة سبقت نشأة بورسعيد التى كانت مجموعة من عشش الصيادين ومع حفر قناة السويس كانت بداية إنشاء مدينة بورسعيد فى موقع هذه العشش ولم يتخلى السكان عن مهنتهم الأساسية فى صيد الأسماك ومازالوا يتوارثونها جيلا بعد جيل.
وتمارس مهنة الصيد بطريقتين الأولى بسفن الصيد الآلية التى تخرج لعرض البحر والثانية ما يعرف بصيد الجر وهو يمارس بالفلايك اليدوية الصغيرة من خلال طرح الشباك على مسافات قريبة من الشاطئ ويقوم الصيادون بجرها وصيد الأسماك.. تبدأ رحلة الصيد بالجر بتجميع الصيادين للرحلة ويقوم أربعة منهم بقيادة الفلوكة لمسافة نصف كيلو تقريبا داخل البحر اثنان يتوليان عملية التجديف والآخران يقومان بنشر الشباك على شكل نصف دائرة وينقسم الصيادون على البر إلى مجموعتين كل مجموعة تمارس عملية شد الشباك من طرفها حتى يتلاقى الطرفين فى النهاية والأسماك داخل الشباك.. يقول محمد عباس 65 عام اعمل فى هذه المهنة منذ 50 عام وورثتها أبا عن جد وبدأت العمل بها فى سن الرابعة عشر بصحبة والدى وكنت متخوف منها فى البداية من عملية ركوب البحر حتى تعودت عليها وهى بالفعل مهنة لها خطورتها والبحر كما يقولون غدار خاصة أيام النوات فى الشتاء وتكون مضطر ان تتعامل معه فى كل أحواله إلا فى النوات الشديدة المصحوبة برياح شديدة وامطار غزيرة وأمواج عالية وقد تعرضت لمواقف مرعبة عندما عملت لفترة فى سفن الصيد الآلية وقد فاجأتنا أكثر من مرة تقلبات جوية ونحن فى عرض البحر لكن الله سلم وبعدها عدت للصيد بسفن الجر والخطورة فيها أقل من ركوب البحر والتوغل فى أعماقه.
وأضاف ان رزقنا من هذه المهنة متقلب ومرتبط بكمية الأسماك التى يتم صيدها وأما أن يأتينا عائد مجزى مع الصيد الوفير أو مقابل ضعيف وهذا هو قانون المهنة وتأقلمت حياتى مع هذا الأمر وقال إن أشهر أنواع الأسماك فى الصيد من شاطئ بورسعيد السردين والبورى وسمك الباغة إلى جانب الجمبرى والكابوريا.. ويقول محمد الشحات 36 عام انه يعمل فى مهنة الصيد منذ 20 عام واتخذها مهنة إضافية إلى جانب وظيفته الحكومية لمجابهة متطلبات الحياة، وأكد أنها مهنة شاقة خاصة أنها لا ترتبط بمواعيد محددة وأضاف ان أكثر من مرة واجهنا مواقف خطيرة ونحن نرمى الشباك داخل البحر خلال الشتاء ولكنى مضطر للاستمرار فيها لأنى استطيع التوفيق بينها وبين وظيفتى الحكومية وارفض تماما ان يعمل أبناءه فى هذه المهنة لأنها خطيرة وشاقة.
محمد.. أصغر صياد فى المدينة الباسلة
محمد كريم طالب بالمرحلة الإعدادية أصغر صياد فى بور سعيد لم يتجاوز عمره الخامسة عشر، وقال انه من أسرة ليس لها علاقة بمهنة الصيد ولكنه اختارها للعمل بها لأنه يحب ان يتولى تدبير احتياجاته بنفسه، اختار مهنة الصيد لأنه كان يتابع الصيادين أثناء عملهم وهو يحضر للشاطئ مع أسرته وأصحابه للاستحمام ورغب ان يمارس هذه المهنة.
