تابعت باهتمام وشغف مهنى المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين وما دار خلاله من مناقشات وجلسات وما صدر عنه من توصيات.. خاصة أن المؤتمر جاء فى ظروف صعبة وشديدة التعقيد تمر بها الصحافة. صحيح المؤتمر ناقش وكما هو متوقع مسألة الحريات، حرية الصحافة باعتبارها تاج العمل الصحفى والمد الحقيقى والانعكاس الطبيعى لحرية الرأى والتعبير.. وهى أمر لا يخلو من مناقشتة أى مؤتمر بل أى جلسة تجمع مجموعة من الصحفيين.. وستظل الحريات هى الشغل الشاغل للصحفيين فى الوطن العربى وليس فى مصر فقط. كما ناقش أوضاع الصحفيين المادية، التى لا تسر عدوا ولا حبيبا.. كما بحث العديد من القضايا التى تخص العمل الصحفى والتحديات التى تواجهه واقتصاديات المؤسسات الصحفية.. وأصدر العديد من التوصيات المهمة. لكن المؤتمر غاب عنه أمران أرى أنه كان من الأهمية وضعهما على جدول جلسات المؤتمر.. الأول هو كيف نحمى مهنة الصحافة من الدخلاء والمبتزين.. خاصة أن المهنة أصبحت مباحة لكل من هب ودب.. وهناك بالطبع من يسىء للصحافة والصحفيين أنفسهم بشكل عام سواء بقصد أو بدون قصد.. مما أفقد المهنة هيبتها ووقارها وقيمتها. وذلك فى ضوء انتشار ظاهرة المواطن الصحفى أو صحافة المواطن «صحافة الشارع».. مع الوضع فى الاعتبار انتشار الجهات التى تصدر كارنيهات تحت مسميات عديدة «صحفى، محرر» وغيرها.. وهو ما يتطلب وقفة جادة من النقابة لمواجهة هذه الظاهرة، وايجاد حلول واقعية وعملية لها.. باعتبار أن الصحفيين هم أولى بحماية مهنتهم وصون كرامتها. والأمر الثانى الذى كان يجب أن يكون محل نقاش خلال جلسات المؤتمر، بل كان من الضرورى أن يصدر به توصية، هو إلزام المتقدم للترشيح لانتخابات نقابة الصحفيين بتقديم اقرار ذمة مالية.. امعانا فى الشفافية والنزاهة وحماية للمرشح فيما بعد.. وهذا لا يتطلب تعديلا تشريعيا، وانما يتم اقراره من الجمعية العمومية للنقابة ليكون أحد الأوراق المتطلبة للترشح لعضوية مجلس النقابة. وهذا الأمر من الأهمية لوأد الشائعات التى تنتشر حول البعض.. مما ينعكس بالسلب على أعضاء النقابة وتسرب الإحباط لنفوسهم.. كما أن الصحفيين بهذا الإقرار يكونون قد ضربوا المثل فى الشفافية والنزاهة وبادروا بتطبيق ما يطالبون به، بل يطالب به المجتمع بأسره على جميع الهيئات المنتخبة.