كتبت مرارا عن ترشح د.خالد العنانى لمنصب مدير عام اليونسكو ٫ وسأستمر ولو خصصت مقالى أسبوعيا لهذا الأمر حتى يجلس العنانى على المقعد المستحق لمصر ٫ والحاحى هذا له عدة أسباب . أولها أن مصر الأحق بهذا المنصب بين دول العالم ، فهى مهد أهم وأعرق حضارة بالتاريخ . ومن المؤسسين للمنظمة ومن أكثر دول ضما لمواقع التراث العالمى منها 7 مواقع بالقائمة الرئيسية و32 موقعاً بالقائمة الإرشادية المؤقتة للتراث العالمي ومصر كانت الأحق بالمنصب عام 2009 حيث كان الوزير الفنان فاروق حسنى على بعد خطوة لولا التوازنات والمؤامرات الدولية . كما تسبب تشتيت الأصوات الإفريقية والعربية برسوب مشيرة خطاب عام 2017 . أما الدورة الحالية التى سيترشح لها رسميا د.خالد العنانى مارس المقبل تعد فرصة ذهبية لتتبوأ مصر المقعد المستحق ٫ وبنظرة على أسباب الفشل السابقة نجد أن مصر وبذكاء دبلوماسى وسياسى عالجت معظم تلك الأسباب . فالعنانى الآن مرشح يحظى بتوافق وإجماع إفريقى وعربى بقرارين رسميين الأول من الإتحاد الأفريقى بدورته فبراير الماضى . والثانى بقرار القمة العربية الأخيرة بالسعودية باعتبار العنانى مرشح الدول العربية . وهاتان النقطتان أمر لو تعلمون عظيم . ومع كامل الإحترام والتقدير لمرشحينا السابقين للمنصب وتاريخهما الثقافى المقدر ٫ إلا أن د.خالد العنانى يمتلك من المقومات الشخصية التى تجعله بوضع أفضل ، فسيرته الذاتية متخمة ومشرفة بالإنجاز فى العلوم والثقافة والتاريخ . ويكفيه الطفرة غير المسبوقة التى حققها بالمتاحف المصرية وتوجها بمتحف الحضارة والمتحف الكبير وهو إسهام يشيد به العالم . ناهيك عن الأحداث الأثرية والثقافية التى نفذها الرجل وختامها مسك بإحتفالية طريق الكباش التى أبهرت العالم وقبلها نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى لمتحف الحضارة . كما أن إجادته لعدة لغات وفى مقدمتها الفرنسية والإنجليزية وعلاقاته بدول الفرانكوفونية وغيرها متينة ومتعمقة . وضمن الاستفادة من دروس الماضى جاء التحرك المبكر للغاية لمصر ومرشحها وبدعم ومساندة حكومية خاصة من وزارة الخارجية. بقى أن نسير بنفس النهج المدروس والمكثف حتى آخر المشوار بعين ثاقبة لتلك التحركات . وأخرى متيقظة تتوجس وتستعد لأية مفاجآت بل ومؤامرات اللحظات الأخيرة . كتب الله الخير لمصر ومرشحها فى حلم اليونسكو المنتظر