تستمر المفاوضات المعقدة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية بشأن صفقة تبادل المحتجزين التي تسعى الأطراف من خلالها إلى تحقيق أهداف استراتيجية وإنسانية، في ظل ضغوط شديدة من المجتمع الدولي. وبينما تقترب بعض الملفات من الحل، لا تزال هناك عقبات قد تقلب الموازين وتؤثر على مصير الصفقة في قطاع غزة. النقاط العالقة تتواصل الجهود المكثفة من إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق شامل حول تبادل الأسرى والمحتجزين وفقاً لمصادر إسرائيلية نقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فتنتظر إسرائيل من حماس تقديم قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء في الوقت الذي تشهد فيه هذه المفاوضات توترات متزايدة. وتطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن أكبر عدد من المحتجزين الأحياء في المرحلة الأولى، وهو ما يثير خلافات حادة مع حماس التي تبدو مستعدة لتقديم جثث بعض المحتجزين لسد الفجوة. الضغط على حماس قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، اليوم الأربعاء، إن الجيش يضغط على حماس ويضعها في المزيد من المشكلات كل يوم، حتى يتمكن من إعادة 100 محتجز إلى إسرائيل على قيد الحياة، مضيفا خلال جولة في قطاع غزة، "أن الجيش يدمّر حماس ويلحق الضرر ببنيتها التحتية، حتى لا يكون هناك 7 أكتوبر آخر جديد". وذكر رئيس أركان جيش الاحتلال، أن عودة المحتجزين من قطاع غزة وعودة السكان إلى مستوطناتهم، يمنحه قوة لا نهاية لها لمواصلة تدمير قدرات حماس والبنية التحتية بالكامل. نتنياهو ورفض "الصفقة الكاملة" تبدو مواقف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر تشددًا، حيث يرفض التوصل إلى "صفقة كاملة" كما يطالب بها أهالي المحتجزين في ظل المخاوف من أن تؤدي الصفقة إلى انسحاب دولة الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وتبقى الخيارات مفتوحة رغم التقدم الملموس في المفاوضات، ففي الدوحة، تجري محادثات بين الفرق الفنية الإسرائيلية وحماس، مع احتمال إرسال ممثلين رفيعي المستوى للانضمام إلى هذه المفاوضات، ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة بشأن قضايا محورية. مطالب حماس حماس من جانبها سلمت قوائم تضم أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم في مقابل إطلاق سراح المحتجزين. من بين هؤلاء، هناك أسرى "ثقيلون" كما تصفهم دولة الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم من تصر حماس على ترحيلهم إلى دول ثالثة مثل تركيا أو قطر أو إيران، ومع ذلك، تشهد المفاوضات صعوبة في التوصل إلى توافق نهائي حول هذه القضية. وفي الدوحة، تشير بعض المصادر إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات، خصوصًا فيما يتعلق بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين "الثقلين"، رغم بقاء بعض التعليقات الصغيرة. وأبدت حماس مرونة أكبر، لكن لا تزال هناك خلافات حول عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، إضافة إلى مسألة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة. رفض "الصفقة الجزئية" وفي تل أبيب، عقد أهالي المحتجزين مؤتمرًا صحفيًا عبر "منتدى تكفا"، وأعلنوا رفضهم لصفقة جزئية كما اقترحها رئيس الوزراء نتنياهو. وصرح ممثلون عن المنتدى بأنهم يؤيدون "الصفقة الشاملة" التي تتضمن إعادة جميع المحتجزين في آن واحد. وفي السياق نفسه، تجمهر المئات في مظاهرة احتجاجية في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن المحتجزين، وسط أجواء من الغضب والمطالبة بتحقيق العدالة. ورغم التصريحات الرسمية عن التقدم في المفاوضات، يبقى السؤال الأهم: متى سيتم تنفيذ الصفقة؟ وهل سيتمكن الطرفان من تجاوز العقبات الكبيرة والاتفاق على تفاصيل الحل النهائي؟