وأضاف ان معظم أصحابه انسحبوا بعد فترة من العمل لصعوبة المهنة لكنه أصر على الاستمرار وقال انه لا يخاف من ركوب البحر وخرج مرات عديدة فى عمليات طرح الشباك داخل البحر ولكنه حاليا يشارك فى عمليات جر الشباك من الشاطئ، وهو يفضل أسماك البورى عن غيرها والجمبرى ولا يستطيع ان يحدد ما إذا كان سيستمر فى هذه المهمة بعد إنهاء تعليمه وأكد انه لو توافرت له وظيفة جيدة براتب مجز فإنه بفضل ذلك لتحقيق الاستقرار فى حياته بدلا من الاعتماد على مهنة عائدها متقلب وبها فترات توقف إجبارى خلال التقلبات الجوية.
المنيا.. البلطى نجم الأسماك
يجلس أحدهم داخل مركب صغيرة على ضفاف نهر النيل بالمنيا، وفى يده غزل الشبك كى يبدأ الصيد، وينتظر الرزق البحر مع رفاقه، على أن يكون اللقاء فى سوق الحبشى لبيع الأسماك، حيث حولوا المنطقة لسوق سمك مختلف عن الأسواق التقليدية يباع فيه جميع أنواع السمك الذى يتم اصطياده.. يقول محمد سيد، أحد الصيادين، إن رحلة الصياد تبدأ فى ال5 صباحا حتى الظهيرة وذلك فى الصيف ثم نعود للصيد فى المساء، وذلك حتى تكون مياه النيل هادئة، كما أن عمر السمك خارج المياه فى الصيف أقل من الشتاء، لافتا إلى أن الرحلة تبدأ بإلقاء الشبكة فى المياه وانتظارها نصف الساعة، ونقوم بجمعها، قد لا تأتى بسمك.
يقول علاء الريدي، أنه يقوم فى الخامسة صباحا لتبدأ رحلته اليومية فى الصيد ،ويستمر العمل لساعات طويلة ،ثم يجمع الغزل ويظهر فى الشباك رزق البحر التى تم اصطيادها، وأضاف أنه بعد اصطياد الأسماك ابدأ فى تفريغ الشبك داخل المركب لكى استعد الى القاءها فى النهر مجددا.. ويقول الريس فتحى سعداوي، كبير الصيادين بالمنيا: البحر صديقنا، اعتادنا على التواجد معه وفى يوم الجمعة تلك اليوم يكون الرزق أكثر مما نتوقع هناك بعض المعتقدات لدينا أننا سنعود مجبورين إذا خرجنا بعد صلاة الجمعة.. فيما قال على خلف، نحن نواجه كثير من المشكلات خاصة الصيد غير المشروع وهو يقتل علينا فرحتنا بالأسماك الكبيرة، وأن جودة وطعم السمك يختلف من مكان إلى آخر حيث أن السمك فى المياه الجارية أفضل من المياه الراكدة كذلك السمك الطازج له مذاق خاص.
ويشير محمد على، أن سوق الحبشى نشا منذ فترة بالصدفة بعد تجمع الصيادين فيه لبيع رزقهم من السمك، وهنا يباع السمك بأرخص الأسعار منه سمك البحرى واخر المزارع ويختلفا فى الأسعار والاشكال.
