رحل عام 2024.. رحل بما له وما عليه، رحل ورحل معه عام من العمر.. رحل كما رحل غيره من الأعوام، وأصبح من الماضى. ورغم قسوته وعناده وتقلباته وتحدياته، إلا أنه عام مميز سوف أتوقف عنده كثيراً، ففى هذا العام اكتمل العطاء كوكيل للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كما أن عام 2024 أدخل على نفسى السعادة والسرور والفرحة فى مناسبتين خاصتين بأبنائى أحدهما فى شهر أكتوبر، والثانية قبل نهاية العام بساعات أو أيام قليلة.. وكأنه أصر أن يجعلنى أستقبل العام الجديد وكلى أمل أن يكون عام خير علينا جميعاً.. عام يفتح أمامنا فصلاً جديداً من الفرص وتحقيق الأحلام والطموح. عام يكون فرصة لتجديد العزيمة والعمل على تحسين جوانب حياتنا.. وبداية مليئة بالأمل والطموح.. وانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، عام مليئ بالإنجازات والنجاحات. ولا يفوتنى كعادتى مع بداية كل عام أن أتذكر تاريخ ميلاد أبى وأمى رحمهما الله.. فأبى من مواليد الأول من يناير وأمى من مواليد الثانى من يناير.. وللمصادفة توفاهما الله فى نفس الشهر فى عامين مختلفين ورغم الحزن العميق الذى يغمر قلبى بوفاتهما.. إلا أننى أتذكر دائماً ما علمانى إياه من قيم ومبادئ بل أشعر بوجودهما فى حياتى وفى كل خطوة أخطوها. أبى وأمى سيظلان حيين فى قلبى وذكرياتى وفى كل عمل أقوم به.. وإن كان الفقد مؤلماً فإن الحب الذى زرعوه فى نفسى سيبقى نوراً يضىء دربى. فقدان الوالدين هو أصعب شىء يمر به الإنسان فى حياته، فهما الأمان والحنان.. هما مصدر الدعم والوعى فى حياتنا، وفقدانهما يعنى فقدان جزء ليس بالهين من الذات. الأب هو السند والقوة والأمان، هو اليد الحانية والقلب الكبير النابض، هو الحكمة والخبرة، وصاحب الرأى والمشورة والنصيحة الصادقة التى لا تخطئ أبداً. والأم هى الحضن الدافئ الحنين والصادق، هى الحنان والراحة، مصدر السعادة، هى الملجأ عند غدر الأيام، هى الرفيق فى كل مراحل الحياة.. هى المصباح الذى يضيء الدنيا.. تتألم لألمك وتسعد لفرحك.. تشعر بك من نبرات صوتك أو نظرة فى عينيك. رحيل الأب والأم يترك فراغاً عميقاً لا يمكن ملؤه.. وفقدانهما هو فقدان لكل ما هو جميل.