الجمهور هو العمود الفقرى لكرة القدم.. فهو من يتحمل عناء ومشقة الذهاب للمباريات لتشجيع فريقه دون أى مقابل.. والمقابل الذى ينتظره هو المتعة بمشاهدة فريقه يصول ويجول فى الملعب ومن ثم الفوز.. وجمهور الأهلى فى الحقيقة له طبيعة خاصة.. فهو يريد الفوز الدائم ولا يقبل الهزيمة أو حتى التعادل.. جمهور تعود على حصد البطولات. ولأنه كان لديه آمال كبيرة فى الوصول إلى المباراة النهائية فى بطولة الانتركونتيننتال وملاقاة فريق ريال مدريد.. وكتابة تاريخ جديد للنادى.. خاصة وأن الظروف كلها كانت مهيأة لذلك.. إلا أن نتيجة المباراة ودراميكية إقصاء الفريق وقع عليه كالصاعقة، ورأى أن بعض اللاعبين ليسوا على المستوى المطلوب.. فكان رد فعله قاسيًا وعنيفًا معهم فى أول مباراة لهم.. وأخذ يردد الهتافات التى تعبر عن غضبه.. واعتقد أن ذلك أثر بالسلب خاصة على حارس المرمى محمد الشناوى، فتلقى هذا الهدف العجيب من فريق «بلوزداد».. ولا أدرى ماذا كان سيحدث لو انتهت المباراة بهذا الهدف؟! ولكن شاءت الأقدار أن يفوز الأهلى بنصف دستة أهداف ويتناسى الجميع الهدف الذى سكن شباكه. على أية حال انتهت المباراة وخرج الفريق من الملعب دون تحية الجمهور.. وأصبح الأمر معقدًا.. الكل يتحدث عن أزمة بين الجمهور واللاعبين.. وانبرى الجميع فى تأجيج الخلاف.. وأنا أسميه خلافًا كان سوف ينتهى بمجرد ذهاب اللاعبين لتحية الجمهور عقب المباراة.. صحيح الجمهور تحامل على اللاعبين قبل وأثناء المباراة.. مما أدى إلى تشتت البعض.. وهذا شيء غير مقبول.. لكن كان على اللاعبين أن يكونوا أكثر عقلًا وذكاءً بالذهاب لهم حتى ولو من باب إحراجهم. الخلاف بسيط وعلى الجميع أن يحكم العقل والمنطق.. فلا وجود للاعبين بدون جمهور، ولا جمهور بدون فريق.. الكل يكمل الكل.. وعلى اللاعبين أن يتحملوا غضبة الجمهور الذى يرفعهم لعنان السماء.. فما حدث مجرد غيرة من الجمهور على الفريق، ومحاولة خرجت عن الإطار لزيادة حماس وتركيز اللاعبين، خاصة من خرج منهم عن النص وغاب عن المشهد بشهادة الجميع.. وليرفع الجميع شعار «جمهوره ده حماه».