« إذا سقطت دمشق على القاهرة الاستعداد للمعركة الفاصلة»، مقولة تاريخية عمرها قرون وأكدتها الأحداث على مر العصور . وكثيرا ما كانت القاهرة عند الموعد والوعد لتنقذ الأمتين العربية والاسلامية من قوى شر غاشمة ظنت ألا أحد قادر عليها فتحطم جبروتهم على أبوابها وبسيوف جيوشها، تلك دروس تاريخية لمن يخطط ويتآمر للإيقاع بقاهرة المعز فى شرك الضعف والخذلان . وإذا ما سلمنا بالحقيقة السابقة، وبعد ما تشهده سوريا الحبيبة الآن، على المصريين أن يقفوا وقفة صادقة مع الله والنفس والوطن ، فمصر تتعرض لمخطط منذ سنوات ، وحزام نار يحيطها من كل جانب ويتصاعد لهيبه بفعل فاعلين كثر ، وتشتد نيرانه وتتسع دائرته مهددا أمنها القومى بصورة غير مسبوقة ، والأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل يقوم أساسا على الجبهة الداخلية وتماسكها ووحدتها التى تسهم فى مجابهة التحديات، وبتلك الوحدة والتماسك نستطيع القفز فوق أية مخاطر، والتاريخ يؤكد ذلك منذ حروب الهكسوس وحتى هزيمتنا لتتار العصر وأقذر مجرميه بنصر أكتوبر المجيد. اليوم لا مجال لمحترفى الإمساك العصاة من منتصفها يميلون أينما مالت بها الريح ، ولا لمدعى الوطنية الزائفة والحنجورية وتجار أزمات الأوطان ، لا صوت يجب أن يعلو فوق مصر وجيشها وشعبها وليذهب ماعداهم الى مزبلة التاريخ ، نحن أمام لحظة فارقة بعمر الوطن ، تحتاج تنحية أى خلاف أو غضب أو تناحر جانبا والوقوف فى صف مصر ، فنجاحنا عسكريا وسياسيا وموقفنا بالخريطة الدولية مرهون بتماسك جبهتنا الداخلية واستقرارها وتعاون كافة مؤسسات الدولة والبعد عن سياسة الجزر المنعزلة. لابد أن نؤمن يقينا بقيادة دولتنا ونثق فى توجهاتها وسعيها لصالح وقوة الوطن ، ويكفى تلك القيادة فخرا وأسبابا لدعمها حفاظها على استقرار مقدرات مصر ، وسعيها بكل السبل لبناء جيش قوى راسخ وتنويع مصادر تسليحه ومده بكل جديد ، تلك السياسة كانت محل انتقاد بل وتهكم من بعض الجهلة والمغيبين ، ولعلنا أدركنا يقينا الآن أن الدرجة التى وصلها جيشنا العظيم من القوة والاحترافية والحداثة جعلته الحائط المنيع والحصين أمام مخططات إسقاط مصرنا الغالية. بالله عليكم ، لا نحتمل ضياع وطننا ولا هزة تسقطه وتوهن قواه ، فالله الله فى مصر ووحدتها وتماسكها حتى نعبر بها تلك اللحظات الصعبة.