ازدادت التساؤلات حول مدى إمكانية أن يصبح بحر البلطيق ساحة حرب خفية تهدد الأمن الإقليمي، وسط تزايد الهجمات على البنية التحتية الحيوية. وذلك بعد ان أطلقت السلطات الفنلندية تحقيقًا في حادث تعرض فيه كابل كهرباء تحت البحر بين فنلندا وإستونيا للقطع، والذي قد يكون وراءه "أسطول الظل الروسي"، حيث يتألف هذا الأسطول، من سفن قديمة تتاجر في الوقود الروسي، الممنوع بموجب العقوبات الدولية، ما يهدد استقرار حلف شمال الأطلسي "الناتو" والمنطقة بشكل عام، كما تعرضت كابلات اتصالات بحرية أخرى للضرر، بما في ذلك روابط حيوية بين فنلندا وألمانيا، ما أثار القلق حول أمان البنية التحتية في بحر البلطيق، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. اقرأ أيضًا| «صراع الحدود البحرية».. روسيا تُشعل فتيل التوترات الدبلوماسية مع فنلندا وليتوانيا تورط ناقلة النفط «إيجل إس» في الحادث في إطار التحقيق الفنلندي، تم توقيف ناقلة النفط «إيجل إس» المشتبه في تورطها في حادثة قطع الكابلات ببحر البلطيق، هذه السفينة التي كانت تحمل 35 ألف طن من البنزين تم تحميلها في موانئ روسية، وتشير السلطات الفنلندية، من خلال التحقيقات الجارية، إلى أن السفينة قد تكون جزءًا من أسطول الظل الروسي. فيما وصفت المفوضية الأوروبية، الحادث بأنه جزء من سلسلة من الهجمات المشتبه بها على البنية التحتية الحيوية، وأكدت على أن أسطول الظل الروسي يشكل تهديدًا للأمن والبيئة البحرية، وفي ظل هذا الوضع، أعلنت دول البلطيق والحلفاء في الاتحاد الأوروبي ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة هذه التهديدات، خاصة مع ازدياد حدة المخاطر في بحر البلطيق. التحقيقات المتعلقة بحادث قطع الكابلات البحرية في بحر البلطيق ما زالت في مراحلها الأولى، حيث تعمل الشرطة الفنلندية على فحص الأعماق البحرية لتحديد المسؤولين عن التخريب، وتزايد القلق مع ظهور معلومات حول تورط أسطول الظل الروسي في الهجمات، ما يضيف مزيدًا من التعقيد للعلاقات بين الدول الأوروبية وروسيا في المنطقة. اقرأ أيضًا| هل تتصاعد التوترات بين روسيا وحلف «الناتو» إلى حرب شاملة؟ محاولة «منسقة» لتهديد بنية بحر البلطيق التحتية أكدت الرئيسة الجديدة للدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على أن الحوادث التي تسببت في تلف الكابلات البحرية في بحر البلطيق كانت بمثابة "محاولة متعمدة ومنسقة لضرب البنية التحتية الحيوية"، مضيفةً أن توقيت التعطيل الدقيق لكابل «EstLink 2» وكابلات الاتصالات الأخرى يوضح أن هذا العمل لم يكن مجرد حادث عارض، بل هجومًا مخططًا ضد البنية الرقمية والطاقة في المنطقة. وأشارت كالاس، إلى أن أعمال التخريب في أوروبا تتزايد بشكل مُقلق، إلا أنها أكدت أن هذه الأعمال لن تثني الاتحاد الأوروبي عن استمرار دعمه لأوكرانيا على غرار الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة بين موسكو وكييف، وبينما تتصاعد التهديدات، تظل العزيمة الأوروبية ثابتة في مواجهة التحديات، حتى مع استهداف البنية التحتية الحيوية التي تشكل شرايين الطاقة والاتصالات في بحر البلطيق. ويُذكر أن، كابل EstLink 2 الذي يربط بين إستونيا وفنلندا وقدرته 658 ميجاوات، لا يزال خارج الخدمة منذ الانقطاع المفاجئ في منتصف نهار الأربعاء الماضي، في الوقت نفسه، يظل كابل EstLink 1، الذي تصل قدرته إلى 358 ميجاوات، هو الرابط الوحيد العامل بين البلدين في بحر البلطيق.