فجأة وبلا مقدمات، اختفى بشار الأسد، بعد أيام قليلة، من تصريحه النارى، الذى توعد فيه بسحق الفصائل المسلحة. اختفى وكشفت الأنباء لجوءه لروسيا، وظهر أحمد الشرع أو أبو محمد الجولاني، رئيس قوات تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، فى الجامع الأموى بالعاصمة دمشق، معلنا بدء عهد جديد. وقبل أن يغمض جفنيه، شن الكيان الصهيونى الغادر، غارات مكثفة، على كل عناصر القوة فى سوريا العزيزة، التى باتت بين ليلة وضحايا، ذبيحة يتنافس على لحمها الضباع. وكشف اللواء سمير فرج، المفكر الإستراتيجي، الذى أثق بشدة فى معلوماته، أن إسرائيل دمرت كل الدفاعات الجوية السورية. وقال خلال مداخلة هاتفية مع قناة صدى البلد، إن إسرائيل دمرت 500 طائرة عسكرية، ومنظومة صواريخ إس 300 المتطورة التى حصلت عليها سوريا من روسيا مؤخرًا. كما تم تدمير جميع الدبابات السورية والبالغ عددها 2700 دبابة، إضافة إلى كل ما تملكه البحرية السورية من غواصات وسفن وكاسحات ألغام. واستمرت إسرائيل على مدى 4 أيام فى قصف مخازن الأسلحة والمجمع الأمنى، ولم تواجه بأى اعتراض ولو بالتصريحات الإعلامية من الداخل السورى. ليس هذا فقط، فقد قامت دولة الاحتلال، باحتلال المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973، لتتسع دائرة صراع الذئاب على الجسد السورى الذبيح. فبالإضافة إلى روسيا وإيران وتركيا وأمريكا، دخل العدو الصهيوني، لنهب وتدميرما يريد. ليصبح مستقبل البلد العزيز على قلب كل عربى، فى مهب الريح، خاصة أن صراع النفوذ لا يقتصر على هذه الدول فقط، وإنما يمتد ليشمل الفصائل المسلحة باختلاف توجهاتها وأهدافها ومصادر تمويلها. الغريب أنه وسط هذه الكارثة، تتناقل وسائل الإعلام والسوشيال ميديا مظاهر احتفال بعض السوريين بسقوط نظام الأسد، ناسين أو متناسين، أن بقاء الدولة ذاتها، بات على المحك، وهو ما يخشاه كل عربى مخلص، متمنيا حدوث المعجزة، وتجاوز الدولة السورية محنتها، وعودتها من جديد، عضوا فاعلا، عربيا وإقليميا ودوليا.