عواصم - وكالات الأنباء: هدأت نبرة التصعيد العسكرى فى سوريا وشقت التحركات الدبلوماسية أمميًا وأوروبيًا طريقها إلى دمشق بحثًا عن عودة العلاقات إلى الدفء بعد سنوات من البرود، إذ رفع العلم الفرنسى لأول مرة فى العاصمة منذ عام 2012 فيما أجرى وفد ألمانى محادثات هناك أيضًا. وقال أحمد الشرع القائد العام للإدارة السورية الجديدة ، فى تصريحات تليفزيونية له ، إنه «جرى تسريح العناصر المجندة فى الجيش السوري، والاعتماد على قوات إدلب (هيئة تحرير الشام)، ومتطوعين جدد.. ويختلف وضعنا عن العراق، لأننا خرجنا من مناطق محررة، ونظمنا قواتنا فى إدلب وفتحنا باب الانتساب تطوعيًا وليس إجباريًا» ، ونوه إلى أن هناك عدة لجان مختصة تعمل على صياغة الدستور والقانون، وتحديد الشكل النهائى للحكم. أما رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية محمد البشير، فأكد أنه ستتم إعادة هيكلة وزارة الدفاع فى الفترة المقبلة وذلك عبر فصائل ثورية ، وفيما يخص الشأن الاقتصادي، قال إن احتياطيات سوريا من العملات الأجنبية منخفضة للغاية. بدوره، ذكر وزير الصحة السورى المكلف ماهر الشرع، أن سلم الرواتب سيكون واضحًا وموحدًا، مضيفًا: «ندرس مشروعًا لتقليص عدد الموظفين».وأبدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، استعداد بلادها للحوار مع السلطات الجديدة فى سوريا، لكنها دعت فى الوقت نفسه إلى التعامل بأقصى درجات الحذر. وذكرت ميلونى فى خطاب أمام البرلمان، أن إيطاليا «مستعدة للتحاور مع القيادة السورية الجديدة بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين»، مشيرة إلى أن «الإشارات الأولى تبدو مشجعة لكن لا بد من توخى أقصى درجات الحذر». وقال المبعوث الخاص إلى سوريا جان فرنسوا غيوم، أمس، بعد وصوله إلى دمشق إن «فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين» خلال الفترة الانتقالية ، وأشار الوفد الفرنسى إلى أنه جاء «لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع» فى دمشق، فى حين رفع العلم الفرنسى فوق السفارة الفرنسية فى دمشق التى أغلقت منذ عام 2012. بدورهم، عقد دبلوماسيون ألمان محادثات مع السلطات الجديدة فى سوريا، أمس، حيث أوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن المحادثات ركزت على «عملية انتقالية شاملة فى سوريا وحماية الأقليات بالإضافة إلى احتمالات وجود دبلوماسى فى دمشق». وأمام دبلوماسيين بريطانيين، أكد أحمد الشرع على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده لتسهيل عودة اللاجئين الذين فروا بسبب الحرب. وفى بيان أصدره ليل الإثنين-الثلاثاء تحالف السلطات الجديدة، قال الشرع، إنه شدد خلال لقائه فى دمشق وفدًا من وزارة الخارجية البريطانية على «دور لندن الهام دوليًا وضرورة عودة العلاقات»، مؤكدًا كذلك على «أهمية إنهاء كافة العقوبات المفروضة على سوريا حتى يعود النازحون السوريون فى دول العالم إلى بلادهم». فى الوقت نفسه، قال الاتحاد الأوروبى إنه يبحث تخفيف العقوبات عن سوريا مع الحفاظ على آليات الضغط، مؤكدًا دعمه جهود المساءلة فى سوريا لوضع أسس العدالة الانتقالية والمصالحة. ونقلت وكالة رويترز عن منظمة حقوقية إنه تم العثور على مقبرة جماعية خارج دمشق تحوى ما لا يقل عن 100.000 جثة لسوريين وأجانب.