الإسكندرية.. «سردين المكس» رقم واحد
عند الفجر يحزم سامى سليمان امتعته ويتجه نحو مركبه الراسى عند التقاء خليج المكس بمياه البحر، ليبدأ بعدها رحلة البحث عن طرح البحر، حتى تحوّلت المياه إلى جزء من حياته التى لا يعرف غيرها.. عشرات السنين قضاها سامى فى هذه المهنة التى ورثها عن والده، يصحو قبل شروق الشمس ويعود بُعيّد الظهيرة محملا بأسماك السردين التى تشتهر بها منطقة المكس غرب الإسكندرية.. منذ سنوات طويلة وتعد منطقة المكس هى الأشهر فى المدينة الساحلية فى أسماك السردين، إذ يأتيها الزبائن من كل مكان بحثا عن سردين المكس، يقول سامى سليمان، إنه بدأ النزول إلى البحر مع والده حينما كان فى العاشرة من عمره، لافتا إلى أنّ المهنة تغيرت عن السابق بالتأكيد ولكن ظلت موجودة فغالبية سكان المنطقة لا يعرفون غير الصيد مهنة لهم.. يرى سامى أن الصيد من المهن التى تعتمد بشكل رئيسى على القدر حيث يخرج الصياد يوميا ولا يعرف كم هى كمية الأسماك التى سوف يصطادها فربما تعود شبكاه محملة بالأسماك وقد تعود خاوية وفى كل الأحوال يكون راض لأن هذا رزق الله.. يشير إلى أن عوامل الطقس تلعب دورًا فى مهنته حيث تقل فترات الصيد خلال فصل الشتاء نظرا لعدم استقرار حالة الجو، ولكن على العكس فى شهور الصيف يكون الصيد متاحا كل أيام الأسبوع.. يقول سامى إن أكبر أزمة تواجههم فى الوقت الحالى هى توافر شباك الصيد، لافتا إلى أن الشباك التى يعتمدون عليها تأتى من الخارج على عكس السابق حيث كان هناك مصنعا فى الإسكندرية لصناعة شباك الصيد.
ويوضح أن السنوات الماضية يجدون صعوبة فى الحصول على الشباك ما يجعلهم يعتمدون على شباكهم القديمة فى الصيد.
السويس.. رحلات محفوفة بالمخاطر
على شاطئ خليج السويس نشأت أقدم مدن خط القناة، هنا كان صيد الأسماك والتجارة يمضيان بالتوازى بين سكان المدينة على مر العصور، وفى العقود الأخيرة امتدت حركة الصيد جنوبا خارج حدود القطر المصري، فى أعالى البحار حيث السمك الوفير والحجم الكبير.
محمد سليمان 72 عامًا يقول هناك أسماك فى السويس كانت لا تظهر فى الإسكندرية وبورسعيد، لكن بسبب التغيرات المناخية وحفر قناة جديدة، ظهر سمك الدراك والقراض والكالميري، والصَرع، بينما فى خليج السويس تساهم رياح «الأزيب» فى دفع أسراب السمك، وتدفع سمك الشعور فى الفترة من مايو وحتى يوليو، حيث يضع بيضه فى الأماكن الهادئة وسط الصخور، كما تهاجر الكابوريا الحمراء من اليمن والسواحل السعودية إلى خليج السويس خلال موسم الخريف وتعود فى فصل الربيع.
يتحدث الصياد عن حظر صيد القروش، يقول أنها صيد عارض حين تهاجم شباك الصيادين وتدخلها لتأكل من الأسماك فتصبح أسيرة مثلهم، وعند اكتشاف أمرها فى الشباك تكون ميته بلا فائدة للبيئة البحرية، فيعود بها لبيعها مع باقى الأسماك، وعلى الرصيف فى الميناء يجرى مصادرة القروش وتوجيه صاحب المركب بإعدامها حرقا، لكن ذلك لا يطبق عادة على العائدين بكميات قليلة، فتباع حصيلة الصيد فى الأسواق وهى تتميز بلحمها الطرى كما أنها بلا أشواك.
يحكى سليمان عن رحلات الصيد وقال قبل 37 عاما خرج فى أول رحلة له للصيد خارج المياه المصرية، قصد الجنوب حيث سواحل السودان واليمن واريتريا، يقول إن مراكب الصيد الكبيرة تبحر جنوبا وعلى متنها نحو 18 صيادا، لتصطاد كمية أكبر من الأسماك، وذات حجم أكبر، ويمكن فى 3 أيام صيد العودة بحصيلة تعادل عمل شهر فى السويس.. يقول إن رحلات الصيد التى كان يشارك فيها قرب اليمن والسودان كانت تجمع كميات كبيرة وبأحجام كبيرة.. يتذكر أن أكبر حصيلة رحلة صيد شارك فيها خارج مصر كانت قرب اليمن، حيث جمع الصيادين أسماك ملأت 5 آلاف طاولة، فى أقل من أسبوع، وكانت تشكيلة متنوعة بين الأسماك الشعبى والاسماك ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة والجمبري.
