فجر حادث الدهس فى مدينة ماجديبورج الألمانية مساء أول أمس الجمعة، والذى راح ضحيته أحد عشر شخصا، وحوالى ثمانين مصابا بركانا من المخاوف ليس فى ألمانيا وحدها وإنما فى أوروبا كلها. عودة شبح العمليات الإرهابية إلى المشهد ينزع الهدوء من قلوب المسئولين والمواطنين هناك. عودة الجماعات المتطرفة، مهاجمة ودهس الأبرياء الذين ذهبوا إلى السوق الذى تباع فيه هدايا عيد الميلاد، وتذكارات السنة الجديدة. المشتبه فيه طبيب من أصل سعودى، عمره خمسون عامًا، أجر سيارة قبل تنفيذ الحادث بساعة واحدة، ويقال إنه كانت هناك متفجرات فى السيارة هى التى تسببت فى زيادة عدد الضحايا. وصف المستشار الألمانى الحادثة ب«المذبحة»، وعلق على ما حدث قائلا: «إن تلك الحادثة تثير أسوأ المخاوف». أما إيلون ماسك فقد كتب على حسابه على «إكس» «على المستشار الألمانى أن يستقيل فورًا». تجاهل الغرب للمآسى الإنسانية التى تجرى منذ أكثر من عام فى غزة ربما سينتج عنه حوادث أخرى مشابهة. كذلك أوضاع المهاجرين العرب فى ألمانيا التى تتسم بعدم الاستقرار، فقد ارتفعت الأصوات المطالبة بتشديد قوانين اللجوء والهجرة عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها مدن ألمانية. ويتسبب الوضع الحالى فى إثارة مشاعر الخوف والقلق لدى الكثير من المهاجرين واللاجئين. يواجه المستشار الألمانى أولاف شولتز هجوما شديدا من مواطنيه الذين يوجهون إليه أصابع الاتهام فى التهاون فى تطبيق القوانين التى تحد من تدفق القادمين إلى البلاد من خلال الهجرة غير الشرعية، وينتظرون تولى حزب البديل اليمينى المتطرف الحكم حتى يضع قيودا صارمة على السماح للمهاجرين بالبقاء فى البلاد، هذا ما أكدته استطلاعات الرأى فى ألمانيا التى عبرت من خلالها الأغلبية عن رغبتها فى تقييد وجود المهاجرين العرب على أراضيها. تصاعد موجات خطاب الكراهية ليس فى مصلحة أحد، لا الأوروبيين، ولا العرب. الاستقرار والهدوء يتطلبان إرساء العدالة، والتعامل مع القضايا الإنسانية التى تجرى هنا وهناك بمعيار واحد لا بمعيارين. وإلى أن تتحقق العدالة وتحترم حقوق الإنسان، سيظل شبح الإرهاب رابضا فوق قلوب الجميع. قلبى مع إخواننا من الجاليات العربية التى تعيش منذ سنوات طوال فى ألمانيا، وبالطبع ليس لها علاقة بالإرهاب ولا بجماعات الفكر الظلامى المتطرف، هؤلاء بكل تأكيد سيدفعون ثمنا باهظا لكل ما يحدث!.