الإسماعيلية.. الشباك تجمع الخيرات
الصيادين بمحافظة الإسماعيلية حالة خاصة وقصة مختلفة، يقول أسامة عبد العال انه بدأ العمل فى مهنة الصيد فى سن مبكرة لأنه توارثها عن والده وخرج للصيد وهو فى الثانية عشر من عمره، والان ابنائى معى يعملون نفس المهنة التى نعشقها ومن الصعب أن نمتهن غيرها، مضيفا ان الصيد فى الإسماعيلية يعتمد على المياه المالحة بقناة السويس حيث يلقوا الشبك فى المياه وينتظروا قرابة النصف ساعة ويستغل هذا الوقت لهواية الصيد بالسنارة ثم سحب الشبك و حسب الرزق الذى كتبه المولى يكون المكسب.
وأكد أن أكثر الأسماك بالإسماعيلية، الدنيس واللوت والسيجانا والجنزيرة والسهلية والبوري، لافتا الى هناك اسماك اختفت من القناة ومنها القاروص بسبب مياه المزارع فى سهل الطينة وهذا النوع من الأسماك لم يتحمل تغير المياه لأنه يختنق ويموت.
من ناحيته يقول الصياد سيد الجمال أنهم يخرجون للصيد فى مجموعات، ونطهو ونأكل فى البحر أيضا، وقال: أكبر سمكة تمكنت من صيدها كانت لوت ووزنها 10كيلو.
وأشار الجمال الى ان الشباك تجمع خيرات البحر أشكال وألوان من الأسماك، وأكد انه لكى نحافظ على الثروة السمكية لابد من منع صيد الذريعة الذى يدمر الثروة السمكية.
البردويل.. الترسة «مشكلة».. وظهور للقرش الأبيض
ينطلق عبده أبو طيور، فى رحلة بحرية لصيد الأسماك فى بحيرة البردويل، رحلة تمتد نحو 5 أيام أسبوعيا للحصول على كميات من الأسماك والقشريات، وقال انه ورث فنون الصيد عن والده منذ أكثر من 40 عاما الذى ورثها عن اجداده ليصبح الصيد جزء من تراث عائلته.
يقول عبده بدأت العمل فى مهنة الصيد منذ أن كان عمرى 10 سنوات، كنت اذهب مع والدى واخوتى واعمل على حرفة صيد اسماك الدنيس باستخدام الشباك، وقال أن والدى عودنى أن «شباك» حرفة الكلسة وهى مخصصة لصيد الجمبرى والوقار، وتستمر العمل بها 4 أشهر، ثم ألجأ إلى حرفة الدبة وهى إساس الحرف والتى يعمل عليها أكثر من 90% من الصيادين، وهى مخصصة لصيد اسماك الدنيس وموسي، ثم انتقل إلى حرفة السنار لصيد أسماك القاروص، بينما حرفة الغاب خاصة بأسماك البورى والدهبانه.
وعن أكثر أنواع الأسماك انتشارا، قال أن هناك اسماك فاخرة تتميز بها البحيرة، خاصة أسماك الدنيس والبورى وموسى والقاروص وهى أسماك تخصص للتصدير خاصة كبيرة الحجم، إلى جانب اسماك العائلة البورية مثل الطوبار والدهبان، وأشار إلى أن معدلات الإنتاج للمركب يصل إلى 50 طنا من مختلف الأسماك طوال موسم الصيد .
ولفت بأن بحيرة البردويل، تعتبر بيئة خصبة لتكاثر اسماك السيجان، وهى من الأسماك الدخيلة على البحيرة والتى تعطى إنتاج وفير يغطى الأسواق المحلية، كما ظهرت أسماك الشبار الأخضر فى مسطح البحيرة ولكن بكميات قليلة.
وأكد الصياد أبو طيور، أن الأسماك الصغيرة لا يفضل صيدها مثل البامية أو الشخرم، وأكد على ان مشكلة تكاثر الترسة البحربة فى البحيرة، تهدد المخزون السمكى وكذلك شباك الصيادين، فهى تأكل الأسماك التى يتم صيدها عن طريق الشباك، ومن ثم يتم اعادتها مرة اخرى حفاظا على التوازن البيئي، وصيدها ممنوع، وأكد على انه خلال الفترة الأخيرة ظهرت اسماك القرش الأبيض صغيرة الحجم، خاصة بالقرب من البواغيز الطبيعية لقربها من البحر المتوسط، ورغم انها قليلة العدد الا انها تشكل خطورة على شباك الصيد فى المستقبل ،وهناك اسماك قرش كبيرة متوطنة داخل البواغيز لاعتمادها على التغذية بالأسماك عند دخولها وخروجها من والى البحيرة.
رشيد.. تواكب التطور و«الطراحة» موضة قديمة
تشتهر قرية برج رشيد بوجود أكبر عدد من الصيادين بها ويقصدها التجار والمواطنين من المحافظات المجاورة للحصول على الأسماك وخاصة البورى والطوبار والبلطى وشهدت مهنة الصيد خلال السنوات الأخيرة العديد من التغيرات التى طالت أنواع الصيد والمراكب والشبك ومعها دخل أنواع عديدة من الأسماك.
يقول صبحى غانم، أنه توارث المهنة عن أجداده وعمل بها منذ أن كان عمره 15 عاما وتدرب على الصيد بالطراحة ثم السنارة، لافتا أنه كان يعمل فى بداية عمره على المراكب الشراعية والصيد بالسنارة ثم الطراحة ومع مرور السنين تدرب على الصيد على مراكب الشنشولة ومراكب الجر.. ويكشف السيد أحمد حميدة شيخ الصيادين أن مهنة الصيد دخل عليها متغيرات كثيرة أثرت فى المهنة ومنها تلوث المياه بالصرف الصحى التى عملت على طرد الأسماك مما أضطر الصيادين للخروج للصيد فى مياه البحر المتوسط.
وأكد الحاج محمد مرسى ندا، أن حرفة الجر تراجعت بشكل كبير مؤخرا بسبب أسعار الوقود والعمالة وانخفاض الإنتاج بجانب أن مهنة الصيد ترتبط ارتباطا كبيرا بالتغيرات المناخية التى شهدت مؤخرا العديد من التغيرات مما أثر على توقف الصيد لأيام وبالتالى أثر على دخل الصياد والإنتاج حيث أختلف مواعيد النوات ومواسمها عما كنا نعمل عليه من قبل وكنا نحفظ مواعيدها، وأضاف أننا نتجنب صيد أسماك القراض المسمم.
قارون.. الأمل فى الزريعة
فى قلب الفيوم، حيث يمتزج صفاء المياه بألوان الطبيعة الخلابة، تتلألأ بحيرة قارون تحت أشعة الشمس، مثل لوحة فنية تنتظر من يسرد حكايتها. هنا، بين أمواجها، يقف محمد عبد الجواد، صياد شاب فى السادسة والعشرين من عمره، يروى حكايته التى تحمل فى طياتها الكثير من الأمل والتحديات، يقول «بدأت رحلتى فى عالم الصيد فى سن الحادية عشرة،» عندما قررت أن أترك المدرسة لأساعد عائلتى كان الأمر صعبًا، لكن الصيد أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتى».
أضاف كانت البحيرة تعج بالحياة لكننا نرى الآن بعض أنواع الأسماك تتراجع، وهذا يؤثر علينا كصيادين، بعض الأسماك التى كنا نراها بكثرة أصبحت نادرة، يتحدث محمد عن الصيد كفن يحتاج إلى الصبر والمهارة، حيث يجب على الصياد أن يعرف أين يجد الأسماك وكيف يتعامل معها «الصيد ليس مجرد اصطياد، بل هو علم وفن يجب أن تفهم سلوكيات الأسماك، وأوقات هجرتها، والمكان الذى تفضل البقاء فيه».
ويقول، «عندما تهاجر الأسماك، يتأثر النظام البيئى، الأنواع الموجودة هنا تتعرض للخطر، ونحن بحاجة إلى إيجاد طرق جديدة للتكيف.» يضيف: «هناك أنواع أحرص على عدم اصطيادها، مثل الأسماك المحظورة، لأننى أريد أن أحافظ على بيئتى».. تتزايد المخاوف بشأن تدهور الثروة السمكية فى بحيرة قارون، ولكن محمد يبرز أملًا فى الأفق. «هناك جهود رئاسية لإحياء البحيرة، تم طرح 10 ملايين من ذريعة الجمبرى، وهذا يمنحنا فرصة جديدة، نحن ننتظر بفارغ الصبر عودة الحياة إلى البحيرة.
عزبة البرج.. «المياه حياتنا»
تعد مدينة عزبة البرج بدمياط من أشهر المدن الساحلية لصيد الأسماك لموقعها المتميز المطل على البحر الأبيض المتوسط ويمثل اسطول الصيد بها 65 % فى مصر حيث يعمل أغلب سكانها فى مجال صيد الأسماك والمهن المعاونة له من صناعة وصيانة السفن ومراكب الصيد والثلج والغزل وبيع الأسماك، كما تمتلك حلقة لبيع الأسماك ويأتى اليها تجار الأسماك وأصحاب المطاعم الكبيرة من مختلف محافظات مصر.
يقول محمد أبو العنين ريس مركب صيد إنه ورث مهنته عن ابيه وجده لأننا منذ الصغر ونحن لم نر غير هذه المهنة التى عمل بها ابائنا واجدادنا وعندما نستطيع العمل نخرج البحر فى سن مبكر ومع كل رحلة تكتسب خبرة اكثر حتى أصبحت ريس لمركب صيد وهو الشخص المسئول عن رحلة الصيد التى تبدأ بمعاينة المركب للتأكد من سلامته وأنه جاهز للإبحار، ووجهة الصيد وتوفير مستلزمات المعيشة للطاقم.
وعقب الانتهاء من التجهيزات تنطلق المركب من البوغاز، وتبدأ المركب فى رمى الشباك للصيد من بين ثلاثة أنواع للصيد ( الجر - الشنشلة - السنار ) ويقوم البحارة بجمع الشباك وإخراج الرزق من الأسماك ووضع كل نوع داخل طاولة مستقلة ثم تثليجه ويتكرر ذلك طوال الرحلة.. أحمد صابر صياد منذ 30 عاماً، يقول، لم أختار مهنتى ولكن ورثتها عن والدى وانا حياتنا أصبحت اكثر فى البحر من البر لأننا نقضى اغلب أيامنا فى المياه وعند عودتنا للشاطئ تكون لتجهيز الرحلة القادمة لان رزقنا فى أعماق البحر والبحر مليء بالخيرات وكل نوع من أنواع السمك يحتاج الى غزل معين لصيده وأيضا التوجه لمكان معين تكون منطقة خصبة بهذه الأسماك ويحصل كل مركب على رزقه اما عن مخاطر المهنة فاعتدنا عليها منذ أول يوم لأن البحر كله مخاطر ونوات خلال فصل الشتاء ولكن ربنا موجود لأننا اعتدنا على مواجهتها.
وأشار محسن احمد ان الصيد مهنة الصبر والبحث عن الرزق فى أعماق البحار وان الصيد له طرق مختلفة ومواسم منها صيد الشنشلة لاستخراج أنواع معينة من الأسماك منها السردين وصيد الجر لصيد الجمبرى ويكون بالمراكب الجر التى تعمل فى المياه القريبة وصيد السنار لصيد أسماك منها البورى واما عن أشهر مواسم الصيد هو صيد سمك التونة ويكون منذ شهر يونيو حتى شهر أغسطس وهناك مراكب تخرج محددة نوعية صيدها من الأسماك وتقوم بتجهيز الغزل الخاص بها وتحدد مكان قبلتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.